انطلاق التصويت في الدوائر المعادة بسوهاج ضمن المرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب 2025    أسعار الفراخ والبيض اليوم الاربعاء 3-12-2025 في الأقصر    وزير الخارجية يؤكد اهتمام مصر بالدبلوماسية البرلمانية لتعزيز أواصر التعاون مع برلمانات دول العالم    القطاع الخاص غير النفطي في مصر يسجل أقوى نمو خلال 5 سنوات    أسعار اللحوم اليوم الأربعاء 3-12-2025 في الأسواق ومحال الجزارة بالأقصر    جولة مفاجئة.. محافظة الغربية يتابع أعمال النظافة ورفع الإشغالات فجرًا    الأمم المتحدة تعتمد قرارا يطالب إسرائيل بالانسحاب من الجولان وسط اعتراض أمريكي-إسرائيلي    "لكنه خائف من شيء ما"، رئيس كوريا الجنوبية يعتزم تقديم اعتذار إلى كيم    تفاصيل المكالمة بين ترامب ونتنياهو.. ضغوط أمريكية بشأن غزة وتحذيرات بخصوص سوريا    مواعيد مباريات اليوم.. مهمة محلية لصلاح ومجموعة مصر في كأس العرب    جوارديولا: أهداف فولهام من أخطاء دفاعية.. ولا أملك إجابة لما حدث في المباراة    القلاوي حكما للقاء الجونة وبترول أسيوط في دور 32 لكأس مصر    نادي الزهور ينعى يوسف محمد لاعب السباحة ويعلن الحداد 3 أيام    طقس الإسكندرية اليوم: فرص سقوط أمطار خفيفة.. والعظمى 22    ننشر أسماء ضحايا حريق محل تجاري بسوق الخواجات بمدينة المنصورة    بعد لقائهما المسلماني.. نقيبا السينمائيين والممثلين يؤكدان تعزيز التعاون مع الهيئة الوطنية للإعلام    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 3-12-2025 في محافظة الأقصر    د.حماد عبدالله يكتب: " ينقصنا إدارة المواهب " !!    الأمم المتحدة تحتفل باليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة    الرئيس الكولومبي يحذر ترامب: مهاجمتنا تعني إعلان الحرب    متحدث الصحة: تحذير للمسافرين من أدوية ومستلزمات خاضعة للرقابة الدولية    تجديد حبس المتهمين باستدراج موظف وسرقته    منها المسيّرات الانتحارية والأرضية.. الهيئة العربية للتصنيع تكشف 18 منتجًا جديدًا في إيديكس 2025    مطروح للنقاش.. نجاح خطة ترامب لحصار الإخوان وتأثير طموحات ماسك على منصة إكس    توقيع مذكرة تفاهم بين "الاتصالات" و"الاعتماد والرقابة "بشأن التعاون فى تنفيذ التطوير المؤسسي الرقمى    قوات الاحتلال تعزز انتشارها وسط مدينة طولكرم    فيدرا تعيش وسط 40 قطة و6 كلاب.. ما القصة ؟    «أحكام الإدارية» تُغير خريطة البرلمان    إصابة 9 أشخاص بينهم أطفال وسيدات في حادث تصادم بالفيوم    5 محاذير يجب اتباعها عند تناول الكركم حفاظا على الصحة    دعاء صلاة الفجر اليوم.. فضائل عظيمة ونفحات ربانية تفتح أبواب الرزق والطمأنينة    اجتماعات سرّية في باكستان وتركيا بعد تحركات ترامب لتصنيف الإخوان إرهابيين    5 وفيات و13 مصابًا.. ننشر أسماء المتوفين في حريق سوق الخواجات بالمنصورة    «الصحة» تعلن انطلاق استراتيجية توطين صناعة اللقاحات وتحقيق الاكتفاء الذاتي قبل 2030    زينة عن شخصيتها في "ورد وشوكولاتة": حبيتها