الطلاب الأفارقة بالإسكندرية:»مصر.. أم الدنيا» • إسوبا صفي: أدرس في مصر لعلاج والدي والمرضي في أوغندا • عبدالعزيز: أنوي علاج الماشية في تشاد بالخبرة المصرية موسي: أتعلم طب الطوارئ بالإسكندرية لخدمة زنجبار • دوتو أرون: منحة »حوض النيل» طريقي لعلاج أطفال تنزانيا • يونس: أحلم بتكوين رابطة بين الشعوب الإفريقية من عمق القارة السمراء.. ومن بين وديان ومنحدرات شريان النيل العريق..ومن شتي أنحاء إفريقيا..جاءوا للدراسة في مصر ونهل العلم من بلد الحضارة القديم ..وجدوا هنا حضن مصر الواسع يستقبلهم بترحاب...مقدمة لهم المنح التعليمية لرفع قدراتهم وتطوير مهاراتهم لخدمة بلادهم، خاصة في مجال الطب الذين هم في أمس الحاجة إليه. داخل مكتب رعاية الطلاب الوافدين التقت »الأخبار» بمجموعة من الطلاب الأفارقة الدارسين في جامعة الإسكندرية سواء الملتحقون بالسنوات الأولي من الجامعة أو الحاصلين علي منح »حوض النيل» التي تقدمها جامعة الإسكندرية لطلاب الدراسات العليا. وأعرب الطلاب عن امتنانهم العميق و سعادتهم بالتواجد في مصر وأبدوا انبهارهم بمستوي التعليم خاصة داخل كليات الطب مقارنة ببلادهم ، فضلًا عن الترحاب بهم في المجتمع المصري وسهولة اندماجهم إلي حد كبير إضافة إلي شعورهم بالأمان..وإلي قصصهم التي تنبض بأحلامهم الواسعة لتطوير إفريقيا متخذين الخطوة الأولي من مصر. في عام 2017 وجد سليمان يونس، نفسه أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي في منتدي الشباب للتحدث عن أحلامه بالتقارب بين الشباب الإفريقي. يونس القادم من شمال نيجيريا لدراسة الطب بمنحة من حكومته قرر البقاء في مصر لدراسة ماجستير الطب ليتعمق في الدراسة ومع حبه للشعب المصري قرر التقدم للمشاركة في منتدي الشباب ومختلف الأنشطة المجتمعية المتاحة في الجامعة. يقول: »أحب المشاركة المجتمعية ووجدت الشعب المصري ودودا ومرحبا وأصبحت الحياة أسهل لي هنا بعد تعلم اللغة العربية بمساعدة أساتذتي. وتابع أحلم بتكوين رابطة بين الشعوب الافريقية وتشجيعهم علي تبادل الزيارات وسعيد لأن مصر بلد آمن للغاية ولذا تكون العائلات مطمئنة علي أبنائها هنا لأن البلد معروف بقيمها ودينها مقارنة بالعالم الغربي.. ويضيف: أعجبني أيضًا انتشار قيم التعاون والإخاء وانتشار الجمعيات الخيرية إلي حد كبير ،ولفت نظري كم المساعدة والدعم الذي يحصل عليه المرضي الفقراء هنا،وهذا غير منتشر ببلدي ولذا أريد أن أنقل قيم الإخاء والمحبة التي وجدتها في مصر الجميلة. أطباء تنزانيا »تجربة مذهلة وفارق شاسع» هكذا وصف الطالب التنزاني إلكس الفرا 27 عاما تجربته خلال دراسة ماجستير الجراحة العامة في مصر ضمن منحة »حوض النيل»، فيحكي »قبل مجيئي للدراسة بحثت عن أفضل مكان لدراسة الطب ووجدت أن الأطباء المصريين الأكفاء منتشرون حول العالم، ووجدت ما أحلم به هنا لدراسة الطب المتقدم فتقدمت فورًا .. حلمي أن أتمكن من علاج