حقيقة.. ابناؤك لن يتذكروا الطعام غالي الثمن الذي ملأت به البيت.. ولن يتذكروا صراعاتك المادية من اجل ان يبقوا في مستواهم الذي تربوا عليه.. لن يتذكروا الاقساط وفواتير الشهر التي شنقت بها نفسك من اجلهم.. لن يشعروا بجهدك ولم يعرفوا السهر والتفكير المستمر كي تسدد مصاريفهم.. لن يشعروا بالقلق الذي يحاصرك من اجل راحتهم.. ولكن ستبقي في ذكراهم الحضن الذي احتضنته لابنك حين عاد باكياً من صعوبة الامتحان.. كلمة مبروووك حينما تنجح ابنتك.. الضحك الذي ملأت به المنزل يوم لمة العيلة وانتم تشاهدون مسرحية العيال كبرت.. ستخلد في ذاكرتهم فقط اللحظة التي تحدثت عن فلذة كبدك فخوراً امام الجميع.. سيتذكر جيداً حين تعاطفت معه اثناء وجعه.. الوقت الذي كسرت لهم فيه قواعد الروتين المملة واخذتهم في رحلة شتوية او فسحة علي »اد الايد».. سيتذكرون النكت والحكايات والضحك حتي مطلع الفجر.. أشعر بك الآن وكأنك تقول: »إيه ده.. أكل العيش اهم».. نعم كلنا نجري علي لقمة عيشنا وننسي اولادنا ونبرر لانفسنا اننا نحميهم ونحافظ علي مستواهم الاجتماعي ولكننا نتركهم بلا ذكريات.. لاتؤخروا الفرحة ولا تنسوا المواقف الجميلة في حياتكم.. فدائما هناك تفاصيل مخبأة لا تضيع في زحام الذاكرة.. والاهم البعد عن الذكريات المؤلمة فهي مثل التجاعيد التي تتكون بمرور السنين، ولكنها تسكن الأرواح لا الوجوه.. اما الذكريات الجميلة فهي مفتاح المستقبل وليس الماضي فحافظوا عليها واصنعوها دائما فربما يأتي يوم وتحتاجون إلي ذكري جميلة تخرجكم مما انتم عليه.. فمن كان منكم بلا ذكريات فهو كالشجرة الميتة بلا جذور!