تكثف لجنة التنسيق الانتخابي جهودها لمحاولة بث الروح في جثة التحالف الديمقراطي للاحزاب بعد الخلاف الشديد الذي نشب بين قطبي التحالف علي عدد المرشحين وترتيبهم في القائمة المحتملة. وقد قررت أحزاب التحالف تأجيل اجتماعها الذي كان مقررًا عقده امس الي السبت المقبل بمقر حزب الحرية والعدالة. وذلك بناءً علي طلب رئيس لجنة التنسيق الانتخابي د. وحيد عبدالمجيد لعدم انتهاء اللجنة من عملها حتي الآن، ووجود العديد من التفاصيل محل نقاش. وعلمت "الاخبار" ان التضارب الشديد في وجهات النظر بسبب زيادة عدد المرشحين السبب الرئيسي في تأجيل الاجتماع لمزيد من الوقت من اجل التنسيق للنسب المقررة لكل حزب.. ويخضع د السيد البدوي رئيس حزب الوفد لضغط شديد من جانب المشتاقين للتسلق علي المقاعد وكذلك معارضيه داخل حزب الوفد لانهاء التحالف او ضمان اكبر نسبة من المرشحين لمرشحي الوفد وهو ما يجد معارضة شديدة من الحرية والعدالة لانهم لن يتنازلوا عن النسبة التي اعلنها د. محمد بديع المرشد العام للجماعة من ان مرشحي الاخوان سيكونوا 45٪ من نسبة الترشيح. وهذا يستحيل معه التنسيق حيث ان غالبية الاحزاب تتكالب علي الترشيح باكبر عدد من المرشحين. واكدت مصادر ل"الاخبار"انه لن يكون هناك حل سوي الاحتكام الي نظام القائمتين لاستيعاب كل هذا العدد وان الخلاف الان علي تصدر القوائم حيث ان الوفد والاخوان يريدان تصدر مرشحيهما للقوائم وبقية الاحزاب خاصة الناصري والغد والعمل يريدون اقتناص اكبر عدد من المرشحين. من جانبه اكد حزب الحرية والعدالة انه يسعي لبناء تحالف سياسي واسع، يمثل أغلبية برلمانية، لأنه يري أن المرحلة الراهنة هي مرحلة الإصلاحات الأساسية، والتي تحتاج لعمل مشترك لكل القوي السياسية. لهذا أصر الحزب ومازال علي الحفاظ علي التحالف الديمقراطي، بوصفه تحالفا سياسيا، يبني علي رؤية مشتركة بين العديد من القوي عن المرحلة الانتقالية وبرنامجها، وعلي تصور عن كيفية بناء النظام السياسي والدستور الجديد. ويؤكد الحزب أنه منفتح أمام كل الخيارات الانتخابية، وأنه يقبل بمحاولات خوض الانتخابات بقائمة واحدة للتحالف الديمقراطي، أو أكثر من قائمة. فتعدد القوائم يثري العملية الانتخابية، ويساعد في تحريك الشارع السياسي. ويري الحزب أنه من الضروري أن تحدد مختلف الأحزاب موقفها من التحالفات الانتخابية، حتي لا نستنزف الوطن بأخبار التحالفات والانشقاقات، ويبدأ الجميع بالعمل الجاد في الشارع، لتحريك الشعب بإيجابية في الانتخابات التشريعية القادمة. وأكد الدكتور محمد سعد الكتاتني، أمين عام حزب الحرية والعدالة إن قائمة الحزب في انتخابات مجلس الشعب المقبلة لم تحسم بعد، وأنه ليس هناك قائمة نهائية فجميع المرشحين- حتي الآن- محتملين. مرجعًا السبب في ذلك إلي سببين هما: عدم استقرار النظام الانتخابي، وعدم الانتهاء من التنسيق الانتخابي مع أحزاب التحالف الديمقراطي من أجل مصر، مشيراً إلي أن تعديل المادة الخامسة من قانون الانتخابات تسبب في تأجيل الحزب للإعلان