أمي التي حار الأطباء في تشخيصها في تنزانيا لقلة الخبرة وكذلك كل المرضي الفقراء حيث إن وضع الطب لدينا متأخر» بوجه حالم وعزيمة قوية جاءت دوتو أرون صاحبة السبعة وعشرين عامًا من تنزانيا بعد حصولها علي منحة دراسية لتساعد أطفال تنزانيا قائلة: »عملت في مستشفي بعد تخرجي من كلية الطب في بلدي ،وعندما وجدت إعلان المنحة للدراسة في مصر تقدمت للفور وقررت التخصص في طب الأطفال نظرًا لحبي لهم رغبتي في علاجهم». وتضيف »أرون»: أطفال بلدي يعانون كثيرًا ولايوجد أطباء مؤهلون بالعدد الكافي،ولذا وجدت الفرصة في الدراسة في مصر ذات السمعة الطيبة في مجال الطب وخاصة في جامعة الإسكندرية وأود أن أنقل خبرتي لبلدي». أما فيلسترس نيوبوك طالبة الطب القادمة من تنزانيا منذ عام 2016 لدراسة أمراض الدم بالإسكندرية فتشير إلي أن تجربة دراستها جيدة جدا وأنها وجدت الأساتذة علي قدر عال من الكفاءة،و تتابع »أجد الإقامة في مصر جيدة ، ولذا أتمني تسهيل إجراءات استقدام أحد من أهلي لزيارتي وأيضًا تعلم اللغة العربية». زنجبار ومن قلب جزيرة زنجبار بتنزايا ودع محمد علي موسي »36 سنة» أسرته لدراسة الطب في مصر ضمن منحة »حوض النيل»، آملًا في تغيير حياة أسرته وبلده للأفضل. وواصل حديثه »منذ صغري وأنا أتمني أن أصبح طبيبًا، ورغم أننا عائلة بسيطة ولكن ساعدني الله وكملت دراسة الطب في تنزانيا ، وعملت في مستشفي ثم سمعت من زملائي عن منحة جامعة الإسكندرية فقدمت فورًا أونلاين ووفقني الله ،وعندما وصلني رد القبول كنت في غاية السعادة». وتابع: »أسرتي كانت سعيدة أيضًا رغم أن فراقهم يؤلمني وخاصة أن أصغر أولادي الخمسة عمره فقط 4 شهور،و أتمني استقدامهم إلي هنا وأزورهم في الاجازات باستمرار، كما أنني عندما أتذكر هدفي بمساعدة بلدي أشعر بالحماس». طب الطوارئ هو الاختيار الأول لموسي حيث يراه تخصصا لاغني عنه وأول من يمكنه تقديم المساعدة للمريض،فضلًا عن النقص الحاد لهذا التخصص في المستشفيات في زنجبار. يحلم موسي بنقل علمه لبلده حتي تتقدم في مجال الطب، ويضيف »أتمني أن يكون ذلك بمثابة صدقة علم جارية لي ولأهل مصر». ويتابع: هناك الكثير من الطلاب الذين يتمنون المشاركة ولكن الأمر يتوقف علي الحصول علي منح كاملة لأن العديد من الشباب الإفريقي فقراء لايمكنهم تحمل تكلفة الإقامة والسفر. الحلم الأوغندي كانت تجربة والد »إسوبا صفي» القاسية وصعوبة تشخيصه وعلاجه في وطنه في أوغندا هي المحفز الأساسي له لدراسة الطب بشكل أعمق في مصر. يروي: أتمني تغيير الواقع في بلدي،فعدد الأطباء قليل وكثير من المرضي يموت قبل أن يحين دوره ليري الطبيب ،وكثيرًا من المرضي يسافرون للهند أو نيروبي لإجراء الجراحات. تخصص الشاب الأوغندي الثلاثيني في الجراحة العامة والتي تعتبر تخصصاً شبه نادر في بلده بعد تشجيع صديقه الذي سبقه للدراسة في مصر علي التقدم للمنحة. ويقول: »أشكر بشدة كل من يقف وراء منحة حوض