تنطلق صباح اليوم أعمال القمة العربية الثامنة والعشرين التي تستضيفها المملكة الأردنية في البحر الميت، ويتقدم الرئيس عبدالفتاح السيسي القادة العرب المشاركين في القمة، حيث يلقي اليوم كلمة مصر امام القمة العربية، وكان الرئيس قد وصل أمس إلي مطار الملكة علياء بالعاصمة عمان، حيث كان في استقباله الملك عبدالله الثاني بن الحسين عاهل المملكة الأردنية. وقد عقد الرئيس عبدالفتاح السيسي مساء امس عدداً من اللقاءات الثنائية بمقر اقامته بالبحر الميت مع كل من انطونيو جويتريش سكرتير عام الاممالمتحدة ورئيس وزراء العراق حيدر العبادي والامير غازي بن محمد المعظم صاحب مبادرة للحوار حول الاديان. وتم خلال اللقاءات بحث سبل تعزيز التعاون بين مصر وتلك الدول وعددا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك . وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية للوفد الاعلامي المصري في الاردن إن الرئيس سيلتقي اليوم مع كل من ملك المغرب محمد الخامس والرئيس التونسي قايد السبسي والملك عبدالله الثاني ملك الاردن . واضاف يوسف أن مصر تأمل من القمة العربية الحالية تعزيز العمل المشترك والعمل علي وحدة الصف ولم الشمل العربي، وتعزيز جامعة الدول العربية باعتبارها بيت العرب، وتحقيق دفعة قوية في كافة المجالات المختلفة التي تهم الدول العربية، وتلبي طموحات الشعوب العربية. وأكد السفير علاء يوسف أهمية دور ملك الأردن في تعزيز وحدة الصف العربي، مشيرا إلي أن الارهاب يكتسب أهمية خاصة في المنطقة العربية في دور ما يمثله من خطورة علي الدول العربية، مؤكدا ان مصر تعمل علي وجود استراتيجية لمواجهته تبدأ بالعمل العسكري وتمتد إلي كافة الجوانب الاجتماعية والثقافية، وهو ما يجعل الدول العربية تتخذ موقفا تجاه الإرهاب. وأوضح السفير علاء يوسف أن الرئيس في زيارته إلي واشنطن الاسبوع القادم سيتناول مع الإدارة الأمريكية نتائج القمة العربية، والازمات التي تشهدها بعض الدول العربية، بالإضافة إلي عدد من الملفات التي ستناقشها القمة سيتم تناولها خلال زيارة الرئيس في واشنطن. ومن المتوقع ان تحظي القمة بحضور عربي كبير من القادة العرب لمناقشة العديد من الملفات الحيوية التي تواجه العمل العربي المشترك، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والأزمات في سوريا وليبيا واليمن والصومال، وتنسيق الجهود لمواجهة الإرهاب. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن مشاركة الرئيس في القمة العربية تأتي في إطار مواصلة جهود مصر في تعزيز العمل العربي المشترك، بما يساهم في حماية الأمن القومي العربي والتغلب علي التحديات الراهنة التي تُواجهه نتيجة الوضع الإقليمي المتأزم، مشيراً إلي أن برنامج الرئيس خلال مشاركته في أعمال القمة يتضمن عقد لقاءات ثنائية مع عددٍ من الملوك والرؤساء العرب المشاركين بالقمة. وذكر السفير علاء يوسف أن جدول أعمال القمة العربية المقبلة يتضمن التباحث حول التطورات المتعلقة بعدد من القضايا العربية، وعلي رأسها القضية الفلسطينية ومستجدات الأوضاع في الأراضي العربية المحتلة، فضلاً عن مناقشة التطورات الخاصة بالأزمات في سوريا وليبيا واليمن والصومال، بالإضافة إلي دعم عملية السلام والتنمية في السودان. ومن المنتظر أيضاً أن تتطرق القمة إلي سبل تفعيل العمل العربي المشترك علي صعيد مكافحة الإرهاب والتطرف، إلي جانب التعاون في المجالين الاقتصادي والاجتماعي، ومن المقرر أن يصدر عن القمة إعلان عمّان الذي سيتضمن رؤية القادة العرب لآفاق وسبل تعزيز التعاون المشترك خلال المرحلة المقبلة. حضور كبير كانت الأعمال التحضيرية للقمة قد بدأت الخميس الماضي بمركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات، وتشهد القمة حضورا كبيرا من قبل القادة والزعماء العرب بينهم الملك عبد الله الثاني ملك الاردن، كما يشارك جميع قادة دول مجلس التعاون الخليجي باستثناء الإمارات وسلطنة عمان وسيمثلهما نائبان عن الرئيس والسلطان، بالإضافة إلي حضور ممثل عن الرئيس الجزائري نظرا لظروفه الصحية، كما يشارك رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، بالاضافة إلي فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي الليبي، مع استمرار غياب التمثيل السوري. وطبقاً لجدول أعمال القمة تبدأ الوفود المشاركة في الوصول لمقر قاعة الاجتماعات في تمام الساعة التاسعة صباح اليوم ويكون في استقبالهم الملك عبدالله الثاني ملك الأردن علي ان يتم إلتقاط الصور التذكارية الساعة العاشرة والنصف للملوك والرؤساء والأمراء ورؤساء الوفود، وتبدأ الجلسة الافتتاحية