اليوم وبعد مرور ثمانية اعوام كاملة علي احداث الخامس والعشرين من يناير 2011، نستطيع القول باستمرار احتدام الجدل حول العديد من الرؤي المتباينة والمختلفة، حول ما جري وما كان في هذا الحدث، وما خلفه من اثار كبيرة في المسيرة الوطنية لهذا الوطن. وفي يقيني ان هذا الجدل سيظل قائماً ومحتدماً لفترة ليست بالقصيرة، ولن تنتهي قبل ظهور وإعلان الحقائق الكاملة المتعلقة بما وقع في مجمله وتفاصيله، وبكل ما سبقه من مقدمات وما مهد اليه من أحداث وما جري فيه من وقائع وما نجم عنه من أثار. وفي اعتقادي ان جلاء هذا الامر علي اهميته يتطلب الشفافية الكاملة، دون ستر متعمد أو اغفال غير متعمد، لمواقف وتحركات كل الاطراف والقوي والجماعات والشخصيات، التي شاركت بالفعل أو الترتيب أو الإعداد أو التخطيط لما جري وما كان، قبل وخلال وبعد الحدث الكبير،..، وصولاً الي ثورة الثلاثين من يونيو 2013. وإذا ما تأملنا المشهد السائد في الشارع السياسي الآن، وبعد ثمانية اعوام مما جري، يلفت الانتباه بروز ثلاث رؤي تكاد ان تكون مختلفة عن بعضها البعض في تفسير الحدث. فهناك من يرونها ثورة كاملة الأركان،..، وهناك من يرونها انتفاضة شبابية طاهرة، هبت اعتراضا عما كان قائماً،..، بينما هناك من يرون أنها ليست بثورة ولا انتفاضة، بل كانت مؤامرة دبرتها ورتبت لها قوي الشر بالمشاركة والاتفاق مع الجماعة الارهابية، سعيا للاستيلاء علي السلطة، في اطار مخطط اوسع يشمل المنطقة العربية كلها، بدعم من الولاياتالمتحدة وحلفائها. ورغم الاختلاف الجذري بين الرؤي الثلاث، الا أن هناك رؤية رابعة تؤكد ان ما جري في الخامس والعشرين من يناير 2011، سواء كان ثورة أو انتفاضة فالثابت انها تحرك قام به الشباب الاطهار ولكن تم اختطاف كل منهما من جانب الجماعة الارهابية بدءاً من الثامن والعشرين من يناير، بالدعم والمساندة الكاملة من قوي الشر وبالتآمر الكامل بينهما.