لأنها غلبانة وهشة    مصر توسّع حضورها في الأسواق الأفريقية عبر الطاقة الشمسية والتوطين الصناعي    سوريا تعلن إحباط محاولة تهريب ألغام إلى حزب الله في لبنان    «بإيدينا ننقذ حياة» مبادرة شبابية رياضية لحماية الرياضيين طبيًا    «السيدة العجوز» تبلغ دور ال8 في كأس إيطاليا    مانشستر سيتي يهزم فولهام في مباراة مثيرة بتسعة أهداف بالدوري الإنجليزي    في ملتقى الاقصر الدولي للتصوير بدورته ال18.. الفن جسر للتقارب بين مصر وسنغافورة    مراوغات بصرية لمروان حامد.. حيلة ذكية أم مغامرة محفوفة بالمخاطر (الست)؟    تقرير مبدئي: إهمال جسيم وغياب جهاز إنعاش القلب وراء وفاة السباح يوسف محمد    هل سرعة 40 كم/ساعة مميتة؟ تحليل علمى فى ضوء حادثة الطفلة جنى    مقتل شخص أثناء محاولته فض مشاجرة بالعجمي في الإسكندرية    والد جنى ضحية مدرسة الشروق: ابنتي كانت من المتفوقين ونثق في القضاء    بروتوكول تعاون بين نادي قضاه جنوب سيناء وجامعة القاهرة    «الوطنية للانتخابات»: إعادة 19 دائرة كانت قرارًا مسبقًا.. وتزايد وعي المواطن عزز مصداقية العملية الانتخابية    رئيس شئون البيئة ل الشروق: نسعى لاستقطاب أكبر حجم من التمويلات التنموية لدعم حماية السواحل وتحويل الموانئ إلى خضراء    نقيب الإعلاميين يستعرض رؤية تحليلية ونقدية لرواية "السرشجي" بنقابة الصحفيين    تراث وسط البلد رؤية جديدة.. ندوة في صالون برسباي الثقافي 7 ديسمبر الجاري    1247 مستفيدًا من قوافل صحة دمياط بكفر المرابعين رغم سوء الطقس    وكيل الأوقاف: المسابقة العالمية للقرآن الكريم حدث فريد يجمع الروحانية والتميز العلمي    ما حكم المراهنات الإلكترونية؟.. أمين الفتوى يجيب    نتائج المرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب 2025 في كفر الشيخ    تقدّم مؤسسي ورؤية استراتيجية لتعزيز التصنيف الدولي وتطوير البيئة التعليمية بجامعة الوادي الجديد    يلا شوووت.. هنا القنوات الناقلة المفتوحة تشكيل المغرب المتوقع أمام جزر القمر في كأس العرب 2025.. هجوم ناري يقوده حمد الله    أدعية الفجر.. اللهم اكتب لنا رزقًا يغنينا عن سؤال غيرك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جيهان السادات: توقعت حدوث الثورة
ورفضت عرضا لرئاسة الحزب الوطنى

بعد اتجاهها الي العمل الاكاديمي في إحدي الجامعات الأمريكية‏.‏ ولكن ظلت القاهرة هي المقر الرئيسي لها يتجمع فيه الأبناء والأحفاد‏,‏ مثل كل مصري أصيل‏.. أتاحت لنا أول سيدة تحمل لقب سيدة مصر الأولي أن نلتقي بها ورغم مرور عشرات السنين إلا أنها كان لديها الجديد فتحت لنا قلبها في بساطة وهدوء وثقة بالنفس ممزوجة بتواضع شديد ووطنية فائقة, وأصالة مصرية تجعلك تمنحها عن جدارة لقب( بنت بلد) السيدة جيهان السادات, التقينا بها في بيتها المطل علي نيل الجيزة, ذلك البيت الذي يحمل بين جدرانه عبق تاريخ الأمة وخطوات وأنفاس زعيم نصر6 أكتوبر وقائد الحرب والسلام, بيت تبدو عليه من الوهلة الأولي الفخامة والأناقة والذوق الرفيع بلا أدني مبالغة, يسوده الهدوء والنظام وكل شئ فيه منضبط مع دقات الساعة الحوار الذي امتد أكثر من ساعة من الزمن نتحدث اليها وكأنها دقائق معدودة والحوار معها له مذاق خاص, رغم أنها تعطي من اللحظة الأولي الإحساس بان هناك صلة قرابة بيننا وبينها والحديث من الحرف الأول للأخير يشمله الصراحة التامة.. اجابت عن كل الأسئلة ما عدا سؤالين: من الذي طلب منها أن ترأس الحزب الوطني ؟ ومن رئيس الجمهورية المقبل الذي سوف تختاره؟ حاولنا معها أن نتصفح اوراقا من تاريخ مصر في محاولة لإعطاء كل ذي حق حقه ونحن نعبر هذه المرحلة التاريخية المهمة
السيدة جيهان السادات هي أول قرينة رئيس تحمل لقب( سيدة مصر الأولي).. ما هي ظروف إطلاق هذا اللقب؟ وماذا كانت حدوده؟
لم أختر هذا اللقب بل وجدته مكتوبا في الصحف, وأعتقد أن هذا اللقب مقتبس من كلمة السيدة الأوليFirstlady التي تطلق في دول أوروبا علي حرم رئيس الجمهورية. حدود هذا اللقب فيما تقدمه حرم رئيس الجمهورية خدمة لشعبها, فربنا سبحانه وتعالي منحها هذا الوضع لتقدم خدماتها للأطفال والمرأة المظلومة والغلبانة والمعاقين, وهو منصب اجتماعي فقط وليس سياسيا, فالسياسة من حق زوجها رئيس الجمهورية فقط, وليس من حقها أن تتدخل في تعيين الوزراء أو المسئولين لذلك يجب أن تحدد تخصصات قرينة الرئيس في العمل الإجتماعي وهو عمل رائع.
البعض يطالب بإلغاء هذا اللقب فهل توافقين علي ذلك أم لك رأي آخر؟
ما يلغوه, فحرم رئيس الجمهورية لا تختار لقبا لنفسها.
هل هناك ما يسمي لعنة السلطة التي قد تصيب من يصل إليها بالغرور والكبر؟ وكيف نجحت مع الرئيس السادات في المحافظة علي التواضع وأنتم في السلطة حتي أطلق عليكما الشارع المصري لقب ولاد البلد؟
لا يوجد لعنة السلطة إن وجد ت هذا الأمر يدل علي عدم الثقة في النفس, فمن يهبه الله مركزا في السلطة يجب أن يعي تماما أنها مسئولية عظمي فهو مسئول عن84 مليون مواطن في مأكله ومسكنه ومستقبل أولاده وهي لكل رئيس مقبل فرصة عظيمة ليخدم بلده ويؤدي الواجب الوطني الذي يحمله علي عاتقه. وأطلق علينا ولاد بلد لأننا لم ننفصل عن الشعب, فنحن لم نأت من كوكب آخر بل نحن من عامة الشعب من طبقة متوسطة ليست عليا ولا أرستقراطية, القصة أني امرأة عادية تزوجت من ضابط عادي قدر لها بعد ذلك أن تكون زوجة رئيس الجمهورية.
كيف علمت بثورة25 يناير وكيف تلقيت هذا الخبر؟ وما هي ردود أفعال عائلة السادات تجاهها؟
كنت موجودة في القاهرة وعلمت من وسائل الاعلام وفرحت بها جدا وسعدت بهذا الشباب المتعلم المثقف المشرف, العالم كله احترم هذه الثورة البيضاء السلمية النظيفة لشباب لم يمسك في يده حتي عصا, وشهد الميدان نظاما تاما وضم جميع الأجيال من الشباب والفتيات والرجال والنساء وكبار السن والصغار فشكلوا ملحمة تاريخية رائعة يجب أن يفخر بها كل مصري علي أرض هذا الوطن أوخارجه.
هل كنت تتوقعين أن يقوم الشعب المصري بثورة بيضاء يتحدث عنها العالم بكل فخر و إعجاب؟
نعم, كنت أتوقع حدوث ثورة, لكن لم أكن أعلم كيف ومتي سوف تحدث.