لأعمال القمة متضمنة تلاوة من القرآن الكريم وكلمة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز رئيس الدورة العادية 27 لمجلس جامعة الدول العربية علي مستوي القمة، يعقبها تسليم الرئاسة من موريتانيا إلي الأردن. كما تتضمن الجلسة الافتتاحية كلمة الملك عبدالله الثاني ملك الأردن رئيس الدورة العادية الثامنة والعشرين للقمة، بالإضافة إلي كلمة الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، فضلا عن كلمات الضيوف المشاركين في أعمال القمة وتشمل كلمات لكل من أنطونيو جوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة في حالة حضوره شخصيا ،ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، ورئيس البرلمان العربي. ومن المقرر أن يقيم ملك الأردن اليوم تكريما لقادة الدول العربية ورؤساء الوفود والضيوف عقب إنتهاء جلسة العمل الأولي للقادة التي ستكون مغلقة يتم خلالها اعتماد مشروع جدول الأعمال ومناقشته، علي أن تبدأ جلسة العمل الثانية في الساعة الرابعة عصرا وستكون علنية لوسائل الإعلام وسيتم خلالها إلقاء كلمات القادة العرب حسب أولوية الطلب، علي ان تنتهي أعمال القمة عقب جلسة العمل الثالثة التي سيتم فيها اعتماد مشاريع القرارات ومشروع إعلان البحر الميت، وبعدها يتم خلالها قراءة إعلان البحر الميت والإعلان عن الرسائل والبرقيات الموجهة إلي القمة وكلمة رئاسة القمة العربية المقبلة التاسعة والعشرين وكذلك الكلمة الختامية لملك الأردن رئيس القمة العربية الثامنة والعشرين. مشروعات القرارات وفي السياق ذاته رفع وزراء الخارجية العرب أول أمس 16 مشروع قرار للقادة لإقرارهم وتتصدر القضية الفلسطينية والصراع العربي- الإسرائيلي مشروعات القرارات، حيث يؤكد القرار الخاص بها علي مركزية قضية فلسطين والهوية العربية للقدس عاصمة لفلسطين والتمسك بالمبادرة العربية للسلام كمرجعية لحل القضية وإعادة التأكيد علي حق دولة فلسطين بالسيادة علي كافة الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967.. وإيجاد الآلية المناسبة لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2334 لعام 2016 الذي أكد أن الاستيطان الإسرائيلي يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ورفض ترشيح إسرائيل لشغل مقعد غير دائم في مجلس الأمن لعامي 2019-2020، ودعوة الدول العربية لزيادة رأس مال صندوقي الأقصي والقدس بمبلغ 500 مليون دولار ودعم موازنة فلسطين لمدة عام تبدأ في 1 أبريل 2017 وفقا لإليات قمة بيروت2002 كما تضمنت مشاريع القرارات، مشروع قرار حول التضامن مع لبنان، والترحيب بانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للبنان كخطوة حاسمة لضمان قدرة لبنان علي مواجهة التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية والترحيب بتشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة سعد الحريري. ويقر القادة العرب مشروع قرار حول ازمة اللجوء السوري ليمثل بندا جديدا علي قرارات القمة العربية بعد ان طلبت الاردن إدراجه علي مشروعات القمة المعروضة علي القادة ويتضمن مشروع القرار تكليف مجلس الجامعة العربية علي المستوي الوزاري بوضع آلية محددة لمساعدة الدول العربية المجاورة لسوريا، والدول العربية الأخري المضيفة للاجئين السوريين وفق مبدأ تقاسم الأعباء. الوضع في ليبيا واليمن وأكد مشروع القرار الخاص بتطورات الوضع في ليبيا، علي الالتزام باحترام وحدة وسيادة ليبيا وسلامة أراضيها ورفض التدخل الخارجي، وتأكيد الدعم للتنفيذ الكامل للاتفاق السياسي الليبي الموقع في الصخيرات بتاريخ 17 ديسمبر 2015، والتأكيد مجدداً علي دعم الحوار السياسي. وأكد مشروع القرار الخاص بتطورات الأوضاع في اليمن استمرار دعم الشرعية الدستورية ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي والتأكيد علي ان المبادرة الخليجية أساس الحل، وأكد مشروع قرار علي إدانة التدخل الإيراني في الشئون الداخلية للدول العربية. وإدانة تصريحات المسئولين الإيرانيين التحريضية والعدائية المستمرة ضد الدول العربية. ويقر القادة مشروع قرار حول الإرهاب الدولي وسبل مكافحته ،وإدانة جميع أعمال الإرهاب وممارساته بكافة أشكالها ومظاهرها والتأكيد علي أنه لا مجال لربط الإرهاب بأي دين أو جنسية. و إصدار قرار خاص للقمة حول توصية لعقد قمة عربية- أوربية والترحيب بها علي أن يُترك الأمر للتشاور مع الجانب الأوروبي لتحديد موعد ومكان انعقادها، وقرار آخر حول الترحيب بإنشاء إطار تشاوري بين الجامعة العربية ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وفق المبادرة المصرية.