لا شك أن ما يقوم به إعلام جماعة الإخوان الإرهابية من خلال العديد من القنوات والمواقع الممولة .تمويلاً ضخمًا من الدول والكيانات الراعية للإرهاب يشكل جريمة ضد الإنسانية، لما تقوم به هذه المواقع وتلك القنوات من تحريض صراح علي القتل وسفك الدماء والفساد والإفساد واحتراف الكذب والتشويه، مع اعتبارهم الكذب وسيلة مشروعة لتحقيق غاياتهم في الهدم والتخريب، مما يتطلب عدة أمور من أهمها: كشف حقيقة هذه الجماعات العميلة الخائنة، وعناصرها الضالة التي لا تلوي علي خلق ولا دين ولا وطن ولا قيم ولا مبادئ، ولاسيما تلك العناصر المأجورة التي أعماها وأضلها عن سواء السبيل حرصها علي ما تتلقاه من تمويل وما تحصل عليه مقابل خيانتها لدينها ووطنها، فهم كمن يكذب ويكذب ويكذب حتي يطبع علي الكذب، ويطمس علي قلبه، فيصدق كذبه علي نفسه وعلي الناس بل حتي كذبهم علي الله ورسوله، حتي صار الكذب لديه عادة، وطبيعة، وسجية لا يستحي منها، متناسين أو متجاهلين قول نبينا (): »آية المنافق ثلاث: إِذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإِذا أؤتمن خان» (متفق عليه)، وقوله (): »أربع من كنّ فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانَت فيه خصلة من النفاق حتي يدعها، إذا أؤتُمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر» (متفق عليه)، وقوله (): »وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلي الفجور، وإن الفجور يهدي إلي النار، ومايزال الرجل يكذب ويتحري الكذب حتي يكتب عند الله كذابا» (متفق عليه)، وأن جزاء الكذابين والمنافقين هو الدرك الأسفل من النار، ولن تجد لهم نصيرًا. ومع أن واجبنا العمل الدءوب علي كشف طبيعة هؤلاء المنافقين الكذابين الضالين المضلين المفسدين، وتحذير الناس من أكاذيبهم ومغالطاتهم وأباطيلهم وضلالاتهم بالحجة والبرهان، حتي لا يخدع بعض الناس بمعسول كلامهم، حيث يقول الحق سبحانه: »إِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ إِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّي يُؤْفَكُونَ»، ويقول سبحانه: »وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَي مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّي سَعَي فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ»، فإن هناك أمرًا آخر يمكن أن يسهم في كبح جماح هؤلاء المفسدين والتحذير منهم وكشف حقيقتهم أمام الناس جميعًا، وهو إعداد قوائم سوداء محليًا وإقليميًا وعالميًا بالقنوات والمواقع والإعلاميين الذين يدعمون الإرهاب والجماعات الإرهابية، ويتبنون الفكر الإرهابي، ويحرضون علي العنف وسفك الدماء، وترويع الآمنين، وتخريب العامر، والإفساد في الأرض، مع اتخاذ كل مؤسسة ما في وسعها من الإجراءات القانونية والإدارية لمحاسبة هؤلاء المجرمين وكف شرهم عن الدنيا وما فيها، وبيان أن خطر هؤلاء الإرهابيين لا يمكن أن يقف عند حدود منطقة بعينها من العالم، فشر الإرهاب مستطير، وهو من أسرع الفيروسات انتشارًا في عالم أشبه ما يكون بقرية صغيرة من خلال وسائل التواصل العصري، فما يحدث في شرقه تجد صداه في غربه، وما يحدث في شماله لا يمكن أن يكون جنوبه بمنأي عنه، كما أن الإرهاب بلا شك لا دين له ولا خلق ولا أمانة ولا وفاء ولا ذمة ولا قيم ولا ضمير ولا إنسانية، وأنه ينال بلا محالة كل من يدعمه أو يأويه أو يموله. وما لم تتضافر الجهود لمواجهة الإرهاب والقضاء عليه وطنيًا وإقليميًّا وعالميًا، فسيندم جميع المتقاعسين حين لا ينفع الندم، فنحن في هذا العالم أشبه ما نكون بركّاب السفينة التي لو أصابها الغرق لا ينجو منها أحد، حيث يقول نبينا (): »مثل القائم علي حدود اللّه والواقع فيها كمثَل قوم استهموا علي سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا علي من فوقهم فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن يتركوهم وما أرادُوا هلكوا جميعا وإن أخذوا علي أيديهم نجوا ونجوا جميعا» (رواه البخاري). ومن ثمة فإنني أحيي كل جهد وطني شريف علي مستوي الأفراد أو المؤسسات يحمل علي عاتقه مواجهة عناصر الضلال والشر، سواء أكانت هذه المواجهة بالفكر، أم بالقانون، أم بتقليم أظافر هذه الجماعات ودحرها أمنيًا وعسكريًا، مع توجيه تحية واجبة لقواتنا المسلحة الباسلة ورجال الشرطة البواسل علي ما يقومون به من جهد وتضحيات في سبيل القضاء علي فلول هذه الجماعات الضالة المضلة، والحفاظ علي أمن الوطن وسلامته.