هل شارك أحد الأحفاد فيها؟
نعم, الأحفاد شاركوا في الثورة وكانوا سعداء بها جدا, ومنهم حفيدتي الدكتورة ليلي وزوجها اللذان ذهبا إلي ميدان التحرير.
وماذا عن شائعة سفرك أثناء الثورة؟
قيل انني سافرت علي طائرة خاصة خارج البلاد وهذا لم يحدث فأنا أسافر4 شهور في السنة الي أمريكا لألقي محاضراتي في الجامعة هناك وأعود للبقاء في مصر بقية شهور السنة وكنت في مصر وقت الثورة, ولم أغادر البلاد.
هل قمت بالاتصال بالسيدة سوزان مبارك بعد قيام الثورة؟
نعم اتصلت بها بعد قيام الثورة بيومين وثلاثة قبل يوم الأربعاء الأسود.
ولماذا قمت بالاتصال بها.. هل التواصل معها أمر معتاد في فترة الرئاسة, وكيف دار الحديث بينكما؟
اتصلت بها لأني لا أتخلي عن أي شخص في وقت أزمته, ولم تتعد المكالمة دقيقتين, ووجدتها حزينة ومنزعجة لما يحدث في مصر, فكانت هذه الثورة مفاجأة صدمتها لأنها تري أنها قدمت الكثير من الأعمال خاصة للمرأة والطفل, والحقيقة أن التواصل بيننا طوال السنوات الماضية لم يتعد اتصالا هاتفيا لها للتهنئة في الأعياد والمناسبات فقط. كثير من الناس حاولوا أن يحصلوا مني علي تصريحات أو تعليقات مني ضد عائلة الرئيس السابق بعد التخلي عن السلطة ولكني رفضت تماما لأن ما لم أقله وهم في السلطة لن أقوله وهم خارجها.
لا توجد فتنة طائفية
هل توجد ثورة مضادة أو فتنة طائفية؟
نعم هناك ثورة مضادة, لذا لابد أن نتمسك بسلوكياتنا ونحافظ علي سمعتنا في الخارج فقد حققت هذه الثورة مكاسب كبيرة لا يجوز العبث بها, لقد تعجبت كثيرا من بوادر فتنة طائفية أخيرا فعلي مدي أيام الثورة بأكملها لم تهدم كنيسة ولم تحرق رغم أنه لم تكن هناك حراسة وكان المسلم والقبطي يدا بيد لأن كليهما مصري, فيجب الحفاظ علي هذه السلوكيات الجميلة التي احترمها العالم كله وهي سلوكيات اصيلة للشعب المصري التي ظهرت في ميدان التحرير.
الحزب الوطني
وهل سيكون لك دور سياسي في المرحلة المقبلة؟ ولماذا؟
كانت مفاجأة صدمتني عندما عرض علي أحد المسئولين في الدولة دون ذكر اسمه أن أتولي رئاسة الحزب الوطني وبالطبع رفضت علي الفور, واستغربت من الفكرة نفسها, وذلك لأنني لم ولن أعمل في السياسة أحترما لرغبة الرئيس أنور السادات.
هل هذا له علاقة بمقولة معروفة عن السادات السياسة تحرق الأصابع مهما بلغت سماكة القفازات فهل هذا القول كان بمثابة توصيات لعائلته بألا تعمل في السياسة لا من قريب ولا من بعيد؟
نعم هذا حقيقي لأن أنور السادات وصانا أنا و أولادي بعدم العمل بالسياسة ولذلك طوال عمري وأنا عملي يدور في إطار اجتماعي فقط, وبنهاية عهد السادات انتهي عملي حتي الاجتماعي..ولم يفكر أحد من أبنائي العمل بالسياسة احتراما لوصية الأب الرئيس السادات.
