تربي علي يد يوسف شاهين، تعلم في مدرسته مبادئ العمل الفني وما تعنيه المهنية، يتقن اختياراته، خطواته ثابتة، واثقة، محملة بنضج الموهبة، إنه الفنان هاني سلامة الذي يتحدث إلينا في الحوار التالي عن مسلسله "قمر هادي". لماذا استقررت علي مسلسل »قمر هادي» ؟ عندما عرض عليّ المؤلف إسلام حافظ والمخرج رءوف عبد العزيز سيناريو المسلسل وجدت الموضوع مشوقا جدا ومكتوبا بحرفية ولكنه في نفس الوقت صعب جدا علي مستوي التمثيل لأن به نقلات تمثيلية كثيرة في كل شخصيات العمل وشخصيتي مركبة جدا والتجربة الثرية والصعبة بهذا الشكل تعتبر تحديا يحب أي فنان أن يخوضه. وأحمد الله أن كل فريق عمل المسلسل نجوم موهوبة ومحترفة يستطيعون تجسيد أي شخصية خصوصا أن كل الأدوار في المسلسل في نظري تعتبر أدوار بطولة فجميع الشخصيات مهمة ومؤثرة في سير الأحداث فلا توجد أدوار ثانوية أو كمالة عدد فأي شخصية يتم حذفها ستؤدي لخلل في الدراما والجميع يدرك ذلك جيدا وأدوا أدوارهم بشكل جيد جدا.. فهدف الجميع كان احترام عقل المشاهد وتقديم وجبة جديدة ومختلفة. ماذا عن ردود الأفعال حول »قمر هادي»؟ مازلنا في الحلقات الأولي من العمل ولكن ردود الأفعال حتي الآن جيدة جدا وجميع المشاهدين يرون أن المسلسل به اختلاف كبير عن أعمالي السابقة، وهذا كان هدفنا من اللحظة الأولي فكنا نتحاشي تكرار أنفسنا من جديد ونقدم تجربة مختلفة من كل النواحي سواء علي مستوي الكتابة أو الإخراج والتمثيل. شاهدنا إثارة وتشويقا بشكل كبير في الحلقة الأولي فهل تعمدتم ذلك لجذب المشاهد من اللحظة الأولي؟ هذا شكل متعارف عليه في هذا النوع من الدراما.. فموضوع المسلسل هو ما فرض علينا ذلك الشكل من السرد فالعمل ينتمي لنوعية المسلسلات ال »سايكودراما» جميع الحلقات بها تشويق بشكل كبير وسوف يستمر التشويق حتي آخر مشهد في العمل. ما سبب تسمية كل حلقة من المسلسل باسم مختلف؟ حلقة من العمل بها كم كبير من الأحداث وبها تشويق مختلف بشكل أو بآخر وكان كل حلقة فيلما قصيرا منفصلا مدته 30 دقيقة. كيف كان استعدادك للشخصية؟ الشخصية ليست مجرد شاب مهتم بالدرجات النارية بل هو مهتم أيضا بالاستعراض بها لذا استعنت بمتخصصين ليقوموا بأداء المشاهد التي تحتوي علي حركات خطيرة ومن الصعب تقديمها إن لم يكن ركوب الدرجات النارية هو هوايتك منذ الصغر. هل استعنت بطبيب نفسي قبل التصوير؟ لا الموضوع اعتمدت فقط علي النص لأن الشخصية ستظهر أنها ليست مجنونة. هل لاسم المسلسل علاقة بسورة القمر؟ بالطبع له علاقة ففي كل حقلة تقريبا نستمع لصورة القمر، وله علاقة بشيء آخر سيحدث في باقي حلقات العمل. في مسلسل »فوق السحاب» استخدمت أيضا آيات قرآنية فهل تتعمد هذه الطريقة في العرض؟ لم نتفق أنا والمخرج رءوف عبد العزيز مع المؤلف إسلام حافظ علي الموضوع ففي البداية جاءت الأوراق مكتوبة بذلك الشكل ولكن نحن بيننا كمياء وتوافق بشكل كبير وأنا علي المستوي الشخصي أحب دائما أن يكون هناك بعد روحاني في أي موضوع أقوم بتقديمه لذ سعدت عند سماعي برومو »فوق السحاب» العام الماضي والذي افتتح بآيات قرآنية بصوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمت.. وفي النهاية البعد الروحاني ليس مقحما في الدراما بلا داع بل له علاقة مهمة جدا للحدوتة. ماذا عن تعاونك مع المؤلف إسلام حافظ؟ إسلام ممتاز والنص الذي كتبه لا يمكن اللعب به بأي شكل من الأشكال فهو يقوم بتحزيم السيناريو كما يقولون وسعدت بروعته فلم أكن أعرف إسلام من قبل ولم أقرأ شيئا له قبل »قمر هادي». ألم تخش من تكرار الشكل والصورة لتعاونك الثالث مع المخرج رءوف عبد العزيز؟ اطلاقا فببساطة رءوف عبد العزيز لا يحب الاستسهال ولا أنا أيضا ونفهم بعضنا جيدا وبيننا كمياء خاصة وهو يقدم دائما »كادرات» جديدة في التصوير ونتناول سويا أنواعا جديدة من الدراما بشكل مختلف يضيف لنا في مسيرتنا الفنية وهو إنسان ممتاز علي المستوي المهني والشخصي. كيف جاءت فكرة وجود شخصية لأحد ذوي الاحتياجات الخاصة في المسلسل؟ في الحقيقة هي شخصية كانت موجودة من البداية في الحلقات من قبل المؤلف ولم تتم إضافتها وفي نفس الوقت رأينا أن هذا شيئا جيدا ومحمد الذي قدم الدور هو إنسان جميل يحب التمثيل جدا وكان ملتزما وعلي الرغم من أنه أول دور له ولكنه وقف أمام الكاميرات بشكل جيد وقام بأداء معظم المشاهد من المرة الأولي وكل الإعادات أيضا كانت بسببي تقريبا، ودوره مهم وسيظهر في باقي حلقات المسلسل بشكل أقوي أيضا. كيف كانت كواليس العمل؟ جميلة جدا فالجميع كان يحرص علي أن نخرج بعمل محترم للنور وجميع أبطال العمل داليا مصطفي ويسرا اللوزي وهادي الجيار وحمزة العيلي ومحمد عزمي قدموا مستويات رائعة وضيوف الشرف أيضا الذين تشرفنا بالعمل معهم كالأساتذة هالة فاخر وإنعام سالوسة وصبري عبد المنعم ومريم حسن وعبد الرحيم حسن كانوا إضافة كبيرة للعمل. هل كان هناك مشروع مسلسل مع المؤلف حسان دهشان؟ لا لم يكن بل كان هناك فيلم سينمائي وتعثر وتم تأجيله ولم يكن مع حسان أيضا.