رئيس ضمان جودة التعليم: الجامعات التكنولوجية ركيزة جديدة فى تنمية المجتمع    إتاحة الاستعلام عن نتيجة امتحان المتقدمين لوظيفة عامل بالأوقاف لعام 2023    قطع المياه عن نجع حمادي.. وشركة المياه توجه رسالة هامة للمواطنين    الحكومة: نرصد ردود فعل المواطنين على رفع سعر الخبز.. ولامسنا تفهما من البعض    «حماس» تصدر بيانًا رسميًا ترد به على خطاب بايدن.. «ننظر بإيجابية»    محامي الشحات: هذه هي الخطوة المقبلة.. ولا صحة لإيقاف اللاعب عن المشاركة مع الأهلي    رونالدو يدخل في نوبة بكاء عقب خسارة كأس الملك| فيديو    أحمد فتوح: تمنيت فوز الاهلي بدوري أبطال أفريقيا من للثأر في السوبر الأفريقي"    هل يصمد نجم برشلونة أمام عروض الدوري السعودي ؟    حسام عبدالمجيد: فرجانى ساسى سبب اسم "ماتيب" وفيريرا الأب الروحى لى    هل الحكم على الشحات في قضية الشيبي ينهي مسيرته الكروية؟.. ناقد رياضي يوضح    محامي الشحات: الاستئناف على الحكم الأسبوع المقبل.. وما يحدث في المستقبل سنفعله أولًا    مصارعة - كيشو غاضبا: لم أحصل على مستحقات الأولمبياد الماضي.. من يرضى بذلك؟    اليوم.. بدء التقديم لرياض الأطفال والصف الأول الابتدائي على مستوى الجمهورية    32 لجنة بكفر الشيخ تستقبل 9 آلاف و948 طالبا وطالبة بالشهادة الثانوية الأزهرية    استمرار الموجة الحارة.. تعرف على درجة الحرارة المتوقعة اليوم السبت    اعرف ترتيب المواد.. جدول امتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية    صحة قنا تحذر من تناول سمكة الأرنب السامة    أحمد عبد الوهاب وأحمد غزي يفوزان بجائزة أفضل ممثل مساعد وصاعد عن الحشاشين من إنرجي    دانا حلبي تكشف عن حقيقة زواجها من محمد رجب    الرئيس الأمريكي: إسرائيل تريد ضمان عدم قدرة حماس على تنفيذ أى هجوم آخر    "هالة" تطلب خلع زوجها المدرس: "الكراسة كشفت خيانته مع الجاره"    حدث بالفن| طلاق نيللي كريم وهشام عاشور وبكاء محمود الليثي وحقيقة انفصال وفاء الكيلاني    أبرزهم «إياد نصار وهدى الإتربي».. نجوم الفن يتوافدون على حفل كأس إنرجي للدراما    مراسل القاهرة الإخبارية من خان يونس: الشارع الفلسطينى يراهن على موقف الفصائل    عباس أبو الحسن يرد على رفضه سداد فواتير المستشفى لعلاج مصابة بحادث سيارته    "صحة الإسماعيلية" تختتم دورة تدريبية للتعريف بعلم اقتصاديات الدواء    ثواب عشر ذي الحجة.. صيام وزكاة وأعمال صالحة وأجر من الله    أسعار شرائح الكهرباء 2024.. وموعد وقف العمل بخطة تخفيف الأحمال في مصر    العثور على جثة سائق ببورسعيد    الأمين العام لحلف الناتو: بوتين يهدد فقط    سر تفقد وزير الرى ومحافظ السويس كوبرى السنوسي بعد إزالته    نقيب الإعلاميين: الإعلام المصري شكل فكر ووجدان إمتد تأثيره للبلاد العربية والإفريقية    كيف رفع سفاح التجمع تأثير "الآيس" في أجساد ضحاياه؟    "حجية السنة النبوية" ندوة تثقيفية بنادى النيابة الإدارية    ضبط متهمين اثنين بالتنقيب عن الآثار في سوهاج    «الصحة»: المبادرات الرئاسية قدمت خدماتها ل39 مليون سيدة وفتاة ضمن «100 مليون صحة»    وكيل الصحة بمطروح يتفقد ختام المعسكر الثقافى الرياضى لتلاميذ المدارس    وصايا مهمة من خطيب المسجد النبوي للحجاج والمعتمرين: لا تتبركوا بجدار أو باب ولا منبر ولا محراب    الكنيسة تحتفل بعيد دخول العائلة المقدسة أرض مصر    للحصول على معاش المتوفي.. المفتي: عدم توثيق الأرملة لزواجها الجديد أكل للأموال بالباطل    القاهرة الإخبارية: قوات الاحتلال تقتحم عددا من المدن في الضفة الغربية    «القاهرة الإخبارية»: أصابع الاتهام تشير إلى عرقلة نتنياهو صفقة تبادل المحتجزين    «ديك أو بط أو أرانب».. أحد علماء الأزهر: الأضحية من بهمية الأنعام ولا يمكن أن تكون طيور    الداخلية توجه قافلة مساعدات إنسانية وطبية للأكثر احتياجًا بسوهاج    ارتفاع الطلب على السفر الجوي بنسبة 11% في أبريل    «صحة الشرقية»: رفع درجة الاستعداد القصوى لاستقبال عيد الأضحى    وزير الصحة يستقبل السفير الكوبي لتعزيز سبل التعاون بين البلدين في المجال الصحي    مفتي الجمهورية ينعى والدة وزيرة الثقافة    الأونروا: منع تنفيذ برامج الوكالة الإغاثية يعنى الحكم بالإعدام على الفلسطينيين    الماء والبطاطا.. أبرز الأطعمة التي تساعد على صحة وتقوية النظر    «الهجرة» تعلن توفير صكوك الأضاحي للجاليات المصرية في الخارج    رئيس الوزراء الهنغاري: أوروبا دخلت مرحلة التحضير للحرب مع روسيا    «حق الله في المال» موضوع خطبة الجمعة اليوم    بمناسبة عيد الأضحى.. رئيس جامعة المنوفية يعلن صرف مكافأة 1500 جنيه للعاملين    السيسي من الصين: حريصون على توطين الصناعات والتكنولوجيا وتوفير فرص عمل جديدة    الحوثيون: مقتل 14 في ضربات أمريكية بريطانية على اليمن    أسعار الفراخ اليوم 31 مايو "تاريخية".. وارتفاع قياسي للبانيه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السيدة جيهان تتحدث ل » الأخبار « في الذكري الثلاثين لاغتيال زوجها:
السادات مات مديونا بألف جنيه - المباحث لاحقتني بعد وفاته للتأگد من ثروتي
نشر في الأخبار يوم 05 - 10 - 2011

أخيرا وبعد غياب طويل عن الأضواء امتد لأكثر من عقدين، بدأت السيدة جيهان حرم الرئيس الراحل أنور السادات تطل من جديد علي صفحات الجرائد والشاشات المصرية.