ثورة جيلين
ما الفارق بين ثورة23 يوليو التي اشترك فيها الزعيم الراحل أنور السادات, وثورة25 يناير؟
ثورة يوليو كانت ثورة ضباط أحرار ثاروا علي النظام الملكي الذي لا يتقبلونه وقد كانت ثورة بيضاء ليس بها قتل ولا إراقة دماء, وتنازل الملك عن الحكم بسرعة حقنا للدماء وحرصا عن ألا يشتبك الحرس مع الجيش, اما ثورة25 يناير فقد قام بها شباب من خريجي الجامعة من الطبقة المتوسطة كان يقول عليهم البعض شباب مدلل لكن اتضح أنهم شباب ذكي يفهم السياسة جيدا ويعي تماما كل ما يدور حوله في البلد ولذلك انضم اليهم الشعب كله.
إذا كان السبب الأول لقيام الثورة هو انتشار الفساد وتداعياته, من وجهة نظرك ما هي أسباب الفساد في أي دولة؟
الفساد موجود في مصر والعالم كله وفي كل العصور لأننا بشر وكان هناك نوع من الفساد في كل العهود السابقة, لكنه استشري في الفترة الأخيرة بصورة شديدة, وأنني غير مصدقة للأرقام والمليارات التي يعلن عنها, ومهما تكن فهذه أرقام مفزعة جعلت الكثيرين في حالة ذهول, وأنا منهم.
نبض الشعب
كيف كان يعرف الرئيس السادات مشكلات المواطنين؟ وهل كان يتابع ما يعرض في وسائل الإعلام المختلفة عنها, أم يكتفي بأن يقدم له العاملون لديه ملخصا لأهمها؟
الرئيس السادات له تاريخ كبير من المعاناه فقد ذاق مرارة السجن وعمل سائق لوري وكان ينام تحت السيارة اللوري, لأنه كان من طبقة بسيطة جدا وعرف قسوة الفقر والجوع لذلك كان يشعر بالمواطن الفقير, فلم ينفصل عن الشعب بل كانت يده في الشارع يشعر بنبض الشعب وكانت لديه قنوات كثيرة من الوزراء والمساعدين والأصدقاء المحيطين به يعرف من خلالهم مطالب وشكاوي المواطنين, وكان يتابع بنفسه الجرائد فيقرأ صباح كل يوم بنفسه بمجرد أن يستيقظ من النوم, ومن المعروف أن الرئيس الراحل كان قارئا جيدا لأنه اعتاد علي المدوامة علي القراءة من أيام السجن وكان يقرأ في كل المجالات التاريخ والسياسة والاقتصاد... كما كنت أنا والرئيس اجتماعيين من قبل أن يكون السادات نائب رئيس جمهورية أو رئيسا لها.
وهل كان يمكن إخفاء أي شئ عنه؟
لم يكن يخفي عليه أحد أي شيء لأنه كان يتقبل النقد ولا يضايقه أبدا أن يقول له أحد نصيحة تفيد البلد أو الشعب
أعتقد أن شهر يناير في مصر يمكن أن نطلق عليه شهر الانتفاضات والثورات, ففيه حدث حريق القاهرة عام1952 وفيه حدثت ثورة25 يناير2011 وفيه أيضا كانت أحداث إنتفاضة18 و19 يناير التي بادر الرئيس السادات بالمثول للشعب عندما ألغي القرارات الاقتصادية بشأن الغلاء كيف تم ذلك؟
كان السادات في أسوان عندما إندلعت هذه الانتفاضة وعاد فورا للقاهرة وخاطب الشعب وقام بخفض الأسعار لأن الانتفاضة كانت بسبب الغلاء, وأصلح الخطأ فهدأ المواطنون.
المثول لارادة الشعب
البعض يقولون إن التباطؤ في اتخاذ قرار سريع أحد الأسباب الرئيسية لإشعال المظاهرة التي قامت في25 يناير وتحولها الي ثورة, فهل هذا صحيح ؟
نعم لو كان هناك رد فعل سريع علي ثورة الشعب أظن إن الأمور كانت ستختلف كثيرا لكن كان هناك تباطؤ للمثول لإرادة الشعب.
