تحاول الجماعة الإرهابية زرع عيونها وجواسيسها في جميع مؤسسات الدولة ووحداتها الإدارية والمفصلية، وفي جميع المصالح والقطاعات الحيوية، ممن مردوا من عناصرها علي النفاق، علي نحو ما صوره القرآن الكريم من أحوال المنافقين الذين مردوا علي النفاق، فقال سبحانه في سورة التوبة : » وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَي النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَي عَذَابٍ عَظِيمٍ ». وقد حدثنا القرآن الكريم حديثًا مفصلاً عن صفات المنافقين، فقال سبحانه : » وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ، يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ، فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ، وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ، أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ ، وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ ، وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَي شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ، اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ». وقال سبحانه: » وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ الله عَلَي مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ، وَإِذَا تَوَلَّي سَعَي فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَالله لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ ، وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ الله أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ». وقال سبحانه : » وَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ »، وقال سبحانه: »الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ» ، ويقول سبحانه : » هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنفِقُوا عَلَي مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّي يَنفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ ». وبين لنا النبي (صلي الله عليه وسلم) أهم صفاتهم، فقال : » آية المنافقِ ثلاثٌ : إِذا حدَّث كذَب، وِإذا وعدَ أَخلفَ، وِإذا اْؤتمِنَ خانَ»، وقال (صلي الله عليه وسلم) : »أَرْبَعٌ مَنْ كنَّ فِيهِ كَانَ مُنافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفاقِ حَتّي يَدَعَهَا : إِذا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذا عاهَدَ غَدَرَ، وَإِذا خَاصَمَ فَجَرَ ». فالغاية لدي عناصر هذه الجماعة الإرهابية تبرر الوسيلة، أي وسيلة كانت : قتلاً أو تخريبًا، أو تكفيرًا وتفجيرًا، أو كذبًا وافتراء وبثًا للشائعات، فقد نشأوا علي الكذب والتقية، وهم أشبه ما يكون بخفافيش الظلام التي لا يمكن أن تحيا في النور أبدا ، إنما سبيلهم الخيانة والعمالة والمكر والخداع، ولكن شعب مصر بحضارته العريقة الضاربة في جذور وأعماق التاريخ لأكثر من سبعة آلاف عام يدرك ما يخطط له أعداؤنا من استهداف لأمن الوطن والعمل علي إدخالنا في دائرة الفوضي والتشرذم مستخدمين جماعة الإخوان الإرهابية وكتائبها الإلكترونية في الفساد والإفساد والتخريب والتدمير وبث الشائعات، مما يتطلب منا جميعًا اليقظة التامة لهذه المخططات الخبيثة، والتعامل بحسم مع الخونة والعملاء، وقطع أي يد تحاول أن تعبث بأمن هذا الوطن وأمانه أو أن تنال من ثوابته الوطنية أو تعمل علي هدم بنيانه، علي أن ذلك كله إنما يحتاج إلي تضافر الجهود والوعي الشديد بما يخطط ويحاك لوطننا ومنطقتنا من أعدائنا المتربصين في الخارج وعملائهم من الخونة والمأجورين بالداخل، مع إدراك أن جماعة الإخوان الإرهابية هي رأس الأفعي ومفتاح كل شر والحاضنة الكبري لكل الجماعات الإرهابية، وأن القضاء عليها يعني زلزلة أركان الجماعات الإرهابية كافة، مع تأكيدنا أن العالم لن يستطيع القضاء علي الإرهاب قضاءً حاسمًا ومبرما ما لم يقض علي التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية. ومن ثمة يجب علي جميع مؤسسات الدولة توخي الحذر والفرز الجيد لمن يتولون العمل القيادي بها وبخاصة المفاصل الحساسة بكل مؤسسة، مع الضرب بيد من حديد وبلا هوادة أو تردد علي يد كل من تثبت خيانته لوطنه أو لمؤسسته، وعمالته لهذه الجماعة والجهات التي تمولها، أو تدعمها، أو تساندها، أو تستخدمها لخدمات مطامعها ومصالحها، وأجنداتها في تدمير وطننا، وتفريق كيان أمتنا ومنطقتنا، وتحويلها إلي كيانات أو دويلات ضعيفة ممزقة لا تنفع صديقًا ولا تضر عدوًّا، ولا تملك من أمر نفسها شيئًا، فتصير عالة وتابعة وأداة طيعة في أيدي قوي الشر والظلام والضلال.