كان »للأخبار« سبق واجراء أول حوار معها بعد الثورة في مارس الماضي في ذلك الحوار الذي جري عبر الهاتف ندت عنها نبرة عتاب لم تخف علي مسامعي، مع انها كانت حريصة علي اخفائها.. هي شديدة اللباقة.. بارعة في الهروب من الاجابة عن الاسئلة التي تراها محرجة أو في غير سياقها. تكتفي بابتسامة رقيقة وصمت بديا لي تجسيدا للبوح المكتوم وقد تزيد بالقول: الله أعلم. علي مدي الثلاثين عاما الماضية منذ اغتيال الرئيس السادات بطل اكتوبر وصانع النصر كانت لها اطلالاتها في وسائل الاعلام العربية والغربية.. وفي مثل هذه المناسبة من كل عام كانت الصحف تتباري في الغوص داخل خزانة اسرارها عن حرب اكتوبر وذكرياتها مع الرئيس السادات عن تلك الايام.
اليوم بمناسبة الذكري الثامنة والثلاثين لانتصار اكتوبر العظيم والذكري الثلاثين لاغتيال الرئيس الراحل عنَّ لنا ان نتجول علي هامش هذا الموضوع المكرور ونجوب معها في موضوعات شتي اقرب اتصالا بالواقع المعاش. هذا الحوار الرائق يمكن للقاريء ان يستشف حقائق احجمت عن الافصاح عنها، وسيلمس حالة نادرة من النبل الانساني الذي لا يتبدي إلا عند الاختلاف. في غرفة الصالون الوسطي.. المطلة علي النيل بالجيزة استقبلتنا ولدهشتي.. خرجت منها تهليلة ترحيب لدي رؤيتها لزميلي المصور مناع محمد.. لأكتشف »عشرة« قديمة، وذاكرة تأبي نسيان الأيام الخوالي بكل مفرداتها وشخوصها.
في 1973 لم تعلمي بموعد الحرب إلا حين طلب الرئيس السادات تجهيز شنطة ملابسه.. متي كان ذلك بالتحديد؟
كان يوم 5 أكتوبر قال لي حضري لي الشنطة لن أبيت في المنزل.. فهمت علي الفور ان الحرب اصبحت وشيكة لكني لا استطيع أن افتح فمي وأسأله لماذا أو أين ستبيت؟.. فقط فهمت لأنه كان يتواجد طيلة الوقت مع العسكريين ويذهب إلي الجبهة كثيرا.. وهو كان صرح قبلها انه سيحارب.
ألم تحاولي الاستفسار؟
فقط سألته سؤالا واحدا هل سندع نانا »نهي« تذهب إلي المدرسة؟
طبعا الأولاد كانوا صغارا وكنت أخشي عليهم قال: زيها زي باقي التلاميذ. الحقيقة أنا خفت وقلت لها لا داعي اليوم للذهاب للمدرسة.. وتذرعت بمشغولياتي بأن لدي مواعيد كثيرة بالخارج وبالفعل كان لدي مواعيد طبعا هي فرحت جدا ولم يكن هو موجودا بالمنزل.
وحين أعلنت الحرب في وسائل الاعلام هل اتصل بك؟
لأ طبعا هو كان في وادٍ آخر وكان لدي مواعيد انتهت في الواحدة ظهرا بعدها صعدت إلي الدور الثالث ركضا وسألت الأولاد إن كان أحدهم سمع شيئا فتعجبوا.. ماذا نسمع؟ وبدأت استمع لراديو صغير عندي لأتابع الموقف إلي أن أعلن الخبر.
وماذا دار بين أول محادثة بينكما بعد اعلان الحرب؟
بعد كذا يوم ارسل يستدعيني إلي قصر الطاهرة حيث كانت غرفة العمليات في البدروم ومكثت معه هناك، كنت أصحو مبكرا وأسارع إلي المستشفيات وأظل بها حتي المغرب.. وكان هو مشغولا بالمتابعة.. لم يكن يأكل إلا قليلا.. كانت عادته أن يأكل لقيمات في السادسة صباحا ويظل بلا طعام حتي السادسة مساء كنت ألف طول النهار وأعود لأنزل مساءً مرة أخري إلي المستشفيات لأكون مع الجنود والمصابين.
