عيون الطفل مروان تسأل أين أبى ؟ اسمي مروان وعمري لا يزيد علي عشرة شهور.. لم أر أبي أو أعرفه ولكنني اناشدكم جميعا ان تبحثوا عنه وتعيدوه إليّ وإلي اخوتي الستة وأمي.. فليس لنا من عائل سواه. خرج أبي حامد لملوم خميس وشهرته عمر من المنزل يوم 52 رمضان.. بعد ان اصيب بالاكتئاب لعدم قدرته علي توفير الطعام لنا.. ترك وراءه كل شئ يثبت شخصيته وفر من مطالبنا.. أبي كان يعمل ترزيا بالعزبة التي نعيش فيها وهي عزبة نصار البحرية التابعة لقرية سيلا بمركز الفيوم. كان أبي مريضا بالسكر ولكنه كان يتحامل علي نفسه ويحني ظهره علي ماكينة الخياطة ليعود إلينا بالقليل من الخبز والغموس.. وكان علي قلته يسد جوعنا.. وربما كان يبيت هو وأمي دون عشاء ليتركا لنا ما نأكله.. ولكن سبل الرزق ضاقت عليه.. وضاق بنا وبمطالبنا. بحث أعمامي واخوتي عن أبي في كل مكان يمكن ان يذهب إليه دون جدوي.. وأخبرنا أولاد الحلال ان آخر مرة شوهد أبي فيها كانت بجوار محطة سكة حديد سيلا في يوم تركه منزلنا الصغير ومن يومها ونحن في هم ونكد.. ونعيش علي ما يجود به أهل القرية.. ولكن إلي متي ؟ شقيقي الأكبر ترك المدرسة الثانوية الأزهرية ليعمل في محل لبيع الأدوات الكهربية لينفق علي اخوتي غير الاشقاء أما أنا وأمي وأخي محمد البالغ من العمر 3 سنوات فبدون عائل.. ارجوكم اعيدوا أبي إلينا أو وفروا لأمي فرصة عمل بالقرية تدر علينا دخلا حتي نستطيع العيش.. ان أبي قصير القامة ابيض البشرة - يرتدي جلبابا لونه رصاصي فاتح وغزا الشيب رأسه ولحيته.. فهل تساعدونني علي عودة أبي ؟ وتوفير مصدر رزق ثابت لأمي؟ أتمني ان اعيش فرحة العيد وأنا في احضان أبي .