الآن.. وبعد مرور خمسة أعوام كاملة علي ما جري وما كان في الخامس والعشرين من يناير 2011،...، هناك ضرورة لازمة وحاجة ملحة للتدقيق في واقع الحال القائم علي الأرض، في محاولة لقراءة موضوعية لجوانب المشهد السياسي الحالي، وما يجري فيه وما يعتمل داخله وما يشير إليه. ولعل أكثر ما يشد الانتباه في المشهد الحالي، هو ذلك اللغط الدائر حالياً ومنذ فترة ليست بالقصيرة حول ما إذا كانت أحداث ذلك التاريخ «ثورة» أم أنها لم تكن كذلك، وكانت مجرد «انتفاضة» حتي لو غيرت ما كان قائماً وأنشأت وضعاً جديدا يختلف عما سبقه. وفي ذات المشهد هناك أيضاً لغط شديد وجدل محتدم بين من يقولون بوجود خلاف قائم ومشتعل طرفاه انصار «الخامس والعشرين من يناير»، ومناصرو «الثلاثين من يونيو»، وبين من يؤكدون أنه لا خلاف بين الإثنين، بل علي العكس من ذلك هما مكملان لبعضهما البعض، وإنه لولا الخامس والعشرون من يناير ما كانت ال30 من يونيو. واللافت للانتباه في كلا الأمرين، هو تلك المحاولات المشبوهة التي يبذلها البعض بسوء القصد، لاستغلال هذا اللغط والنفخ في ذلك الخلاف، سعياً لتعميق الهوة بين الجانبين والعمل علي اتساع وزيادة رقعة الخلاف، وصولاً إلي قطيعة وعداء بين الطرفين،...، وذلك أمر خطير لابد من تداركه والسعي لعلاجه قبل أن يستفحل. أقول ذلك في ظل ما نراه بالفعل الآن من إصرار أصحاب هذه المحاولات المشبوهة، علي الاستمرار في مساعيهم الضارة، بل والخطرة في شق الصف الوطني، متجاهلين جميع السلبيات الناجمة عن ذلك. ومتجاهلين كذلك ان الدستور قد حسم هذه الخلافات ووضع حداً لها، عندما نص في ديباجته علي أن ما جري في الخامس والعشرين من يناير هو «ثورة» اختطفها الإخوان وانحرفوا بها عن مسارها،...، وهو ما دفع الشعب للقيام بثورته العظيمة والفريدة في «الثلاثين من يونيو» لتصحيح الأوضاع وتحقيق إرادة الشعب.