ترددت اتهامات طالت العديد من الجماعات الإسلامية المتطرفة في إشارة إليها كمسئولة عن اغتيال »رفيق الحريري«. وبالطبع.. جاء اسم »تنظيم القاعدة« علي رأس تلك الجماعات الإرهابية. فبعد عملية إسقاط ناطحتي السحاب في نيويورك 11 سبتمبر2001 توسع تنظيم أسامة بن لادن في اختيار أهداف أمريكية جديدة لنسفها بمن يقيم فيها أو يتردد عليها، سواء داخل الولاياتالمتحدة أو خارج حدودها ذات الكفاءة الأمنية المحدودة. الحقد الأسود الدفين الذي يملأ قلب، وعقل، الإرهابي: »أسامة بن لادن« علي النظام الحاكم السعودي.. جعل همه الأول في الحياة محصوراً في كيفية القيام بأكبر عدد مستطاع من الهجمات الإجرامية الإرهابية داخل المملكة بزعم أن ضربها هو ضرب لأهم المصالح الأمريكية في المنطقة العربية (..). ولا يُبرّيء البعض »تنظيم القاعدة« من مسئوليته عن مذبحة 14فبراير، رغم أنها حدثت في بيروت وليس في الرياض ، كما استهدفت أرواح لبنانيين من المشاهير والعامة وليس من بينهم سعودي واحد! ورداً علي ذلك ردد هذا البعض أن اغتيال رفيق الحريري الصديق والحليف للنظام الحاكم في الرياض يمثل »ضربة قوية للمملكة«.. بصرف النظر عن هوية ضحاياها (..). معارضو سوريا من اللبنانيين تمسكوا باتهامهم لأجهزتها بتخطيط وتنفيذ مذبحة بيروت. واتهام هؤلاء لم يكن سراً، بل كان علناً.. وبعد دقائق، أو ساعات معدودة، من التفجير الذي هز أشهر مناطق بيروت. ومن أشهر معارضي التدخل السوري في الشأن اللبناني، يبرز اسم النائب الدرزي:»مروان حمادة«، الذي تعرض لمحاولة اغتيال من مجهولين.. طبعاً في أكتوبر2005 وقف إلي جانب »سعد« ابن »رفيق الحريري« وألقي خطاباً يوم 14مارس 2005 لم يدخر فيه تنديداً، أو وصفاً، أو اتهاماً، إلاّ وجهه للنظام الحاكم في دمشق.. بين تصفيق وتأييد أكثر من 800 ألف من الجماهير الشاهدة والواقفة في »ساحة الشهداء« .. بعد مرور شهر علي اغتيال الحريري. بعدها اتجهت الأنظار الرأي العام العالمي إلي لجنة التحقيق الدولية التي شكلتها الأممالمتحدة التي رأسها القاضي الألماني : »ديتليف ميلس«، ثم القاضي البلجيكي: »سيرج براميرتز«. الأول ركز اهتمامه بالكشف عن مسئولية سوريا أو علي الأصح: مسئولية أجهزة الأمن والمخابرات السورية عن المذبحة، كما استمع إلي أقوال أكبر عدد من مشاهير الساسة اللبنانيين المعارضين للتدخل السوري في بلادهم، مثل: »مروان حمادة«، و »وليد جنبلاط«.. الذي لم يكن يترك مناسبة إلاّ انتهزها لمهاجمة سوريا، ويطالب نظامها برفع يده من علي رقبة لبنان واللبنانيين، وفوجئنا به منذ أيام معدودة يزحف إلي دمشق ليقدم للرئيس بشار الأسد فروض الطاعة والولاء! رئيس لجنة التحقيق الدولية التالي : »سيرج براميرتز« بلجيكي الجنسية كان أقل صراحة، وأكثر حياداً، في اتهامه لسوريا، وإن ألمح إلي وجود صلة، أو علاقة، بين ال18عملية تفجيرية التي تعرض لها لبنان واللبنانيون خلال السنوات العديدة الماضية وبين العملية التي استهدفت سيارة »الحريري« عام 2005، مما يشكك في وجود »منظمة قائمة، دائمة، عالية القدرات والسلطات«.. إشارة يفهم منها أن المقصود بهذه المنظمة هو الأجهزة الأمنية الخاصة: السورية/اللبنانية. أكد القاضي البلچيكي أنه وفريقه من القضاة، المحققين اطلعوا علي نحو120ألف وثيقة اعتمدوا عليها في تلخيص نتيجة التحقيقات فيما لا يزيد علي 2400صفحة وتتضمن توجيه »إشارات« نحو جهات محتمل تورط منسوبين إليها في التخطيط لإغتيال »الحريري« وتنفيذه، إلي جانب تحديد أشخاص أخرين لا تستبعد لجنة التحقيق الدولية أنهم بحكم مناصبهم ومواقعهم كانوا علي علم مسبق بمشروع الاغتيال. الطريف أن كل هذه الإشارات والإيحاءات التي تضمنها التقرير بعد تحقيقات استمرت لنحو عامين لم تحدد اسماً واحداً توجه إليه إصبع الاتهام! ومن المثير في تلك التحقيقات ما قيل عن السيارة »نص نقل« وحمولتها من المتفجرات التي تزن ألفاً و800 من الكيلوجرامات! أكدوا أن هذه الحمولة تم الحصول عليها ربما عن طريق السرقة من اليابان، قبل تفجيرها في بيروت بأربعة شهور! وأضافت المصادر أن المتفجرات نقلت من اليابان إلي مدينة طرابلس .. في شمال لبنان. .. وأواصل غداً.