قبل عدة سنوات قال سياسي بريطاني بشكل واضح وصريح: إن أغلب الدول العربية لن تبقي كما هي علي صعيد الخريطة خلال السنين العشر المقبلة، وهذه الدول إما ستكبر أو تصغر..وأشار بكل وضوح إلي أن ترسيمات الخرائط تمت صياغتها ضمن محددات معينة وأن إعادة الترسيم أمر ليس جديدا، إذ حدث هذا من قبل فلماذا يتحسس منه العرب اليوم؟ وفقا لمنطوقه فحدود الدول في الأساس رسمها وقتها الاستعمار.. في كل الأحوال فإن توقعات السياسي البريطاني لم تكن وليدة رأي شخصي إذ إنه يعتقد أن أغلب الدول العربية في العموم تعاني من مشاكل كثيرة سياسيا واقتصاديا إضافة إلي النزاعات بين مكونات كل دولة وهو برأيه ما ثبت خلال السنين الأخيرة.. علينا أن نلاحظ اليوم أن المنطقة تتعرض إلي ضغوطات شديدة، ومن الجهل الاستغراق في تحليل كل ظرف نراه في بلد عربي دون قراءة النتائج النهائية خصوصا أن هذا الضغط الخارجي والطمع بالموارد والثروات من جهة والرغبة بتثوير الأزمات والهويات أمر واضح ويجري توظيف وسائل من أجل هذا الغرض أبرزها الإعلام و الجماعات المشبوهة..الخ.. ربما هذا الحوار يبدو قديما لكنه يستيقظ من جديد في أغلب الدول العربية التي دفعت دفعا للوقوع في فخ (الربيع المسموم).. بعد كل ما سبق..اقرأ المشهد بكافة خلايا عقلك و قلبك (اعمل الصح).. ثم انظر لمصر التي تفادت السقوط في هذا الفخ رغم المحاولات المستمرة والمتعددة للأطراف المختلفة لإسقاطها..وحتما ستكون الإجابة هي أن جيش مصر القوي ونسيج الشعب الاجتماعي المتماسك وتداركه الموقف في 30 يونيو بعد ما أفسد مشهد 25 يناير من قبل جماعة الإخوان وكل من هم علي شاكلتها هو ما أنقذ مصر.. والوضع الحالي يسير علي الدرب الصحيح فعلي المستوي الداخلي تنفذ المشروعات القومية المختلفة بل إن بعضها فعليا دخل الخدمة وعلي المستوي الخارجي يتم استعادة دور مصر الرائد إقليميا ودوليا بل واليوم نحن أمام شواهد تقول إن مصر هي من ستفسد كل التوقعات التي قالها ذلك السياسي البريطاني منذ عدة سنوات.