كنا في رمضان أثناء الحرب؟
فعلا.. لكنه في الحقيقة أفطر ودفع كل الجنود إلي الإفطار وقال لهم ان الإفطار حل لنا.. رغم ان الصيام في بيتنا كان شيئا مقدسا وكنا في شبابنا نصوم كل اثنين وخميس.
هذا النشاط الإنساني والاجتماعي المشهود الذي قمت به اثناء الحرب مع الضحايا والمصابين.. والمشروعات التي أقمتيها ما مصيرها الآن؟
بنظرة أسي تجيب السيدة جيهان السادات: لا أعرف في الحقيقة أنا استقلت من كل الجهات التي كنت مرتبطة بها بعد حادث الاغتيال فتركت الوفاء والأمل وقرية الاطفال »إس. أو. إس«.
أقاطعها لماذا تركتها هل طُلب إليك ذلك؟
تركتها لاني شعرت ان دوري انتهي ولست من النوع الذي يحب ان يعيش في أدوار الآخرين.. دوري كان مرتبطا بأنور السادات باعتباري زوجة الرئيس، كل واحد له دور في حياته وقد جاء الرئيس الجديد وله زوجة ورغبت ان اترك لها المجال لتقوم بدورها.
هل هذا الدور مرتبط بحرم الرئيس؟
لا طبعا وأنا بدأت اشتغل بالعمل العام قبل ان يصبح أنور السادات رئيسا ومنذ ان كان رئيسا لمجلس الشعب. وبالعكس بدأت نفس الدور في 7691 اثناء الحرب لكني اقصد ان دوري كحرم رئيس انتهي وستأتي أخري من بعدي تكمل هذا الدور وأنا لا أحب إقحام نفسي عليها أو علي أحد.
وهل أكملت هي الدور؟
طبعا هي أكملت فيما يهمها لكنها لم تكمل النشاط في الوفاء والأمل رغم اني طلبت منها اكثر من مرة أن تقوم بتعيين مشرف علي هذه المشروعات حتي لا تتدهور لأني رأيت فيها خسارة كبيرة ان نهملها بينما هي صروح ملك الوطن وبالفعل أظن انها ارسلت أحدا ما لكن المشروع لم يتقدم بعد أن فقدوا الاهتمام به.
اغتيال السادات مؤامرة
لوعدنا لحادث اغتيال الرئيس السادات.. هل تعتقدين انه كان نتيجة مؤامرة خارجية مثلا؟
لا أدري.. طبعا هناك مؤامرة عليه بدليل انهم قتلوه، لكني لا أعلم إن كانت هناك أصابع خارجية أم لا.. كل ما أعلمه أن الأربعة الذين قتلوه حوكموا وأعدموا أظن اعدم اثنان رميا بالرصاص واثنان شنقا وهذا ما استطيع ان اجزم به لأن الضابط المسئول جاءني هنا في المنزل وأبلغني بانتهاء إعدام الأربعة المتهمين.
ألم تكوني موجودة أثناء تنفيذ حكم الإعدام؟
بعتاب واستنكار تجيب الدكتورة جيهان السادات: كيف يمكن ان أحضر وبأي صفة؟ هذا الكلام غير مضبوط لقد شاهدت والدة الاسلامبولي في احدي القنوات التليفزيونية وهي تردد هذا الكلام وتزعم انني حضرت تنفيذ الاعدام. هذه مسألة عسكرية.. ده كلام!
مع انه ترددت شكوك حول إعدام الاسلامبولي وهناك من قال انه شوهد حيا بعدها؟
لا هو أعدم فعلا والضابط الذي جاءني أبلغني انه حضر تنفيذ حكم الإعدام وليس له مصلحة في تضليلي.
نعود إلي مؤامرة الاغتيال.. وأذكرها بحوارنا السابق الذي اجريته معها تليفونيا في مارس الماضي حين سألتها عما رددته السيدة رقية السادات من اتهامات للرئيس السابق حسني مبارك بالتورط في اغتيال والدها الرئيس الراحل أنور السادات.. ساعتها رفضت السيدة جيهان هذه الادعاءات تماما وقالت هذا تخريف.. بل وأضافت »يعني لو كان حدث هذا هل كنت سأقف مكتوفة الأيدي«.
أسألها هل مازلت عند رأيك وواثقة من براءة مبارك؟
بالتأكيد.. مازلت عند رأيي. هذا كلام لا أساس له من الصحة. حرام مثل هذا الادعاء ولا أقول ذلك مراعاة للظرف العصيب الذي يمر به لكن لو كان صحيحا لأقمت الدنيا مهما فعلوا بي.
أعود إلي سؤالي الأسبق.. هناك تحليل سياسي تردد بأن السادات لبي مطالب الغرب وانه حين انتهي الدور المطلوب منه تخلصوا منه.. ما رأيك؟
لا طبعا أنور السادات كان وطنيا وكان يعرف ما هو في مصلحة مصر وكان يري ان اتجاهنا للشرق ونحن فقراء وهو فقير لا يجدي وانه من الأصلح الاتجاه للغرب لكي ننهض بشعبنا.. وليس معني هذا ان اتجاهه للغرب كان ضد مصلحة البلد بالعكس الغرب ناجح ولديه تطور وروسيا بعد ان تفتت الاتحاد السوفيتي اتجهت للغرب.. أنور السادات كان سباقاً لمصلحة مصر.
أثني علي كلامها وأضيف: لقد قال ان 99٪ من أوراق اللعبة في يد أمريكا؟
طبعا هو كان يعرف موازين القوي ولأن أمريكا قوية فقد حققت السلام معه وكانت هذه من أصعب الخطوات التي تحققت، يعني أي سلام بعد ذلك يتحقق مع الفلسطينيين أو غيرهم سيكون أسهل كثيرا، دائما الخطوة الأولي تكون أصعب المراحل كان بيجين متشددا جدا والسادات أيضا لذلك يعتبر تحقيق السلام من أصعب الانجازات التي حققها السادات.
