إذا ما ألقينا نظرة فاحصة مدققة علي الواقع العربي السائد حالياً، والذي تنعقد في ظله القمة العربية الثلاثون في تونس بعد غد الاحد،..، لوجدنا هذا الواقع تظلله سحب داكنة ويلفه ضباب كثيف، وهو ما يجعل الصورة العربية في عمومها غير واضحة المعالم، ولا تدعو للتفاؤل أو حتي الاطمئنان بالقدر الكافي. وأحسب انه لا يخفي علي أحد في عالمنا العربي، أن هذه القمة تجتمع في ظل أوضاع عربية بالغة القلق والضعف، وسط حالة من الانقسام والتشرذم والخلافات، أو علي الأقل غيبة التوافق العام، بين مجمل الدول المتناثرة علي الخريطة العربية الممتدة من المحيط إلي الخليج. وطبقاً لما هو معلن فإن علي مائدة البحث للقادة والزعماء العرب، في هذه القمة، العديد من القضايا والملفات الساخنة والملحة، التي تحتاج منهم إلي قرارات ومواقف واضحة ومحددة، تلبي طموحات الشعوب العربية وتطلعاتها في الغد الأفضل ووحدة الصف والموقف تجاه التحديات التي تواجه العرب. وهذا يعني بكل وضوح ان هذه القرارات وتلك المواقف المطلوب اتخاذها من القمة، كلها مهمة ولا تقبل الإرجاء أو التأجيل، نظراً لكونها تتصل اتصالاً وثيقاً ومباشراً بقضية الأمن القومي العربي، في ظل الاخطار والتحديات التي تواجه الأمة العربية الآن. وتضم قائمة القضايا والملفات المطروحة للبحث، المستجدات والتطورات الخطيرة في المأساة السورية، في ظل الموقف الأخير للرئيس الامريكي ترامب، وقراره الخاص بالجولان المحتلة،..، كما تضم الأوضاع القلقة في ليبيا واليمن، والتدخلات الايرانية في شئون الدول العربية، والتدخلات التركية في سوريا والعراق، والأوضاع في الصومال. وغني عن البيان ان القضية الفلسطينية وما يعانيه الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال الغاشم، والممارسات العدوانية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني هو في مقدمة الملفات المطروحة للبحث بالقمة. هذا فضلاً عن قضية الإرهاب الذي بات يهدد الوطن العربي كله، وهو ما يتطلب موقفاً قوياً من الدول العربية لمواجهة وتجفيف منابعه واقتلاع جذوره.