كان هناك العديد من المؤشرات من أحتجاجات واعتصامات أمام مجلس الشعب نفسه تنذر بثورة حتمية... لماذا أستهان الرئيس والحكومة وتم التعامل معها علي أنها تسلية أو ساعة وتنفض؟
الخطأ جاء من الذين يحيطون بالرئيس لأنهم يخفون عنه الحقائق فلا يكون علي دراية كافية بكل ما يجري من حوله, فهم يحيطونه بنوع من الكوردون أو السياج الحديدي الذي يمنعه من معرفة حقائق ما يدور في الشارع المصري وما يئن منه المواطنون.
تعلم الدرس
وبماذا تنصحين الرئيس المقبل ليتجنب بطانة السوء التي تضر به وتمثل حاجز بشريا يفصل بين رئيس الجمهورية وشعبه؟
أعتقد أن جميع المسئولين بعد ثورة25 يناير وما حدث من تداعيات بعدها لقن درسا للجميع, سواء كان رئيس جمهورية أو وزيرا أو رئيس شركة, فقد علم الجميع أن الناس يرون كل شيء ويعلمونه جيدا وأن الدنيا تغيرت ولم يعد هناك سر في العالم يمكن اخفاءه لأن المسئول سيحاسب والمواطنين لن يسكتوا عن أي فساد مرة أخري.
هل سوف تدلين بصوتك في الاستفتاء علي التعديلات الدستورية؟
نعم سوف أدلي بصوتي, ونحن في انتظار دستور كامل يتماشي مع العصر الحالي, ينظم بشكل منصف العلاقة بين المواطن والدولة ويكفل له الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
الرئيس المنتظر
الساحة تطرح أسماء عديدة مرشحة لرئاسة الجمهورية.. هل منهم من يمكن أن تختاره السيدة جيهان السادات؟ ومن هو؟
نعم هناك من يصلح للرئاسة, لكني لن أصرح باختياري.
مواصفات الرئيس المقبل الذي تحتاجه مصر في ظل الظروف الحالية, كيف ترينها, هل يكون سياسيا أم عالما أم اقتصاديا؟
المهم في الرئيس المقبل برنامجه الذي يفصح عنه.. ماذا سيقدم للشعب وللوطن, ولابد أن يكون لديه الاستعداد لخدمة بلده ويتحلي بالإخلاص والأمانة وأن يحمل علي عاتقه أمانة بلد صاحبة تاريخ وحضارة7 آلاف سنة.
ما هي أولي القضايا التي يجب أن يهتم بها الرئيس المقبل بمجرد توليه الحكم؟
العمل علي رفع مستوي الاقتصادي لهذا الشعب فهناك فئة مظلومة كبيرة جدا وعشوائيات كثيرة تحتاج للأخذ بأيديها, وأن يضع حلولا للفقراء مثلما فعل السادات عندما وضع معاش السادات, الرئيس القادم يواجه أعباء كثيرة سياسية واقتصادية واجتماعية وهو حمل ليس سهلا ولكن واجبه أن يتخطي هذه المرحلة وعلي من يحيطون به مساعدته بأمانة وحب للوطن والشعب..
وما دور حرم رئيس الجمهورية المقبل من وجهة نظرك؟
لابد أن تساند زوجها لكن دون أن تتدخل في الشئون السياسية وإذا أرادت أن تعمل فلتعمل في الجانب الاجتماعي الذي يخص المرأة والطفل فقط.
مشروع الوفاء والأمل كان من أكبر المشاريع لتأهيل وتكريم أبطال حرب السادس من أكتوبر, هل تفكرين في العودة للعمل علي إنقاذه بعد أن أصابه الإهمال الآن؟
سبق أن صرحت أن الوفاء والأمل والsos ليست ملكا لجيهان السادات لكنها ملك للشعب والبلد, وكنت أتمني ان تظل مزدهرة كما كانت في أيامي, لكن عملي في هذا العام قد انتهي ويجب علينا جميعا أن نترك الراية للشباب في كل المجالات.
