تحت عنوان «قمة الأمل» عقدت بالأمس في العاصمة الموريتانية «نواكشوط»، القمة العربية السابعة والعشرون، في ظل ظروف بالغة الدقة والحساسية يمر بها عالمنا العربي وسط تطورات ومتغيرات إقليمية ودولية متسارعة، تحمل في طياتها تهديدات واخطارا جسيمة لأمن وسلامة الأمة العربية وسيادة دولها ووحدة أراضيها. وهذه هي القمة العربية الأولي التي تعقد في موريتانيا، وهو ما يعد حدثا قوميا ووطنيا كبيرا بالنسبة للشعب الموريتاني الشقيق الفخور بانتمائه العربي وهويته العربية،...، وهي أيضا القمة الأولي التي تعقد في وجود الأمين العام الجديد للجامعة العربية «أحمد أبوالغيط»، الذي يتطلع لاحداث نقلة نوعية في أسلوب وآليات عمل ونشاط الجامعة يزيد من فاعليتها ويطور من أدائها. ورغم كثرة القضايا وتعدد الملفات التي استعرضتها القمة بالأمس، والتي تصل إلي «29 بندا»، رئيسيا تمثل أهم القضايا والمشاكل والأزمات العربية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية،...، إلا أن الأكثر الحاحا علي الاطلاق هي قضية الإرهاب، الذي اصبح يمثل تهديدا خطيرا للأمن القومي العربي بصفة عامة، وهو ما يتطلب مواجهة عربية. شاملة في إطار خطة موحدة للقضاء عليه والخلاص من اخطاره. واحتلت الأوضاع الخطيرة في سوريا وليبيا والعراق واليمن موقع الصدارة في الملفات التي تناولتها القمة، في ظل ما يتهدد هذه الدول من اخطار التفكك والانقسام والانهيار تحت تأثير ما تشهده وما يجري بها من اقتتال وتدمير،...، وهو ما يمثل ضربة موجعة وتهديدا كبيرا للأمن القومي العربي. وحظيت القضية الفلسطينية بالاهتمام الواجب من القادة العرب في قمتهم، في اطار الالتزام بالسعي للسلام الشامل والعادل واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة،...، وهو ما اكده البيان الختامي للقمة،...، كما استعرض قادة الدول العربية ايضا العديد من القضايا والملفات الاقتصادية والاجتماعية التي تفرض نفسها علي الساحة العربية وتتطلب التنسيق والتوافق بشأنها، دعما للعمل العربي المشترك وتحقيق التنمية والتكامل العربي. وفي هذا الإطار، ورغم كثرة وتعدد القضايا والملفات المطروحة علي القمة، وكلها مشاكل شائكة وأزمات تكاد أن تكون مستعصية،...، إلا أن الأمل في ايجاد حلول لها هو الرجاء المعلق علي «قمة الأمل».