جدد الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين تأكيداته علي موقف الجماعة بعدم ترشيح أي من أعضائها في الانتخابات الرئاسية، والتزامها حاليا وحتي فتح باب الترشح للرئاسة بالوقوف علي مسافات متساوية من كل المرشحين المحتملين للمنصب القيادي الأهم في البلاد، مشددا علي أن موقف الجماعة بعدم الدفع بمرشح لها في السباق الرئاسي لن يتبدل ذلك لأن الرؤية التي ينطلق منها هي رؤية وطنية صرفة تنطلق من الحرص علي طمأنة العالم وحتي لانحاصر كما حوصر أهالي غزة عقابا علي اختيارهم الحر . وقال فضيلة مرشد الجماعة خلال لقاء موسع عقده أمس وشباب الإخوان بالإسماعيلية أن موقف الجماعة من المجلس الأعلي للقوات المسلحة ثابت ولم يتبدل، مشيرا إلي أن صيغة العلاقة ما بين الجماعة والمجلس لا يحكمها سوي إدارته لشئون البلاد فإن أحسن قلنا له أحسنت وإن أساء قلنا له أسأت والصواب هو كذا وإن تباطأ دفعناه إلي الخير.. وعلي ذلك تسير العلاقة ما بين الجانبين، أما ما يثار عن صفقات ما بين المجلس والجماعة، فهذا كلام لا يقول به إلا الواهمون ولايقوم علي أرضية من الواقع فالجماعة هي أكثر من عاني من الأحكام العسكرية.وأضاف أن الثورة حولت المصريين من مما يشبه عمال التراحيل إلي إتحاد ملاك مصر، وأن هذه الحرية التي نحياها أعادت الحياة الي كل مؤسسات المجتمع المصري وبينها الأزهر الشريف الذي نمت جماعة الإخوان المسلمين كبذرة من رحابه وقد رأيناه يعود الي دوره الحقيقي والكل الآن يذهب إليه، وقال أنه تحدث وفضيلة الإمام الأكبر عن أهمية الدور المنوط بالأزهر، وما تحقق حتي الآن كان وراءه ثورة مصر وشهداؤها الأبطال الذين قضوا نحبهم في سبيل الوطن، والذين لن نكف عن المطالبة بالقصاص العادل لهم، وهو المطلب الذي لم يسمع أحد غيره من أهالي الشهداء. وأكد أن ما تسعي إليه الجماعة هو بناء اقتصاد قوي حر يضمن للأمة التحرر من الأسر والتبعية للغرب، مشيرا إلي أن الرئيس السوداني عمر البشير أكد أنه عرض علي الرئيس المخلوع زراعة القمح بأراضي السودان إلا أن الأخير رفض حتي لا تغضب أمريكا، والواجب علينا اليوم هو العمل من أجل الوحدة والتوحد حتي تنتصر الأمة، فالاستعمار يعمل علي إشاعة الفرقة في أمتنا وبين علمائها، لأنه يدرك تماما أنه لا سبيل إلي قوة هذه الأمة إلا توحدها، وبالطبع فلا أحد يرغب في أن نبني قوتنا. وأشار الدكتور بديع إلي أن دور الإخوان التي تقام وتفتتح حاليا في كل أنحاء البلاد ومن بينها الدار التي أفتتحها أمس هي دور لكل المصريين وهي مفتوحة أمام الجميع أيا كان انتماءاتهم للمشاركة فيما تقدمه من فعاليات حتي يتحقق النفع منها وتعم الفائدة، لافتا إلي أن منهج الإخوان وهومنهج الإسلام يرسخ الحريات ويقوم علي إطلاق حرية التفكير والإبداع، وعلي شباب الإخوان نقل هذا المفهوم إلي أقرانهم، مشيرا إلي أنه كون شباب الجماعة محصنوين ضد الشهوات بما بين يديهم من علم لا يحجب اتصالهم بغيرهم من الشباب حتي غير الملتزمين منهم .وأوضح أن علي شباب الجماعة احتضان كل الشباب المصري، ضاربا مثلا بالمسحراتي فهو عندما ينادي لإيقاظ الناس فهو ينادي علي النائمين. وحول العلاقة ما بين مكتب الشوري ومكتب الارشاد أكد بديع أن تعديل لائحة الجماعة قيد الدراسة حاليا مشيرا إلي أن الجماعة التي تقوم علي منهج الشوري بالأساس لا يمكن أن يسودها تشبث بآراء وتوجهات معينة وإنما يحكم تكوينها تبادل الرأي والأفكار، غير أنه قبل الحديث عن تعديل اللوائح لابد من تعديل النوايا ولهذا علينا أن نجيب عن أسئلة واضحة فهل وراء المطالبة بتعديل اللوائح إصلاح خلل ما أم وراءه رغبة في الوصول إلي مكتب الإرشاد، ولو أن في الأمر بحثا عن الإصلاح، فإن الطريق مفتوح أمام الجميع لطرح أفكارهم ورؤاهم علي مكتب الإرشاد، والجماعة كانت وستبقي تتبع الأصلح طالما كان وراءه فكر متجرد. وأشار إلي أن موقف المرشد السابق للجماعة مهدي عاكف الذي ترك مكتب الارشاد ولم يطلب لنفسه مكانة أو مركز ما ولم يبخل علي الجماعة بأي نصح أو ارشاد وكثيرا ما يقوم بالزيارة الي المركز العام للتوجيه أو لتقديم النصح وان لم يأت يتصل بالمرشد في الهاتف يشهد بهذه الحقيقة، والأكثر أن عاكف عندما أراد النزول إلي التحرير إبان الثورة هاتفه للتشاور فطلب هو منه عدم النزول حتي لا يساء تفسير الأمر، فعاد الأستاذ عاكف إلي منزله، وهذا هو منهج الجماعة، ما فيه الصلاح هو الأسبق دائما . وكان الدكتور بديع قد استهل برنامج عمله بالإسماعيلية أمس بزيارة مسجد الرحمة التاريخي وهو أول مسجد بنته الجماعة في المدينة في عهد مؤسسها الشيخ حسن البنا، وبعدها قام برفقة المهندس صبري خلف الله مسئول المكتب الإداري للإخوان بالإسماعيلية بزيارة بيت التائبات، قبل أن يلقي درس الثلاثاء بمسجد عمر بن الخطاب وسط حشد من المصلين، وبعدها عقد لقاءه وشباب الإخوان .