وسط أوضاع عربية عاصفة وظروف إقليمية ودولية ملتهبة، وأجواء مضطربة وواقع يسوده القلق وعدم الاستقرار، تنعقد اليوم في تونس القمة العربية الثلاثين، بحضور حشد من الزعماء والقادة العرب. وفي ظل هذه الأوضاع وتلك الظروف المحيطة بالقمة، تتعاظم مسئولية القادة والزعماء في تلبية آمال ومطالب الشعوب، والارتقاء إلي مستوي طموحات الجماهير العربية، المتطلعة إلي موقف عربي قوي وموحد، تجاه التحديات الجسام التي تواجه الأمة العربية حالياً. وإذا ما تأملنا فيما ترجوه وتأمله الشعوب العربية من القمة في دورتها الثلاثين التي تنطلق اليوم، لوجدنا في الصدارة من هذه المطالب وتلك الآمال، السعي الجاد من الزعماء لإنهاء كافة مظاهر الخلافات والصراعات بين الدول العربية، والوقوف صفاً واحداً في مواجهة الأخطار المحيطة والمتربصة بالعرب. وفي هذا الإطار نجد أن هناك العديد من الملفات المعروضة علي مائدة البحث واتخاذ القرار في القمة، تحظي باهتمام كبير من جانب الشعوب العربية، يأتي في مقدمتها القضية الفلسطينية، وقضية الجولان السورية، بالإضافة إلي الأوضاع في ليبيا واليمن، والتدخلات الإيرانية في الشئون العربية،..، هذا فضلا عن ملف الإرهاب الذي يحظي باهتمام خاص وبارز. وفي هذه الملفات والقضايا تتطلع الشعوب العربية إلي قرارات قوية تؤكد علي عروبة الجولان ورفض المحاولات الإسرائيلية والأمريكية لضمها إلي الكيان الصهيوني، والتأكيد بقوة علي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس العربية،..، كما تأمل الشعوب في توافق عربي شامل بين الملوك والرؤساء والأمراء العرب، علي التصدي القوي من جانب كل الدول العربية لظاهرة الإرهاب التي باتت تهدد الجميع وتسعي لخراب الدول العربية وهدمها. والسؤال الآن.. هل تحقق القمة ذلك؟!،...، وهل تكون القمة علي مستوي تطلعات وآمال الشعوب؟!