المتأمل للمشهد السائد في الشارع السياسي في ذكري مرور سبعة أعوام كاملة، علي ما جري وكان في الخامس والعشرين من يناير 2011، يلفت انتباهه بقوة ذلك اللغط المحتدم بحدة، حول ما إذا كانت أحداث ذلك التاريخ ثورة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معني، أم أنها لم تكن كذلك؟!،...، وإن لم تكن فماذا كانت؟! وفي هذا الخصوص تابع الكل بروز ثلاث رؤي تكاد أن تكون مختلفة عن بعضها البعض، في النظر والتقييم لهذا الحدث الكبير، حيث تتباين الرؤي ما بين من يرونها ثورة شبابية طاهرة ومتكاملة الأركان، ومن يقولون إنها لم تكن كذلك وإنما كانت انتفاضة شبابية، هبت للاعتراض ورفض وتغيير ما كان قائما،...، وصولا إلي من يرون أنها ليست بثورة ولا انتفاضة، بل هي مؤامرة دبرتها ورتبت لها قوي الشر بالمشاركة مع الجماعة الإرهابية، في اطار سعيها للاستيلاء علي السلطة في اطار مخطط أوسع يشمل المنطقة العربية كلها. ورغم الاختلاف الجذري بين الرؤي الثلاث، إلا أن هناك ما يجمع بين الرؤيتين الأولي والثانية علي طريق الاختطاف، حيث يتفق أصحاب الرؤيتين علي أمر واحد، وهو أن ما جري في الخامس والعشرين من يناير سواء كان ثورة أطلقها الشباب أو انتفاضة قام بها الشباب، فإن كلا منهما قد تم اختطافه من جانب الجماعة الإرهابية بدءا من الثامن والعشرين من يناير. أما أصحاب الرؤية الثالثة فيؤكدون أنها كانت منذ البداية مؤامرة مدبرة لنشر الفوضي واسقاط الدولة بتقويض أعمدتها ومؤسساتها الرئيسية وتفكيكها، في اطار المخطط الاستراتيجي لقوي الشر الدولية والإقليمية، الساعية لإعادة رسم خريطة المنطقة العربية واقامة الشرق الأوسط الكبير.