يبدأ صباح اليوم تنفيذ المرحلة الأولي من صفقة تبادل الأسري بين اسرائيل وحركة حماس تحت رعاية مصر التي توسطت في اتمامها بعد خمس سنوات من تعثرها . ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر مصري رفيع قوله أنه تم الانتهاء من كافة ترتيبات تنفيذ الصفقة . وأشار المصدر في اتصال هاتفي بالوكالة إلي أن الصفقة تتضمن تحسين أوضاع الأسري الفلسطينيين وإنهاء سياسة عزل السجناء وكل الاجراءات الاستثنائية المطبقة ضدهم في السجو ن الاسرائيلية منذ أسر الجندي شاليط. وتشمل المرحلة الأولي الافراج عن 477 سجينا فلسطينيا من بينهم 27 أسيرة، مقابل تسليم الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط الذي أسرته حماس عام 2006 الي اسرائيل. ومن بين الاسري الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم اول امرأة في الجناح العسكري لحركة حماس أحلام التميمي التي حكم عليها ب16 عقوبة مؤبد لتنفيذها عملية في مطعم في القدسالغربية اسفرت عن مقتل 15 اسرائيليا في التاسع اغسطس 2001. وسيتم ابعاد 40 أسيرا فلسطينيا من المفرج عنهم الي الخارج، واعلن مصدر في حماس أمس ان ثلاث دول ستستضيف المبعدين، وهي تركيا وقطر وسوريا. ولم يعط المصدر تفاصيل حول اجراءات ابعاد هؤلاء الاسري او الجهة التي ستتكفل بنقلهم واكتفي بالقول أنه سيتم التنسيق بين هذه الدول المضيفة ومصر وحماس حول الاجراءات التي سيتم من خلالها ابعاد الاسري اليها. ويقول راديو اسرائيل أن السجناء الفلسطينيين المتجهين الي غزة سينقلون الي معبر كرم أبوسالم، في طريقهم الي قطاع غزة، والمتجهين الي الضفة الغربية سينقلون إلي معبر بيتونيا. وفي الوقت نفسه سينقل شاليط من مكان احتجازه في قطاع غزة الي مصر عن طريق معبر رفح . وفور ابلاغ الجانب الاسرائيلي بأن شاليط حي سيفرج عن سبع وعشرين أسيرة فلسطينية. وسيفرج عن فوج آخر من الأسري الي القطاع والضفة بعد ان يؤكد الجانب المصري لاسرائيل ان شاليط موجود لديه. وسيمكث شاليط في الاراضي المصرية نحو ربع ساعة ثم ينقل برا إلي إسرائيل. عن طريق معبر نتسانا، ثم تجري له فحوصات طبية، وينقل في ختامها جوا إلي إحدي قواعد سلاح الجو، حيث سيلتقي أبناء عائلته لأول مرة منذ أكثر من خمس سنوات، وسيكون علي رأس مستقبليه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك الذي وعد باقامة "استقبال هادئ مع احترام حاجات الجندي وعائلته". ومن جانبه، صرح نتنياهو أمس بأن قرار الافراج عن فلسطينيين من أجل اعادة شاليط هو من أصعب القرارات التي اتخذها. وقد اظهر استطلاع اجراه التلفزيون الاسرائيلي ان ثلثي الاسرائيليين يدعمون صفقة تبادل الاسري. وقالت جمعية الماجور الاسرائيلية لضحايا الارهاب والمعارضة للصفقة ان الافراج عن السجناء سيؤدي الي مزيد من العنف ومحاولات الخطف.وقال مائير اندور رئيس الجمعية الذي رفع دعوي أمام المحكمة العليا الاسرائيلية ضد الصفقة ، أن علي القضاة ان يشرحوا كيف يسمحون بقتل الاسرائيليين والافراج عن قاتليهم. وقبل ساعات نظر الدعوي اتخذت المحكمة خطوة نادرة بالسماح لناعوم شاليط والد الجنندي جلعاد شاليط بتمثيل نفسه بناء علي طلبه امامها دفاعا عن الصفقة الخاصة بالافراج عن ابنه. وتلقت المحكم العليا الاسرائيلية اربعة طعون قدمتها عائلات اسرائيلية قتل اولادها في هجمات ومجموعة تمثل ضحايا هجمات، باعتبار ان اعادة اطلاق السجناء مقابل جندي اسرائيلي واحد امر غير متناسب ويعرض حياة الاسرائيليين للخطر. في المقابل، اكد مسئول في حركة حماس ان وفدا رفيع المستوي برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل سيستقبل باستقبال الاسري الفلسطينيين. وأعدت حماس استقبال الابطال للاسري المقرر ارسالهم الي قطاع غزة.