كتبت من قبل عن مشكلة الاكاديمية البحرية، وكيف حولها رئيسها السرمدي إلي عزبة خاصة يعين فيها ابناء الكبار في البلد بمرتبات ضخمة بالعملة الصعبة، وتصور انه محمي لسنوات ب جهاز أمن الدولة، ولجنة السياسات وشلة الفاسدين من الفريق المباركي الأعظم. بل انه عين أبني المحامي العام للاسكندرية حتي يحفظ ملفه،ثم تفضل السيد النائب العام وحول الملف المتخم بالفساد لنيابة الأموال العامة وجري في النهر مياة كثيرة، وكانت هناك أصداء كبيرة لما كتبنا، حتي ان الرئيس السرمدي نفسه حاول محاصرة صاحب هذه السطور بشتي الطرق وباءت محاولاته بالفشل كالعادة وأنا لا أدعي بطولة، ولكنا منية قلمي هوأن تتطهر كل مؤسسات مصر بعد الثورة من ديناصورات الفساد التي رباها نظام مبارك ومنها هذا الديناصور الذي تصور أنه امتلك الاكاديمية ومن فيها وعليها بالإرث علي طريقة شلة جمال الذي كان يفخر انه المقرب إليه.. الآن يا سادة ما يحدث في الاكاديمية البحرية يحتاج وقفة لانه يهدد سمعة مصر ومكانتها وسط ممثلي ال 18 دولة الذين يشكلون مجلس أمانة الاكاديمية البحرية والذين طلبوا من الخارجية المصرية ووزارة النقل البحري..حسب اللوائح تحديد ممثل لمصر يتولي المنصب بعد رئيسها السرمدي والذي هدد يا إما أن يستمر للأبد يا إما تضيع رئاسة الاكاديمية من مصر . وما حدث يندي له الجبين،لانه بعد أن تطلع الطلاب والأساتذة لتغيير الرئيس السرمدي فوجئوا بترشيح اللواء اركان حرب أسامه الجندي كمرشح مصر لرئاسة الاكاديمية، وهوغير حاصل علي الدكتوراه،بما يخالف اللوائح حتي أن ممثلي مصر الجزائر في اجتماع الاسبوع الماضي طلبا شهادة من المجلس الأعلي للجامعات بأنه حاصل علي الدكتوراه، وطبعاً لن تأتي هذه الشهادة لأنه ليس أكاديمي، بل لواء في القوات البحرية، ورفض ممثلوالجمعية العامة التابعة للمجلس الاقتصادي بالجامعة العربية التي تشرف علي الاكاديمية الترشيح المصري، وذهب وفد من الاكاديمية لمقابلة وزير النقل ثم أمين الجامعة العربية الدكتور نبيل العربي وفوجئ وفد الأساتذة برد غريب جداً يقول أن المجلس العسكري يريد رجل عسكري لرئاسة الاكاديمية وهو أي المجلس مصمم علي ترشيح اللواء الجندي، بالذمة ده كلام ؟ هل عقمت مصر، ولماذا هذا الإصرار الغريب علي عسكرة منصب جامعي اكاديمي رفيع ولماذا لا يتم اختيار استاذ من داخل الاكاديمية تنطبق عليه الشروط ؟ سؤال مثير للريبة والقلق يحتاج الرد من المشير والمجلس وكل من له صلة بصناعة قرار الترشيح ولان الاكاديمية الآن علي صفيح ساخن يهدد بانفجار الموقف لانها سمعة مصر ودورها وسط الأمة العربية، والأهم هذا الاختيار مؤشر لما تنتظره مصر من مجلسها العسكري في المستقبل القريب ؟!