حذر الرئيس السوري بشار الأسد من ان اي عمل غربي ضد دمشق من شأنه أن يحدث زلزالا يحرق المنطقة بأسرها، مؤكدا علي أن "سوريا مختلفة كل الاختلاف عن مصر وتونس واليمن" ولديها تاريخ وواقع سياسي مختلف عن تلك الدول. وقال - في مقابلة مع صحيفة "ذا صنداي تلغراف" البريطانية نشرت امس- "سوريا اليوم هي مركز المنطقة. انها الفالق الذي اذا لعبتم به تتسببون بزلزال... هل تريدون رؤية افغانستان اخري او العشرات من افغانستان؟". وأوضح انه يدرك ان القوي الغربية "سوف تكثف الضغوط حتما" علي نظامه، وقال "اذا كان المشروع هو تقسيم سوريا فهذا يعني تقسيم المنطقة برمتها". وشدد الرئيس السوري علي ان رده علي الربيع العربي كان مختلفا عن ردود فعل القادة العرب الاخرين. وقال "نحن لم نسلك مسلك حكومة عنيدة"، موضحا انه بدأ عملية الاصلاح بعد ستة ايام من اندلاع الاحتجاجات. وقال "عندما بدأنا الاعلان عن الاصلاحات، بدأت المشاكل تتناقص، وهنا بدأ التحول، هنا بدأ الناس يدعمون الحكومة". وشدد الاسد علي ان "وتيرة الاصلاح ليست بطيئة". وقال "هذا مجتمع معقد جدا". واعتبر أن ما تشهده سوريا اليوم هو "صراع بين الاسلاميين والقوميين العرب (العلمانيين)"وقال "نحن نقاتل الاخوان المسلمين منذ خمسينيات القرن الماضي وما زلنا نقاتلهم". وقال إن سوريا لديها عدد ضئيل جدا من رجال الشرطة وأن الجيش وحده هو المدرب للتصدي "لتنظيم القاعدة". واقر الاسد بأن قواته الامنية ارتكبت "اخطاء كثيرة" في بداية الحركة الاحتجاجية ضد نظامه. وشدد علي أن القوات لا تستهدف في الوقت الحالي الا "الارهابيين" فقط. ونشرت هذه المقابلة غداة تصاعد حدة المواجهات العسكرية بين قوات سورية وعسكريين منشقين ما اسفر عن مقتل 30 عنصرا نظاميا ومنشق واحد، وذلك تزامنا مع مقتل 12 مدنيا حسبما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان. واعتبرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تصريحات الأسد تحد للمجتمع الدولي. وفي تصريحات اخري للأسد أدلي بها خلال حوار مع قناة تليفزيونية روسية، أكد الرئيس السوري علي أهمية استمرار موقف روسيا الداعم لدمشق والداعي إلي ما وصفه ب "استقرار العالم"، مشددا علي أن سوريا تراهن علي دعم روسيا لبلاده. وكانت روسيا والصين قد استخدمتا حق الفيتو مؤخرا ضد قرار دولي لمجلس الامن بشأن سوريا. علي صعيد اخر، دعا ناشطون سوريون إلي التظاهر أمس للمطالبة بتجميد عضوية دمشق في الجامعة العربية فيما اطلق عليه "أحد تجميد العضوية" تحت شعار "اوقفوا دعمكم للقتلة". جاء ذلك قبل اجتماع للجنة الوزارية للجامعة العربية مع مسئولين سوريين بالدوحة.