مع ذلك لا يبدو نتانياهو الآن مستعدا للسلام كما كان بيجين؟
فعلا الحقيقة بيجين كان زعيما بحق لديه آفق ورؤية مستقبلية لبلده وللمنطقة، لكن نتانياهو لا يملك شيئا من هذا.
التحول الكبير
عام 37 وحرب أكتوبر يعتبر علامة فارقة في فترة حكم الرئيس السادات، قبله كان هناك التفاف شعبي حوله وتحضير لحرب التحرير وكانت سياساته تبدو وكأنها امتداد لفترة عبدالناصر واستمرار لمبادئ ثورة يوليو بعد النصر حدث الانفتاح الاقتصادي ودخلنا في كامب ديفيد وظهرت ظواهر جديدة علي المجتمع المصري كالقطط السمان والتطبيع.. فيما بدا انه انقلاب علي مبادئ الثورة التي كان هو أحد المشاركين فيها، هل لديك تفسير؟
أفسرها بأن لكل حاكم أسلوبه وطريقته، كونه كان مؤمنا بعبد الناصر شئ ورؤيته لما هو أصلح للبلد شئ آخر، لكل واحد منهما اسلوبه، مثلا أيام عبدالناصر كان هناك »كتمان« شديد علي الشعب ولم تكن هناك حرية وجاء السادات ليفتح نوافذ الحرية ومع هذا الانفتاح من المؤكد ان تحدث تغييرات، فعلا هو لم يمش علي خط عبدالناصر لأنه رأي ان هناك ضرورات ومتطلبات للتغيير وهذا شئ مهم، ولا يمكن ان يسير أحد »بالورقة والقلم« علي نهج سلفه بينما العالم من حوله يتغير.
وهذا ليس تخليا عن مبادئ الثورة لكنه تطور لابد منه، العالم كان منفتحا ونحن كنا منغلقين.
ثم اننا كنا مرتبطين بالشارع وشاعرين بمشاعر الناس.
ألا توافقيني ان الرئيس السادات بدا في الفترة الأخيرة ضيق الصدر بالمعارضة ولا يقبل الرأي الآخر.. رغم انه هو الذي فتح المعتقلات واطلق الأحزاب، لكنه أتي بتصرفات قبيل اغتياله بدت مغايرة تماما لما بدأ به؟ ولما ألفه الشعب المصري.. اقصد تحديدا قرارات سبتمبر 18 وعزل البابا شنودة؟
شوفي السادات كان يري أن البابا شنودة لا يعتدل في حكمه ومع ذلك لم يكن ينوي إطالة تجنيبه، ولو كان الله أمده بالعمر كان سيفرج عنه من الدير وكان يري ان موقفه وقتها غير ملائم للمرحلة، وأوافقك ان السادات فعلا كان في الفترة الأخيرة ضيق الصدر وكان »عصبي شوية«، لكنه كان يتمني ان يتسلم سيناء، وكان يري الهجوم عليه وعلي كامب ديفيد وكان يخشي ان تتذرع إسرائيل بعدم وجود توافق داخل مصر فلا تنفذ تعهداتها بإخلاء سيناء وتسليمها لمصر.
وبالفعل الاسرائيليون كانوا يرددون كثيرا انهم يتعاملون مع السادات بمفرده لانه وحده هو الذي يرغب في السلام، ولم يكن يريد أن يبدو.. كذلك انه يسعي للسلام وبلده رافضة له.
صدقيني السادات كان رافضا لمبدأ الاعتقال لأنه ذاق مرارة السجن لكنه حين اتخذ قرارات الاعتقال في 18 أعلنها في كل مكان بالصحف والتصريحات ان هذا الاعتقال مؤقت حتي 52 أبريل ثم سيفرج عنهم جميعا، يعني لو حسبناها كانت مسألة تستغرق ستة أشهر، فلم يكن يرغب في الانتقام أو حبس الناس.
لا أقصد انتقاما ولكن بدا وكأن صدره ضاق بالمعارضة؟
فعلا صدره ضاق ولكنه لم يكن يرغب في المعارضة التي »تشوش« علي كامب ديفيد لكنه قبل ذلك لم يتعرض للمعارضة إطلاقا وكثيرا ما تحدثت المعارضة عنا ولم يهتم ولم أهتم أو اشعر بأي ضيق وكنا مقتنعين بأن من حق الشعب ان يمارس حريته خصوصا بعدما كنا لا نستطيع من قبل ان نفتح أفواهنا.
هو لم يكن يريد شيئا بالعكس أعلنها اكثر من مرة وقال في مجلس الشعب انه لا ينوي البقاء في السلطة اكثر من مدتين وكل ما كان يتمناه هو ان ينجح في استرداد سيناء لينزل بعد المدتين من السلطة ويترك الفرصة لغيره.
من خلاصة تجربة حكم السادات هل تعتقدين انه كان أفضل نموذج لحكم مصر؟
أفضل نموذج معناه انه كان حكما بلا أخطاء، أنور السادات كانت له أخطاؤه وله انجازاته الممتازة.. فيكفيه فخرا حرب أكتوبر، ويكفيه فخرا السلام الذي حققه، ويكفيه فخرا الانفتاح علي العالم بعد ان كنا منعزلين، يكفيه فخرا انه تذكر الفقير وعمل معاش السادات، ويكفيه فخرا انه أعاد فتح قناة السويس بعد ان كانت مغلقة بعد الهزيمة شوفي العالم الخارجي المتحضر كيف يتذكر أنور السادات، لكن في نفس الوقت كانت له أخطاؤه فهو بشر يعني مثلا حركة اعتقالات سبتمبر كانت خطأ.
