يبدو ان قدر جماعة »الاخوان المسلمون« مربوط بالنطيحة والمتردية وما أكل السبع سواء في عناصر غير سوية أخذت طريقها إلي مواقع صنع القرار سواء في الجماعة نفسها أو في البلد وكان ذلك هو حال مصر خلال عقود طويلة! واصارحكم ان موضوع الاخوان لم يكن في خطتي للكتابة هذا الاسبوع وكانت الاولوية لدي تناول ظاهرة العبط والاستعباط التي سادت الاراضي والاجواء المصرية سواء بين النخبة او الدهماء من المصريين ولكنني غيرت اتجاهي بعد ان استفزتني حملات النطاعة في التجني بسبب او بدون سبب علي هذه الجماعة والمؤسف انك تجد أن اسماء الاشخاص الذين يهاجمونها واحدة تتنقل بين الفضائيات وصحف الهباب وكأن هناك ثأرا بايتا تحاول تصفيته ومن الغرابة بمكان ان تجد هؤلاء يكررون نفس الاتهامات التي كان يرددها كلاب مبارك وبكل اسف يتكرر نفس النباح وان تحول مؤخرا الي عواء ذئاب يهزون ذيلهم بالديمقراطية والمصلحة الوطنية بشرط ألا يكون للإخوان نصيب فيها باعتبارهم مسلمين وحشين سيطبقون الشريعة وسيعملون علي انشاء الدولة الدينية وسيحولون البلد الي طالبان اخري ويصل الاستعباط لدي البعض وفي قناة فضائية بكل برامجها الي التخوف من نموذج ايران جديدة ويتفلسف آخرون ويطالبون بتأجيل الانتخابات باعتبار أن الاخوان هم الوحيدون المنظمون الذين لديهم قاعدة شعبية تجعلهم مستعدين لاي انتخابات.. شوفوا خيبة أهل اليسار ناصريين وتجمع وخيال مآتة ووكسة اهل رالي التيار الليبرالي! واتذكر هنا حملة ايام مبارك نظمتها جريدة الاهرام المسائي علي مدي شهر كامل تحت عنوان ملفات الإخوان السرية ..الإخوان المسلمون والإرهاب وبكل اسف كانت حملة موجهة تحمل معلومات مغلوطة ومنها جريمة اغتيال المهندس السيد فايز الشهيرة وجاء في الحملة " وعندما علم البنا بمقتل سيد فايز أنكر في تصريحات حادة للصحافة أن يكون مرتكب الحادث من الإخوان المسلمين واتهم أعداء الجماعة كالعادة بتدبير هذا الحادث وفات من كتب ان السيد فايز تم اغتياله عام 1953م في حين كان استشهاد البنا عام 1949 والمعلومة كلها غير صحيحة! ولما كان الشيء بالشيء يذكر فقد قرأت ماكتبه قبل ايام صديق العمر د. محمود خليل وتناول فيه السندي وقال فيما قال عن الدروس التي يجب ان يتعلمها الاخوان ان الرئيس الراحل عبدالناصر اتجه إلي تغذية الصراع بين الهضيبي وعبدالرحمن السندي المسئول عن الجهاز الخاص وحاول بناء انطباع محلي ودولي بأن الهضيبي عاجز عن السيطرة علي هذا الجهاز وهو كلام غير صحيح فهل كان الامام البنا عاجزا أيضا عن قيادة السندي في عملية اغتيال الخازندار وهي الجريمة التي بكي عليها البنا لأنها قتل لنفوس بريئة من غير نفس كما قال الامام نفسه؟ ما اريد ان اقوله ان جماعة الإخوان أصبحت شاء من شاء وابي من ابي جزءا من منظومة الامن القومي المصري يمكن ان تمثل اضافة لاحدود لها للنهضة المصرية كما يمكن ان تكون العكس وهو امر يتوقف بالدرجة الاولي علي الدولة ومدي قدرتها علي احتوائها والاستفادة من امكانات افرادها او استمرار التنكيل بها وكذلك قدرة هذه الجماعة نفسها ان تنصهر في الحالة المصرية وان تطهر نفسها من الانتهازيين ومحدودي العقول والاستفادة من دروس الماضي الاليم والسعيد! ويبقي السؤال.. كيف خسر الاخوان وكيف خسرنا الاخوان خلال العقود الماضية.. كيف تاهت حقائق التواريخ الرئيسية في عمل الاخوان وكيف ظلموا انفسهم من داخلهم.. وهذا حديث آخر! آخر سطر: أصبحنا في مصر نري الاشجار ولا نري الغابة والوحوش التي تتربص بنا فيها!