إذا ما تأملنا المشهد السائد في الشارع السياسي الآن، وبعد ثمانية أعوام مما جري في الخامس والعشرين من يناير 2011، يلفت الانتباه لكل المهتمين والمتابعين للشأن العام في مجمله بروز عدة رؤي تكاد أن تكون مختلفة عن بعضها ومتصادمة في بعضها الآخر، في تفسير الحدث الذي غير المسار السياسي والاجتماعي وايضا الاقتصادي في مصر. فهناك من يرونها ثورة شعبية كاملة الأركان والمواصفات،..، وهناك من يقولون بأنها كانت انتفاضة شبابية هبت اعتراضا علي الأوضاع التي كانت قائمة، والمطالبة بتغيير الساسة والسياسات ومجمل الواقع،..، بينما هناك من يرون انها لم تكن ثورة بأي حال من الأحوال، كما لم تكن انتفاضة شبابية نقية الأهداف طاهرة المقاصد. وهؤلاء يرون انها كانت مؤامرة دبرتها ورتبت لها قوي الشر الدولية والاقليمية، بالمشاركة والاتفاق مع الجماعة الارهابية، سعيا لاسقاط الدولة المصرية، وليس مجرد تغيير الاوضاع القائمة والتخلص من النظام الحاكم والاستيلاء علي السلطة،..، وذلك في اطار مخطط أوسع يشمل المنطقة العربية كلها، بتخطيط ودعم كامل من الولاياتالمتحدةالامريكية وحلفائها والمتآمرين معها بالاقليم وبالمنطقة. وفي هذه الرؤية يؤكد المؤيدون لها، ان المتابع للموقف في التحركات والتوجهات الأمريكية والمتحالفين أو المتآمرين مع ادارة أوباما، يجد أنهم كانوا بالفعل وراء ما جري وما كان في الخامس والعشرين من يناير 2011، بالتمهيد له والاعداد والترتيب لكل احداثه ووقائعه، وذلك من خلال تدريب مجموعات من الشباب في صربيا وغيرها، والمساندة والدعم اللا محدود للاخوان وكوادرهم والمليشيات المسلحة التي شاركت معهم من حماس وحزب الله وفرسان المعبد وغيرهم. ورغم الاختلاف الجذري بين الرؤي الثلاث، إلا أن هناك رؤية واسعة تقول ان ما جري في الخامس والعشرين من يناير، كان تحركا قويا قام به شباب اطهار من أبناء الوطن في البداية، للتعبير عن آرائهم وغضبهم تجاه بعض الاوضاع القائمة،...، ولكن تم اختطاف تحرك الشباب وغضبتهم من جانب الجماعة الإرهابية، بدعم ومساندة قوي الشر وبالتآمر المسبق معهم لإسقاط الدولة، وهو ما أحبطته ثورة الثلاثين من يونيو.