[email protected] لأول مرة يأتي وزير للتعليم يغلق بابا للتعليم أمام المصريين! عودنا كل من تولوا تعليمنا من معلمنا الاعظم رفاعة الطهطاوي، الذي فتح التعليم للبنات والبنين الي علي مبارك باني أعظم مدارس مصر الي طه حسين صاحب النداء الخالد التعليم كالماء والهواء. حق لكل انسان.. الي طابور طويل من وزارة التعليم، الذين اجتهدوا، كل بطريقته.. اخطأ او اصاب.. لكنهم جميعا سعوا لاتاحة التعليم، من بدايته حتي اخره.. الذي لا نهاية له، أمام اكبر عدد ممكن من المواطنين. الا هذا الوزير.. الذي جاءنا في زمن يدعو فيه كل العلماء وخبراء التنمية البشرية لاعتبار التعليم هو الرافعة الرئيسية لتقدم المجتمع- ينادي بمنتهي البساطة باغلاق باب امام المصريين. ففي برنامج علي الانترنت اعلن وزير التعليم العالي الدكتور هاني هلال انه سيلغي نظام الانتساب العام القادم.. هكذا. بعد ايام سئل الدكتور شريف عمر رئيس لجنة التعليم في مجلس الشعب فقال لا علم لي.. وهذا ليس قرار وزير وانما لابد من عرضه اولا علي المجلس الاعلي للجامعات.. ولم نسمع ان المجلس بحث الامر. لكن وزير التعليم العالي كرر نفس الكلام مرارا وهو امر يدعو الي السؤال عن الاسلوب الذي يدار به شئون التعليم في هذا الزمن!. من ناحية الموضوعية. الحجة التي تبرر الالغاء هي تكدس الطلاب في الكليات خاصة النظرية وهذا ان جاز بالنسبة لما يسمي الانتساب الموجه الذي يشترط حضور الطلاب اياما في الكليات فإنه ليس سببا لالغاء الانتساب الاصلي الذي لا يشترط حضورا.. لكنه يتيح فرصة لعشرات الالاف من المجتهدين التواقين للمزيد من العلم.. وتحول ظروفهم الاجتماعية الانتظام في الجامعة لانهم يعلمون ويساعدون انفسهم واسرهم بعملهم. انهم كادحون جادون راغبون في الارتقاء بمستواهم ويؤدون الامتحان مع زملائهم المنتظمين ويخضعون لنفس التقييم ولا يسببون ضررا لاحد. وليس صحيحا علي الاطلاق ان مستواهم العلمي يكون اقل ولا يبرر حرمانهم من هذه الفرصة. اننا لسنا في حاجة لهذه الاعداد الهائلة من خريجي الدراسات النظرية هذه المشكلة يحلها تصحيح احوال التعليم..، وتشجيع طلاب الثانوية علي الاتجاه للعلمي اكثر من الادبي. انا شخصيا لولا نظام الانتساب ما حصلت علي فرصة الحصول علي ليسانس الاداب في التاريخ. وقد حصلت عليه وأنا اعمل فعلا في الصحافة.. وبفضل عملي كمحقق صحفي ودارس لعلم التاريخ استطعت ان احقق اخطر حادث في تاريخ مصر المعاصر وهو »حريق القاهرة« وكان موضع تقدير واسع من اساتذة التاريخ. وغيري كثيرون: فالانتساب حق اهداره يعادل الغاء مجانية التعليم ولا يلغيه الا من يكرهون ان يحصل المواطنون المجتهدون العاملون التواقون للمزيد من التعليم.. في حقهم المشروع في المزيد من التعليم.