مفيش فايدة، سيظل كل قلم يطالب بتنقية كتب ما يطلق عليه الصحاح من الأكاذيب والخرافات المنسوبة إلي خير الأنام صلي الله عليه وسلم والتي توصم الإسلام بالإرهاب وتشوهه في أعين الناس، سيظل في نظر المتشددين من أعداء الإسلام الذين يريدون النيل منه ولا يملكون - حسبما يُدّعي عليهم - إلا إعادة صياغة الشبهات القديمة التي ابتدعها الأسلاف.. فقد وصلتني عبر بريدي الإلكتروني رسالة من الأستاذ مصطفي مجدي تحمل بحثا مستفيضا بعنوان »دفع الشبهات عن حديث أمرت أن أقاتل الناس» سبق أن أعده بمركز سلف للبحوث والدراسات الباحث الإسلامي علاء إبراهيم.. سأحاول أن أوجزها بقدر المستطاع لكي تستوعبها هذه المساحة المحدودة وبالذات فيما يخص مخالفة الحديث للقرآن الكريم.. يقول نص الحديث: أمرت أن أقاتل الناس حتي يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا، عصموا مني دماءهم، وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم علي الله، يقول الباحث إن أهل العلم قاطبة قد اتفقوا علي قبول الحديث، وعلي فهمه علي الوجه المراد منه، ولم يردّه أحد منهم، ولا خطرت علي بال أحدهم هذه الأوهام لينبري للدفاع عنها أو الرد عليها.. بداية فقد قال تعالي: »وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ».. (وهذه الآية التي ذهب إليها الباحث واستشهد بها عزيزي القارئ تخالف جوهر الحديث فين بقي رد الشبهة)، ويسترسل الباحث: ومن شبهاتهم: أن كلمة »الناس» التي جاءت في الحديث كلمة عامة، وهي تشمل جميع الناس، وهذا الكلام غير صحيح، فكلمة الناس قد تأتي في الشريعة ويُراد بها جميع الناس، وقد تأتي ويراد بها بعضهم، وبالتالي فالمراد من الحديث بعض الناس وبالأخص بعض الكفار.. (والحقيقة ده كلام ماعرفش الباحث جابه منين لأن الحديث واضح وضوح الشمس إن المقصود الناس علي إطلاقهم).. ويسترسل الباحث: ومن شبهاتهم: معارضة الحديث للآيات القرآنية، ومنها قوله تعالي: »لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ» و»فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ» و»لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِي دِينِ» وقالوا لماذا نقاتلهم وقد كفل الله حرية العقيدة للناس.. والجواب عن هذه الشبهة أنه لا معارضة بين الحديث الشريف والآيات الكريمة، وكيف يأتي التعارض بين الحديث والآيات القرآنية أصلًا؟! والله تعالي يقول: »وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَي إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَي»، (واضح أعزائي القراء أن الباحث مش واخد باله إن المقصود في الآية الشريفة القرآن المُنزل وليس الحديث العادي للنبي عليه الصلاة والسلام).. ويقول: ومن شبهاتهم: معارضة الحديث لقوله تعالي: »وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ» فكيف يكون الرسول صلي الله عليه وسلم رحمة للعالمين، وفي الحديث أنه مأمور من الله تعالي بقتال الناس؟ والجواب أنه لا تعارض البتة بين الحديث والآية الكريمة، فالأمر من الله مثلما الرحمة منه.. ويقول الباحث إن خلاصة الأمر: إن هذا الحديث مسوق في التعامل مع المقاتلين من المشركين، فالله لا ينهانا »عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ».. (طب ما تقولوا لنفسكم الكلام ده).. ما قل ودل: ابدأ يومك وانت مقتنع إنه حيحصل فيه حاجة حلوة، ولو ماحصلش عادي، هي دي يعني أول مرّة..