إذا بحثت عن المجلس الأعلي للقوات المسلحة والحكومة في الأزمة المشتعلة منذ ثلاثة أسابيع بين القضاة والمحامين حول قانون السلطة القضائية تجدهما وبكل فخر »ودن من طين وودن من عجين«! وكأن الأمر لا يعنيهما من قريب أو بعيد! ليس مهما في نظر المجلس العسكري والحكومة أن تأخذ العدالة أجازة ويتعطل العمل في المحاكم ويتأخر نظر القضايا.. ليس مهما أن تتصاعد المعركة بين القضاة والمحامين إلي حد »تكسير العظام« كما وصفها تقرير لقناة الحياة من خلال اصرار كل طرف علي الارتفاع بسقف مطالبه إلي الحد الأقصي.. ليس مهما أن يصبح القضاة والمحامون »فرجة« بعد أن ضاعت هيبتهم أمام الرأي العام! ما هو وجه العجلة في إصدار قانون السلطة القضائية في غيبة البرلمان؟.. إصدار المجلس الأعلي للقوات المسلحة مراسيم بقوانين يجب أن يقتصر علي القوانين العاجلة التي نعبر بها المرحلة الانتقالية كقوانين مجلسي الشعب والشوري ومباشرة الحقوق السياسية وتقسيم الدوائر الانتخابية وغيرها.. لكن قانوناً في أهمية قانون السلطة القضائية يجب أن يؤجل لما بعد انتخاب البرلمان الجديد ليأخذ حقه من المناقشة بعد استطلاع رأي القضاة والمحامين من خلال جلسات استماع تعقد داخل البرلمان.. هكذا يقول المنطق الذي تفرضه ضرورة دعم الاستقرار والأمن ورفض أية محاولات لإثارة الفتن وافتعال أزمات بلا مبرر بين جناحي العدالة الواقف والجالس. مبروك يا هشام أخيرا استمع الزميل والكاتب الساخر هشام مبارك الذي يسكن مقاله فوق مقالي لنصيحتي بإصدار كتاب.. منذ أيام أهداني أول إصداراته في سلسلة »أنا والمدام والعيال« بعنوان »هي دي مصر يا هبلة«! فوجدته كتابا رائعا يعكس شخصيته المتميزة.. ألف مبروك يا هشام.