لا أعتقد بوجود عاقل واحد بيننا يمكن أن يقر أو يوافق علي حالة الانفلات الخارجة عن السيطرة، التي أصابت البعض من أبناء هذا الوطن، ودفعت بهم إلي السعي لمهاجمة ومحاولة اقتحام وزارة الداخلية، ومديرية أمن الجيزة وإثار الشغب وترويع المواطنين وإشاعة مناخ القلق والتوتر وعدم الاستقرار في مصر كلها. وأحسب أن الواجب الوطني والقومي، يتطلب منا جميعاً الوقوف بكل الصراحة والوضوح ضد كل ما من شأنه الإخلال بالنظام العام، وتهديد أمن الوطن والمواطن، والتصدي بكل العزم والحزم لجميع المحاولات الساعية لجر مصر إلي طريق الفوضي، والقفز بها إلي هاوية اللاقانون، وسيطرة العنف، والانفعال غير المحسوب، بل والضار والمدمر. وإذا كنا جميعاً قد انتابتنا ثورة الغضب العارمة علي المستويين الشعبي والرسمي نتيجة لجريمة الغدر الاسرائيلية، التي راح ضحيتها خمسة شهداء من خيرة شباب مصر، جادوا بأرواحهم الذكية وهم يؤدون واجبهم في حماية تراب وطنهم المقدس، ...، إلا أن ذلك لا يجب أن يكون مبرراً أمام البعض للانفلات العام، والخروج علي القانون، وإثارة الفوضي، وتدمير المنشآت العامة، في الوقت الذي يجب أن نتحلي فيه، بأكبر قدر من اليقظة، والوعي، حتي نستطيع مواجهة العربدة الاسرائيلية، ووضع حد لجميع الممارسات العدوانية التي ترتكبها، وإجبارها علي دفع ثمن هذه الجريمة البشعة. وفي ظل حالة الانفلات، والهرج، والمرج، التي نراها الآن تنتشر، وتخرج عن نطاق العقل والمنطق، وتضر بالمصلحة العليا للوطن، وتؤثر علي أمنه وأمانه، لابد من وقفة حازمة وجادة، ولابد من تفعيل القانون بكل حسم. وهناك عدة أسئلة لابد أن تكون مطروحة أمامنا وأمام الجميع، بحثاً عن إجابة صريحة وشافية لها، في ظل هذه الظروف، ويأتي في المقدمة منها علي الإطلاق، البحث عن صاحب أو أصحاب المصلحة، في هذا الذي جري مساء الجمعة وفجر السبت، وما تم خلاله من اعتداء، وحرق، وتدمير، وترويع. والبحث أيضاً عن صاحب أو أصحاب المصلحة، وراء محاولة الدفع لإحداث مواجهة بين الشباب، وقوات الشرطة، والمحاولات المشبوهة والمستمرة للتأكيد علي أن هناك حالة عداء مستحكم بين الشرطة والشعب، في الوقت الذي يدرك فيه كل عاقل وكل وطني في مصر أن هناك حاجة ماسة لدعم التواجد الأمني والحضور الشرطي في الشارع المصري، لوضع حد ونهاية لحالة الانفلات العام، وحالات البلطجة والفوضي. وقبل كل ذلك، ومن بعده، لابد من البحث عن صاحب أو أصحاب المصلحة في تلك الدعوات التحريضية المشبوهة، التي تم رصدها علي صفحات »الفيس بوك« طوال الأيام والأسابيع السابقة علي ليلة الجمعة وفجر السبت الماضيين، والتي كانت ولاتزال تحرض علي مهاجمة قواتنا المسلحة ووحداتها ومنشآتها. وكلي ثقة أن الإجابة ستكون واحدة علي كل هذه الأسئلة، وهي أن صاحب المصلحة والمستفيد الوحيد هم أعداء هذا الوطن وأعداء شعبه.