منحني صديق هدية معتبرة ، رسالة علي الإيميل بمجرد أن فتحتها وجدت الدفعة الأولي من مشروعه الكبير بجمع مالذ وأدهش من لقطات سخية للمتحولين قبل وبعد 25 يناير ، ساسة وصحفيون وإعلاميون وكتاب وفنانون وهكذا . ماإن بدأت في الفرجة علي المشاهد الأولي حتي استغرقني الأمر سهرة لصباح اليوم التالي ، أضحك كما لم أضحك من شهور طويلة ، علي الرغم أنها لقطات بدت لي أنني رأيتها من قبل ، إلا أن الذاكرة التي أجهدتها الشهور الماضية بكل أحداثها أنستني الكثير منها ، ومؤكد أن الأغلبية نست مثلي أو تناست ، هذه الوجوه التي غيرت وجهها بدلا من المرة ألف مرة في مدة قياسية لاتتعدي 003 يوم ، دارت حول نفسها دورات عديدة دون توقف ، لعلها تنجو أو تنقذ نفسها من انفجار الأحداث وإنفجارهم بالتالي ، كانوا عملاء فتحولوا إلي عملاء من نوع أخر لصنف أخر من البشر ، تصوروا أن المواطن المشاهد ذكاؤه محدود أو ساذج ، فتمادوا في كذبتهم وشرهم ، يبيعون وجوههم التي لاتعرف الحياء لمن يدفع أو يطلب أو يحمي ، مائتي لقطة وصلتني حتي كتابة هذا السطر ، لخمسة وعشرين كاذبا ومحتالا ، ووعدني بالمزيد فهو يعمل وفريق عمل علي جمع وطرح كل كذبة سجلت صوتا وصورة أو مكتوبة في صحيفة أو موقع ، وهي أشياء إذا رأيتها مجمعة توجع البطن من الضحك أحيانا ومن القرف كثيرا ، فهؤلاء المتحولين الأفندية والأفنديات لايعرفون مايسمي " حمرة الخجل ، لكن بالتأكيد يعرفون تماما " حمرة " أشياء أخري ! في المشاهد ، مذيعة كانت تحمل حقيبة جمال مبارك ، دون مبالغة ، كانت تلعق الأيادي ، وكانت تهدد وزير الإعلام في حينه أنها سوف تخرب بيته وتشرده إذا لم ينفذ لها رغباتها ، كان ذلك علي عين الجميع ، وكان السند اقترابها المؤثر من لجنة السياسات للحزب الحاكم ، فماذا فعلت بعد الثورة ؟ لعنت والديه وزادت بأن حولت المعلومات التي حصلت عليها كأمانة إلي ملفات فتحتها قربانا لعهد جديد . أعرف أن كلاب الحراسة تموت حزنا بموت أصحابها ، لكن الكلاب أوفياء ! في المشاهد : صحفي يعمل رئيس تحرير ، رأيت له مشهدا ساخرا جدا سجل في ديسمبر الماضي ، قبل الثورة بشهر فقط ، يدعو ويتمني ويعلن ويكاد يبكي أن تصبح السنة الجديدة سنة التغيير ، يذهب حسني مبارك ويأتي جمال مبارك ! .. في المشهد التالي مباشرة مساء 27 يناير يطالب جمال مبارك أن يتدخل لإجهاض الثورة ، في المشهد الثالث مساء 14 فبراير يقول بالحرف الواحد : أن كل من طالب أو رغب أو أوحي أو تمني فكرة التوريث يجب أن يحاكم بالإعدام ! .. ونسي أن يتحسس رقبته الطويلة النحيفة . في مشهد أخر : بطل سياسي كانت رغبته أن يصبح في منصب عربي مهم وهو يعدد صفات رئيسه السابق ، حتي تصورت أن للرجل رغبة في أن يلقي وجه كريم وهو يبوح بما في قلبه ، فقد بلغ عمرا يجب عنده ان يقول الحقيقة وحدها لاشئ سواها، ثم قامت الثورة فتحول الرجل إلي امرأة سيئة السمعة ، يطل بوجه قبيح يلعن سنوات عاش فيها الملك وعاش فيها علي خير ملكه ! في مشهد ليس أخيرا : يبدو مذيع متحول وهو يمدح رئيس جمهوريته بعبارات ركيكة لايملك غيرها ، كان يوجه كلامه في برنامجه للرئيس مباشرة ، وليس للمستمعين المشاهدين ، هو فتح النافذة هذه الليلة لكي يخاطب ويخطب مشاعر الرجل الكبير ، وصلة مرحة مثيرة للشفقة والغثيان ، لكن المشاهد التالية جاءت وهو يعلن نفسه بطلا للثورة وثائرا منذ نعومة أظافره هو مايثير ماهو أكثر . المشاهد كاملة سوف يبث بها قناة خاصة علي اليوتيوب قريبا حسب ماعرفت ، لتصبح دليل المواطن الذكي في معرفة أصول المتحولين ، في ظل منعطف الانتخابات التي يلعب فيها هؤلاء دورا خفيا لصالح جهات تمول وتدعم . سؤالي الذي أكمل به مقالات تالية إن شاء الله : كيف يملك هؤلاء القدرة والمرونة والبلادة وموت الضمير .. ليفعلوا مافعلوا ويواصلوا الفعل القبيح الأبيح ؟