ماذا كان دورك في ذلك الوقت.. هل حاولت تنبيهه إلي هذا الخطأ؟
والله حاولت وقلت له هذا خطأ يا أنور أنت صنعت من ناس لاقيمة لهم أبطالا، فقال أنا لا اتجني علي أحد لكني اريد استرداد سيناء.
هل كانت لديك ملاحظات أخري علي أسلوبه في الحكم؟
أنا كزوجة كنت أريده أن يكون محبوبا من الناس، وأحيانا كنت انبهه مثلا انه كان عصبيا في خطابه ولم يكن يصح ان يقول علي عبود الزمر »هذا الولد هارب وهاجيبه« وكنت اقول له: يا أنور اترك القانون سيأخذ مجراه حين يتم القاء القبض عليه ولا تقحم نفسك في هذا الموضوع، مع ذلك كان قلبه كبيرا جدا ولا يحب الانتقام من أحد.
بعد السادات
في أحد الحوارات الصحفية قلت ان النظام اللاحق »نظام مبارك« أخذ منكم بيت الاسكندرية أي بيت تقصدين ولماذا أخذه؟
بقليل من الاستهانة ترد السيدة جيهان السادات نعم هو بيت الدولة علي العموم وليس ملكا خاصا لنا، كان بيت المعمورة الذي كنا نقوم بالتصييف فيه، يعني أخذ بيتا هذه ليست مشكلة. هما في الحقيقة كانا بيتين بيت عبدالحكيم عامر وبيت جمال عبدالناصر.
بالنسبة لي تعالت أصوات حينها تقول ان ثمن البيت يسدد ديون مصر وكتب الكاتب محسن محمد يقول الكرة في ملعب جيهان السادات وقتها لم أكن موجودة بالقاهرة كنت في أمريكا وأبلغوني بهذه الجملة وقال لي جمال ابني: الجرائد تتحدث عن هذا الموضوع فقلت له يا ابني اكتب طلبا رسميا بالتنازل عن البيت لأنه بيت الحكومة.
خذوه وسددوا ديون مصر ولي الشرف ان أساهم في تسديد ديونها.
نفس السيناريو حدث مع أسرة عبدالناصر؟
لا مع بيت عبدالناصر الوضع كان مختلفا، خالد كان متمسكا بالبيت وقال ابي عبدالناصر كان يعقد كل اجتماعاته هنا، وكان يتحدث وكأن البيت ملكهم، نحن أسرة السادات لم نفتح فمنا بكلمة ولم نعترض.
كل سنة مع تجدد ذكري أكتوبر يتجدد الحديث عن أشرف مروان ويتجدد السؤال هل كان عميلا مزدوجا؟ هل كلفه الرئيس السادات بمهام معينة اثناء التحضير لحرب أكتوبر؟
بابتسامة تنم عن خجل تقول : الحقيقة لا اعرف، هذا موضوع في غاية الحساسية.. الله يعلم لكني لا اتصور ان السادات كلفه بشئ.
لكن الرئيس السابق مبارك برّأ ساحة اشرف مروان وقال انه بطل.
نعم لكن الله يعلم.
هل لديك تفسير للهجوم الذي أصاب أسرة عبدالناصر في أوائل أيام حكم الرئيس السادات.. خاصة وقد ذكرت لي أن عبدالناصر كان الزعيم والنموذج؟
لقد ذكرت لك، ان السادات رفع سقف الحريات وأصبح الناس يتحدثون بحرية ولا يمكن ان نكمم الأفواه بسبب انتقادات الناس، لكن حين مس جلال الحمامصي سمعة عبدالناصر وشكك في ذمته وهو جلال الحمامصي أوقفه السادات عن العمل.
حين فتح السادات الباب للديمقراطية فإن الحرية تكون بالتدريج ولا تأتي دفعة واحدة، وفي وقت ما ربما أيام مبارك كان سقف الحريات أكبر منه في وقت السادات.
عموما أسرة عبدالناصر تصورت ان هذا الهجوم كان بوازع من السادات لكن هذا ليس صحيحا، علي العكس تماما أنور السادات كان يحب عبدالناصر ويحترمه ويقدره وليس أنور بمفرده كلنا في الأسرة كذلك .
ماهو برنامجك لليوم »ذكري وفاة الرئيس الراحل أنور السادات«؟
سنتوجه إلي الضريح أنا والأولاد ونقوم بإحياء الذكري هناك بتلاوة آيات الذكر الحكيم، هذه هي الذكري الثلاثون.
هل يصحبكم أحد من الأصدقاء أو المحبين في هذه الزيارة؟
الحقيقة أنا لم أعد أعلن في الصحف، لأني وجدت ان الاعلان يضيف عبئا علي الناس الذين يريدون المجاملة بلا داع، وكان الناس يأتون من كل المحافظات الشعب المصري الجميل الذي يتحلي بالوفاء وضباطنا وأولادنا حتي المصابون يأتون علي الكراسي المتحركة من تلقاء أنفسهم.. لكنني لا أود أن اثقل علي أحد.
قبل الثورة
في أحد اللقاءات الصحفية قبل الثورة سئلت مرة عن رأيك في ترشح جمال مبارك للرئاسة ولم يكن لديك مانع من الفكرة. ماذا كانت وجهة نظرك وقتها؟
لاحظي انني قلت هذا الكلام وكانت هناك استعدادات قوية من أجل ترشيح جمال مبارك، ونحن وضعنا حساس وكانت تجمعنا صداقة، فقلت: مثله مثل غيره إذا الشعب انتخبه.. كان بها.
