ردود الأفعال الغاضبة والمستنكرة التي انطلقت من جموع الشعب بكل فئاته، وجميع مستوياته الفكرية والسياسية ، تجاه حوادث العنف والانفلات، التي وقعت مساء الجمعة وفجر السبت الماضيين، جاءت تعبيرا مباشرا وصحيحا علي الرفض الشعبي الشامل للمحاولات المشبوهة، التي تستهدف اشاعة الفوضي وعدم الاستقرار، وترويع المواطنين، والانحراف بمسار الثورة نحو الهاوية، وجر مصر الي المجهول. والملاحظ ان هناك اتفاقا عاما بين جميع القوي والاحزاب والفاعليات والائتلافات النشطة علي الساحة علي التبرؤ مما حدث، وما جري، سواء في ذلك من قاموا بالدعوة للمليونية الأخيرة، وتنظيمها، أو من لم يشاركوا فيها، واعلنوا مقاطعتهم لها،...، وهذا شيء جيد ومحمود. والملاحظ أيضا، ان هناك تأكيدات متكررة من جانب القوي التي دعت ونظمت للمليونية الأخيرة، علي عدم وجود أي صلة لها، بما قامت به مجموعات التخريب والدمار، التي هاجمت وزارة الداخلية، وحاولت اقتحامها، ثم انتقلت إلي مبني السفارة الإسرائيلية واقتحمته، ثم توجهت إلي مبني مديرية أمن الجيزة للمهاجمة والاقتحام أيضا،...، وعاثت في الأرض فسادا، وعدوانا وترويعا. ونحن وغيرنا من المواطنين، لا نملك سوي أن نصدق ما يقوله هؤلاء، وما يؤكدون عليه، ولا يصح، ولا يجب أن نأخذ ما يقولون علي مأخذ غير الصدق،...، ولكن يبقي السؤال الجوهري قائما، في هذه الوقائع، وتلك الجرائم، وهو: من المسئول عما جري؟!، ومن المسئول عما حدث؟! والسؤال طبيعي، وبالغ الأهمية، خاصة ان كل الدلائل والمؤشرات، وتسلسل الأحداث، تؤكد علي ان الجريمة أو الجرائم التي تمت، لم تكن عفو الخاطر، ولكن علي العكس كان واضحا جدا لكل ذي عين تري وعقل يزن الأمور ويضعها في نصابها الصحيح، ان هناك من خطط ورتب ومول لتنفيذ الجريمة، في اطار مؤامرة مشبوهة لاثارة الفوضي ونشر الخراب والدمار. وإذا كان الأمر كذلك، وهو كذلك بالفعل، يصبح من الضروري والهام ان نقف جميعا صفا واحدا في مواجهة المؤامرة، وان نتصدي جميعا لهذا الخطر، دفاعا عن وطننا، وحفاظا علي أمنه وسلامته. ولكننا في ذات الوقت نطالب بسرعة كشف الحقائق والاعلان عن اعداء الوطن والمتآمرين عليه،...، فور انتهاء التحقيقات الجارية الآن. »ونواصل غدا إن شاء الله«