عن مرشحيه، موضحًا أن الحزب عدل قائمة مرشحيه أكثر من مرة بناءً علي المناقشات والتنسيق مع أحزاب التحالف الديمقراطي من أجل مصر، لافتًا إلي أن "الحرية والعدالة" لديه المرونة الكافية حتي تستوعب القوائم الانتخابية جميع مرشحي أحزاب التحالف، بما يضمن تمثيلاً متوازنًا للجميع داخل مجلسي الشعب والشوري، فليس هناك مانع أن يتنازل بعض مرشحي الحزب لنظرائهم في الأحزاب الأخري. واضاف الكتاتني، الأمين أن لجنة التنسيق الانتخابي بالتحالف الديمقراطي بدأت إجراء لقاءات مع مسئولي أحزاب التحالف للاتفاق علي النسب النهائية لكل حزب في قائمة التحالف، وفقا للأوزان النسبية للأحزاب، مشيرا إلي أنه تم تأجيل اجتماع التحالف الأخير لحين الانتهاء من هذا الأمر وعرضه علي الاجتماع العام للتحالف. وأوضح الكتاتني أن حزب الحرية والعدالة لم يتفق حتي الآن علي النسبة النهائية له في القائمة وأن الحزب لم يمانع في تشكيل قائمتين للتحالف وفقا لاقترا ح الدكتور وحيد عبدالمجيد، رئيس لجنة التنسيق الانتخابي، وأضاف: "نحن حريصون علي استمرار التحالف ولدينا مرونة كافية للتعامل مع كل الاقتراحات ولم يكن لدينا مانع من تشكيل قائمتين متكاملتين لاستيعاب مرشحي جميع الأحزاب لكن ممثلي الأحزاب الأخري رفضوا الاقتراح". ومن جانبه أكد محمد رفعت امين التنظيم والعضوية بحزب الخضر المصري وعضو لجنة التنسيق الانتخابي المنبثقة عن التحالف الديموقراطي ان اللجنة مستمرة في بحث الشكل الأمثل والنهائي لقوائم مرشحي التحالف مستبعدا احتمال إقرار قائمتين منفصلتين للتحالف وقال انه من الصعب اعتماد قائمتين علي برنامج واحد وأن الأمور تتجه لإقرار قائمة موحدة للتحالف تجمع مرشحي جميع الأحزاب المشاركة في التحالف موضحا أن اللجنة في اتصال مستمر من أجل التشاور مع الأحزاب والاجتماع قبيل مؤتمر التحالف يوم السبت المقبل لإعلان آخر ما تم التوصل إليه في هذا الصدد. وكان التحالف قد عقد اجتماعا يوم الأحد الماضي بعد ما تردد عن فض التحالف وأكد خلاله كل من د. السيد البدوي شحاتة رئيس حزب الوفد ود. محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين استمرار التحالف قبل واثناء وبعد الانتخابات بهدف صياغة المرحلة السياسية المقبلة وشهد الاجتماع تأكيد مرسي علي ان احزاب التحالف قد اتفقت فيما بينها علي الاستمرار معا كتحالف سياسي وانتخابي بقائمة وطنية موحدة او تنسيق انتخابي من أجل مشروع سياسي وطني يفرز برلمانا قادرا علي استكمال مسيرة الثورة وتحقيق أهدافها وفي المقابل أكد البدوي أن التحالف لم يحسم بعد شكل التنسيق الانتخابي بين اعضائه وهل سيتم خوض الانتخابات بقائمة موحدة أو بقائمتين منفصلتين وكان من المفترض طبقا لما قاله البدوي أن يحسم اجتماع الأمس والذي تم تأجيله ليوم السبت القادم هذا الملف بشكل نهائي عن طريق حسم شكل التحالف من ناحية كونه تحالفا انتخابيا يخوض الانتخابات بقائمة موحدة لمرشحيه أو أن يكون تحالفا يقتصر علي التنسيق الانتخابي بين الأحزاب المشاركة فيه.