لكن المعروف ان الجهود كلها تصب في خدمة فكرة التوريث؟
فعلا لكن لم أكن استطيع ان اقول غير ذلك وقلت : »إذا الشعب انتخبه « والشعب كان رافضا للفكرة بل لقد قامت ثورة يناير لرفض التوريث.
وبعد الثورة
في الأيام الأولي بعد ثورة يناير كانت لديك تحفظات علي قدرة الدكتور البرادعي علي قيادة مصر، هل مازالت تلك التحفظات موجودة؟
لا بالعكس الدكتور البرادعي شخص مشرف ومثقف ولا ننسي انه من أوائل الناس الذين طالبوا بالتغيير طبعا لا ننسي دور جورج اسحق وحركة كفاية التي كان لها السبق في صيحة كفاية.. كفاية.. في وقت لم يكن احد يستطيع ان يفتح فمه، بعدها كان الدكتور البرادعي الذي طالب أيضا بالتغيير وهو شخص له اسمه وسمعته الطيبة وثقافته.
وأذكرك بأنني حين رددت علي هذا السؤال كان الدكتور البرادعي غير متواجد بكثرة في مصر وكنت اتساءل بدهشة هل يصح ان يكون رئيسا، لبلد وهو يغادرها كثيرا، من الواجب النزول للشارع والارتباط به وهو بصراحة لم يكن يفعل ذلك في البداية حتي ان بعض الناس انتقدوه . ولكن الآن آراه متواجدا ويلتقي بالناس ويتواصل معهم لقد تغير تماما.
هل افهم من هذا انك لا تعارضين تولي رئيس مدني لمصر؟
طبعا لا مانع .. مثلي في ذلك مثل الأغلبية في مصر، لكن لو سألتيني عن رأيي الشخصي أنا أتمني ان يحكمنا العسكريون ولو لمدة سنتين حتي تنصلح الأحوال.. سنتين فقط لا أكثر وتكون مدة محددة سلفا.. البلد تعمها الفوضي والتسيب وهناك 11 ألف سيارة تمت سرقتها في الفترة الماضية وهناك بيوت نهبت.. فالجيش يمكن ان يضبط هذه المسائل. بالطبع الشرطة أيضا عليها ان تقوم بهذا الدور لكنها تلقت ضربة كبيرة، خاصة بعد اتهام بعض عناصرها بضرب النار علي الثوار وقتلهم، لكنهم من ناحية أخري كانوا يؤدون الأوامر التي يتلقونها فلا أحد يطلق النار هكذا من تلقاء نفسه.
وإذا لم يحدث ما تتمنين من بقاء العسكريين سنتين قادمتين كيف تتوقعين المشهد السياسي؟
الحقيقة كنت أفضل إعداد الدستور أولا بعدها تتم الانتخابات البرلمانية وأري انه لا داعي لوجود مجلس الشوري يكفي مجلس الشعب لاننا بلد فقير، أفضل الدستور أولا كي تضعه لجنة محايدة لا تكون متأثرة بعد الانتخابات بأحكام ورغبات أغلبية برلمانية معينة، يعني انا كامرأة اريد دستورا محايدا ودولة مدنية.
والعسكريون في الحقيقة يريدون ترك الحكم والتفرغ لواجبهم، المجلس العسكري والجيش كان له موقف رائع ولولاه لما وجدت الثورة من يحميها ولما نجحت والجيش اليوم هو صمام الأمان.
طبعا أتمني أن يتولي شخص مدني الرئاسة لننتقل من العسكرية إلي المدنية، لكن تصوري لو ظل المجلس العسكري سنتين أو حتي سنة يتم خلالها وضع الدستور وتتم الترشيحات وتجري الانتخابات.
وما رأيك في مطالبات بعض القوي السياسية حاليا بمغادرة المجلس العسكري والالتزام بالموعد السابق الذي قطعه علي نفسه وهو ستة أشهر؟
دعيني أجيب عليك بسؤال آخر.. وماذا لو التزم المجلس العسكري بالشهور الستة وغادر ماذا كان سيصبح الوضع في البلاد؟
إن المجلس العسكري يطيل بقاءه في السلطة حتي يطمئن إلي وجود مجلس شعب ورئيس منتخب.. بعدها سيغادرون.. انهم ليسوا راغبين في السلطة ولا طامعين في الحكم.
لا إنجليزية ولا أمريكية.. فقط مصرية
معروف أن الوالدة إنجليزية.. فهل تحملين الجنسية البريطانية؟
لا الانجليزية ولا الأمريكية ولا أي جنسية أخري غير المصرية، تعلمين انني احاضر في الولايات المتحدة وقد استخرجت لي الجامعة هناك »الجرين كارد« الذي يمكن لحامله ان يحصل علي الباسبور والجنسية، هذا الكارت أحمله منذ عام 5891 ولم أفكر إطلاقا في طلب الجنسية الأمريكية أو الحصول عليها.
لماذا؟
لأني لو فعلت ذلك ساعتها سيترك المتربصون كل شئ ويتمسكون فقط بترديد ان جيهان السادات أصبحت أمريكية.