النيل وساعدنا لتغيير حياتنا»، ويتابع »الكثير من الطلاب الأفارقة يتمنون الحصول علي منحة ولكن يشكل تمويل إقامتهم أكبر عائق لديهم حيث إن المنحة جزئية خاصة بتكاليف الدراسة فقط، وأتمني تحويلها لمنحة شاملة وتسهيل إجراءات الحصول علي التأشيرة حتي يستطيع أكبر عدد ممكن المشاركة». ومن غينيا وفد عمر تراوري الطالب بالسنة الثانية بكلية الطب إلي مصر بناء علي منحة من وزارة التعليم العالي الغينية نظرًا لتفوقه فكانت المكافأة التي غيرت حياته قائلًا:»سعيد بتجربة الحياة والدراسة في مصر،وسهل لي ذلك مساعدة أساتذتي ودعمهم لي وتوافر الأجهزة الطبية الحديثة بالكلية ،إضافة إلي طبيعة الشعب المصري الودود». ويضيف:»اختلاف اللغة قد يكون أكبر عائق أمامي حاليًا حيث أتكلم الفرنسية وأحاول جادًا تعلم العربية لفهم المعاملات اليومية في الشارع بصورة أكبر. ويتابع: »أتمني أن أتمكن من تحصيل المعرفة الوافية وفهمها وتطبيقها في بلدي علي نحو صحيح لعلاج المرضي في بلدي». ويعرب زميله الغاني أيضًا »أبو بكار صو» الطالب بالسنة الثانية بكلية الطب عن سعادته بمنحة بلاده للتعليم في مصر قائلا: »كان نفسي أزور مصر من قبل المنحة وسعدت كثيرًا بعد قبولي، وانتهزت فرصة الدراسة هنا وزرت أماكن سياحية كثيرة في القاهرة خاصة،ووجدت مصر أفضل مما توقعت». من الكونغو يدرس الطالبان »أدون كابمبا» ماجستير الجراحة العامة ،و»نيريه بابوليسيه» ماجستير طب الطوارئ ضمن منحة حوض النيل يصفان الحياه في مصر بأنها أفضل من توقعاتهم ولذا شجعوا أصدقاءهم علي التقدم للمنحة أيضًا لتدريب كوادر طبية من بلادهم علي أيدي الخبرات المصرية. ومن رواندا جاء دوفتنيا دورايس روندا 27 سنة ليدرس ماجستير امراض القلب ضمن منحة حوض النيل يقول: أشعر بالسعادة لدراستي الطب في مصر، وأشجع كل أصدقائي للدراسة هنا وممتن للغاية علي هذه الفرصة وشكرًا لمصر وللجميع. تطوير السياحة التنزانية بينما يحلم التنزاني جلديستون فورمراي باحث الدكتوراه في مجال السياحة والفنادق إجراء بحث حول إدارة الشواطئ في مصر وتنزانيا. ويقول: مصر هي الأولي في عدد الآثار في العالم ورائدة في صناعة السياحة ولذا كانت وجهتي الأولي في الدراسة واراها أفضل بلد سياحي في العالم علاج الماشية في تشاد ومن فرع جامعة الإسكندريةبتشاد حصل الطلاب الأوائل بكلية الطب البيطري علي منحة لاستكمال الماجستير ليشكلوا النواة الأولي في أعضاء هيئة التدريس هناك. فيقول أحمد محمد أبو بكر خريج جامعة الاسكندرية: تعلمت في مصر الكثير وتجربة الدراسة هنا مختلفة وأتمني أن نكون جسرا بين مصر وتشاد ونساهم في إنشاء مركز تابع للجامعة لزيادة التعاون التجاري وتصدير اللحوم. ويشير زميله إبراهيم عبد العزيز محمد إلي شعورهم بالمسئولية لكونهم الدفعة الأولي من فرع جامعة الإسكندرية بانجامينا بتشاد ،لافتًا إلي تركيزه علي علاج الماشية والثروة الحيوانية بعد نقل الخبرة المصرية.