أخلاق القرية
أخلاق القرية كلمة كان السادات يرددها في كل مناسبة بالإضافة إلي زيارته المتكررة إلي ميت أبو الكوم كانت تولد لدي المواطن المصري إحساسا بأنه في عائلة كبيرة الأمر الذي افتقدناه علي مدي30 عاما.. وربما عاد للشعب المصري جزءا من هذا الإحساس مع بزوغ ثورة25 يناير عندما إلتف الشعب حول مطالب ومبادئ واحدة, فما هي نصائحك لإستعادتها؟
الفلاحون متماسكون ومترابطون لذلك كان السادات ينشد أن تسود أخلاق القرية بين المصريين جميعا وأري أن الاعلام له دور كبير في هذه المرحلة وهو أن يكون علي عاتقه واجب قومي ليبث في الشعب السلوكيات المصرية الأصيلة والتي ظهرت في ميدان التحرير, وعلي الأسرة والمدارس والجامعات أن تشارك في هذا.
كاريزما
حدثينا عن اختيارك للسادات زوجا.
عندما تقدم لي السادات وأحببته وقبلته زوجا لي كان لا يملك وظيفة ومالا, ووالده لم يكن غنيا وليس لديه أرض يورثها له فكان زواجنا بدون مهر, لكنني أحببته لشخصيته ووطنيته ولديه كاريزما وعلي خلق وصاحب مبادئ له احترامه وشهامته تظهر في المواقف الصعبة, فمثلا حينما كان الناس لا يوافقون علي وجود شاه إيران في مصر قام السادات من باب الشهامة باستضافته رغم علمه بأن هذا الأمر سوف يسبب له بعض المشاكل.
كرسي السادات
ما هي طبيعة عملك في أمريكا؟
أقوم بالتدريس وإلقاء المحاضرات في جامعة ميريلاند عن السلام الذي بدأه السادات, و وضع المرأة في الشرق الأوسط, وأشرح القضية الفلسطينية, وقمت بانشاء مسابقة بالجامعة تسمي كرسي السادات الذي يقدم جوائز لمن يقدم أفضل الأبحاث عن السلام في منطقة الشرق الأوسط وهذا ليس لطلاب الجامعة فقط بل أيضا لطلاب المرحلة الثانوية, وهي حركة علمية عالمية من أجل تدعيم السلام في العالم وقامت شخصيات كبيرة بزيارتنا قام بالقاء محاضرات بها نخبة متميزة من الداعين الي السلام في العالم للتحدث عن السلام مثل نيلسون مانديلا وكسينجر ود.البرادعي وكارتر وكوفي عنان, وغيرهم.
كيف ترين مستقبل مصر؟
أنا متفائلة جدا وأشعر أن غدا سيكون أفضل من اليوم, لا يغيب عني مرحلة القلق والفترة الانتقالية التي نمر بها, لذا أرجو من المواطنين سواء عمالا أو موظفين أو غيرهم ألا ينسوا أنهم ظلوا ثلاثين عاما في صمت, نعم من حقهم الآن أن يطالبوا بحقوقهم لكن عليهم أن يتركوا الفرصة لوزارة د.عصام شرف أن تعمل, فرئيس الوزراء رجل فاضل وشريف وفي حاجة لفرصة لكي تسير الأمور, ويعمل في جو يخلو من الاعتصامات والاحتجاجات
خروج عبود الزمر. من السجن, ماذا أثار لديك؟
اتعجب من وسائل الإعلام التي تتسابق علي الدعاية له فهو شخص اشترك في جريمة قتل, وقد صرحت من قبل بأنه كان يستحق الخروج منذ عشر سنوات ولو كان خرج وقتها ما كان يلقي هذا الإقبال الاعلامي الكبير, ولقد سامحته وربنا عنده العقاب, ويكفي عائلة السادات أن الرئيس مات شهيدا وأن الشهداء لايموتون وهم عند ربهم يرزقون..
وأخيرا أتذكر مقولة السادات:
في النهاية لا يصح إلا الصحيح.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.