حضرتك استقلت من عملك في جامعة القاهرة.. لماذا؟
نعم بالفعل لقد استقلت منذ اليوم التالي لمناقشة رسالتي للدكتوراه وسافرت إلي أمريكا، كنت بدأت اشعر بالضيق من كل الظروف المحيطة بي، كانت هناك مضايقات بالنسبة لي وحين جاءني العرض الأمريكي شعرت بالارتياح وبأنني سأتخلص من الهجوم اليومي الذي تشنه الصحف عليّ وعلي أنور السادات، لقد تعرضنا لضغط شديد جدا بعد وفاة أنور السادات واشتد الهجوم عليّ وعلي أولادي .. كان موسي صبري يرد وآخرون لكنني عاهدت نفسي ألا أرد علي أي كلمة مما ينشر.
هل اقتصرت المضايقات علي هجوم الصحف أم كانت هناك مضايقات فعلية في الحياة اليومية أو تضييق علي المصالح مثلا.. ألهذا استقلت من الجامعة؟
لا أنا استقلت لأنه كان لدي عرض أمريكا، انتظرت حتي اتم الدكتوراه وبعدها تركت جامعة القاهرة.
ثروة السادات
اسمحي لي بأن أسألك عن حجم ميراثك انت والأولاد من الرئيس الراحل أنور السادات؟
ولا مليم.. السادات مات مديونا بألف جنيه للبنك لأنه كان يحول مرتبه عليه وقد قمت أنا بسدادها.
أنور السادات مات ولم يملك أي عقارات أو أراض ولعلمك بعد وفاة السادات كانت المباحث تلاحقني ليكتشفوا إن كان عندي شئ أو ان كان السادات استغل نفوذه وقد أعلنتها في مؤتمر صحفي عقدته بأمريكا وقلت اتحدي أي مخلوق يزعم انني امتلك أي أرض أو عقار في مصر أو خارجها أو ان السادات ترك لي أموالا في البنوك.
والأولاد؟
ولا الأولاد.. البنات كل واحدة فيهن متزوجة ومكتفية ولا أحد من الأسرة تعامل لا في بورصة أو اسهم أو تجارة ولا استيراد وتصدير، حتي ابني جمال ظل يعمل مع زوج إبنتي محمود عثمان كموظف حتي جاءه عرض شركة اتصالات وهم الذين بحثوا وطلبوه بالاسم لكفاءته ونزاهة سمعته.
مجهود شعبي
لك تقدير كبير في الولايات المتحدة لماذا لا تحاولين الاستفادة من علاقاتك لتقريب وجهات النظر مع مصر بعد الثورة، مثل الوفود الشعبية التي تجوب العالم؟
كل ما كنت أقوم به من اتصالات كان يتم بحساب، لاحظي انني لست مفوضة من الدولة، لكنني مصرية قبل كل شئ واتحدث في محاضراتي عن الثورة وعن مصر وعن السلام وعن المرأة، أما علي المستوي الآخر فأنا لا أحب أن اقحم أنفي في موضوعات ليست من اختصاصي حتي لا يقال انني اقحم نفسي فيما ليس من شئوني، لكن اتحدث الآن بمنتهي الحرية والانطلاق بعد الثورة وأقول رأيي فيما يحدث.
ألهذه الدرجة كان هناك تضييق علي نشاطاتك ولماذا؟
تضحك في هدوء وتجيب لا أعلم السبب، لكن ما أعلمه انني كنت ممنوعة من إجراء المقابلات الصحفية وصحفية مثلك لم تكن لتجري معي مقابلة في الماضي القريب قبل الثورة.. لا جريدة قومية أو غير قومية ولا محطة تليفزيونية فضائية أو أرضية، لكني أتصور ان المحيطين بالنظام السابق هم الذين فعلوا ذلك ظنا منهم انهم يقومون بارضائهم.
هل اختلف الطاقم المحيط بمبارك عن الطاقم المحيط بالسادات؟
نعم طبعا.. لكل عصر رجاله.. وها انت تسمعين أن جمال عبدالعزيز سكرتير الرئيس مبارك امتلك مليارات بينما الطاقم المصاحب لنا مايزال حتي الآن وها هو اللواء سعودي مدير مكتبي لا يملك سوي شقة بسيطة في مصر الجديدة ولا يملك غيرها أي شئ.
المصريون.. ومبارك.. والقانون
اسمحي لي لم افهم مغزي تصريح سابق لك بأنك واثقة من طيبة الشعب المصري وتحضره وبأنه لن يسجن مبارك؟
يهيأ لي إلي اليوم انه....
وتنقطع العبارة ثم تتحول إلي: شوفي مبارك له اخطاء.. نعم لكن ايضا نحن شعب وفي ولا ننسي الانجازات . مبارك كانت له انجازات يكفي دوره في حرب أكتوبر.. نحن بشر ياناس ولا يجب أن ننسي.
ليس معني ذلك انني اقول ان نعفيه من المسئولية أو الأحكام إذا ثبت عليه شئ لكني أقول انني لا أتصور ان المسألة ستصل إلي الاعدام، نحن لسنا كالشعوب الأخري التي تذبح وتقتل.
حتي لو بالقانون؟
لا يهيأ لي إطلاقا.. تسترسل ضاحكة: لا أتخيل أن يصدر حكم بالاعدام.. الله يعلم لو ثبت عليه شئ.. لكن لو لم يثبت؟
هل تقصدين ان المسألة مرهونة بأحكام القانون وليس بمشاعر الناس؟
لا أتصور ان المسألة تصل للاعدام. ولو حصل وصدر مثل هذا الحكم سيصدر عفو عنه.. نحن مصريون.
من الذي يصدر قرارا بالعفو؟
الرئيس طبعا من حقه أن يصدر قرارا بالعفو.
هل سيجرؤ أي رئيس بعد الثورة علي إصدار مثل هذا العفو؟
بتحنان مؤثر.. ليه لأ.. ليه لأ.. نحن مصريون وقلبنا طيب وهناك من يقول يكفي انه محبوس يكفي انه مريض وبالمستشفي.
والأموال والثروات التي قيل انها هربت للخارج أو تم الاستيلاء عليها في الداخل؟
لا استطيع لا استطيع ان اتصور حجم هذا الذي يقال ولا صحته، لأننا كنا في نفس الوضع ولم نفعل ذلك ولم نتحصل علي مليم وليس مليارات، لذلك لا استطيع تصور كيف حدث هذا، مع ذلك هناك قانون ومن يثبت عليه شئ سيلقي جزاءه ليصبح قدوة ومثلا لمن يأتي بعده ويعرف ان من يخطئ سيحاكم.
وفي تقديري ان من سيأتي لاحقا لن يخطئ أو يسرق أولا لانه لا يوجد في البلد ما يمكن سرقته،.. تضحك وتواصل.. ثانيا سيكتشف ان الناس فتحت عيونها بعد الثورة.
لكن هناك مخاوف من ألا تتم الثورة مهمتها بسبب الثورة المضادة وبقاء الفلول في مناصب وجهات حساسة؟
لا الثورة ستتم إن شاء الله لانها فتحت عيوننا وجرأتنا ولم يعد أحد يخشي شيئا، لكن ما اتمناه ان تتوقف الاضرابات وأناشد العمال ان ينتبهوا لأعمالهم وأساتذة الجامعات والمعلمين والاطباء وأقول لهم لو كان لديكم حق انتظرتم عليه ثلاثين سنة هل تريدون الآن الحصول عليه فورا، دعونا نتح الفرصة للبلد أن تقف علي قدميها ويتكون مجلس شعب ويوجد رئيس ثم اطلبوا مستحقاتكم.. انظري إلي عمال النقل.. هل هذا معقول؟
تعطيل الانتاج اعتبره خيانة للبلد.
لو كان السادات حياً
لو حدث هذا أيام الرئيس السادات كيف كان سيتصرف؟
لا لم يكن ليصمت.. أنور السادات كان لديه شخصية قوية وحزم مثلما حدث في أيام الغلاء عام 7791 ساعتها أوقف القرار تماما بعد ان ثارت الجماهير من الاسكندرية لاسوان لانه اكتشف ان القرار كان خطأ ونحن بشر.
لكن الناس عندها مطالب.. يريدون زيادة في الأجور وتحسين ظروف العمل؟
من أين تأتي الأموال؟ كان هناك مسئول قال في التليفزيون ان متوسط ساعات العمل لدي العامل المصري هو ساعة واحدة، حين يكون الانتاج أقل من ساعة لماذا اطالب وبماذا؟ المطالبة تكون حين يؤدي العامل واجبه تماما ساعتها يكون لديه الحق في المطالبة.
لكن في الحقيقة الأمور الآن فيها خلط كبير.. وهذا أمر طبيعي بعد الثورات، وهذه الثورة كانت ثورة بيضاء ثورة سلمية لا فيها عنف ولا انتقام، وكان طبيعيا ان يخرج البلطجية »ليؤدوا عملهم« وان تظهر الاضرابات لكن إن شاء الله ستتحسن الأمور وتستقر الأوضاع.
وساعتها تعودين لمصر ولطلابك في الجامعة المصرية؟
ياليت.. انا اتمني، بالمناسبة انا اغادر مصر شهرين فقط في السنة لألقي محاضراتي في الولايات المتحدة ولا تتصوري مدي سعادتي حين أرسل لي رئيس جامعة القاهرة وقال مكانك محفوظ انت بنت الجامعة لا تتصوري كم تأثرت بهذه المبادرة رغم انه لا يعرفني ولا اعرفه.. لقد بكيت بالفعل.
حسبي الله
رغم تحفظك الشديد وعدم رغبتك في الإفصاح كلامك ينضح بقدر كبير من المرارة؟
صدقيني أنا لا أشعر بأي مرارة أو حقد.. لكني اتعامل مع واقع كان موجودا ولا اشعر بالضغينة نحو أي أحد علي الاطلاق.
صدقيني حين بلغني خبر إعدام الاسلامبولي.. جلست بمفردي في حجرة المكتب وتساءلت هل أنا فرحة بالخبر؟ لا لست فرحة، هؤلاء قتلوا زوجي نعم أخذوا جزاءهم نعم لكنني لست شامتة في أحد علي الاطلاق.
كل ما اقوله هو حسبي الله في كل من إدعي عليّ أو علي زوجي بالباطل وما أكثر ما قيل في حقنا.. لكن الحمد لله هذا زمن ولي، ودعيني اقول شيئا يمر الزمن وكل الحقيقة تنكشف بعد حين ولا شئ يظل مخفيا طيلة الوقت.
فإذا كان هناك أخطاء للسادات أو أسرته أنا مسئولة عنها أنا وأولادي.
بهذه المناسبة اسمحي لي اسألك عن علاقتك ببنات السادات الأخوات غير الشقيقات لابنائك.. كيف تسير؟
العلاقة شبه مقطوعة.. وحتي في الذكري السنوية لرحيل السادات نذهب نحن إلي المقابر ولا يأتين كأنه والد ابنائي فقط.
الحقيقة هناك الكثير من التوتر وكثير ما يهاجمنني لكني اتحمل فهن بناتي ايضا ومع ذلك لو احتاجت احداهن شيئا جمال ابني لا يتأخر فهو أخوهم، يعني كاميليا مثلا حين انقطع عنها معاش والدها بعد اغتياله جاءت إلي هنا ومحمود عثمان زوج اختها التي هي ابنتي هو الذي يقوم بالانفاق عليها وعموما ربنا يهدي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.