كتبنا وكتب غيرنا أن الفساد الذي وصل الي نخاع مصر وليس أهل طرة فقط بل نستطيع ان نجزم ان كل جيل من الفاسدين كان شديد الابداع في الفساد وكان الطمع اكثر وخصوصا انه دخل علي أروقة الفساد رعاع القوم والسوقة والذين كانوا يحلمون بسيارة فيات فأصبح الحلم بين يوم وليلة بمرسيدس وان الزوجة التي رافقته شظف العيش لم تعد تصلح لعلية القوم واحتاج لأخري ترتدي (السينية) والألماظ التركي لكي يساعدها علي (الفشر) وتقول (إسورة جدتي وخاتم ماما) . الفساد خارج طرة فساد تدعمه غريزة حب البقاء ولعل أهل المزرعة يتعجبون من الذين كانوا يتمرغون علي الأعتاب ويعلمون عنهم جيدا ما أصبح لديهم من القناطير المقنطرة من الذهب والفضة. الفساد يعيش بحلادة الروح والثورة لم يكن لديها أدوات لتحيط بهذا الكم الهائل من الفاسدين والقادرين علي التخطيط للاحتفاظ بذات المناخ الذي لا يحرمهم مما كانوا فيه.. هل تصدقون ان البلطجية الذين كانوا يخرجون في موكب الرئيس او في زيارات الوريث للقري او في الانتخابات بحيث يفترشون خريطة مصر من رشيد حتي ابو سمبل بزراعين حتي العريش (الانتخابات فقط) والسلوم.. هؤلاء البلطجية الذين كانوا يعملون لحساب أمن الدولة ولحساب الحزب الوطني هل تصدقون انهم سوف يجدون عملا يربحون فيه الآلاف كل شهر وهم منتظرون علي الموبايلات للأوامر حتي تصدقوا ان هؤلاء سوف يستسملون ببساطة؟ لا يمكن طبعا وكانت مكالمة الامبراطور العادلي من محبسه المفتوح علي العالم بالموبايل.. كانت مكالمة كاشفة حينما عاتب اللواء حسن عبدالحميد ذلك الرجل الشريف الذي اختار مصر ولم يختر الفساد.. كانت هذه المكالمة كاشفة بأن طرة متواصلة مع العالم عبر الموبايل وقد قال لي طفل عمره 21 عاما حينما اجريت تحقيقا من امبابة صباح يوم حرق الكنيسة قال لي ياماما نعم العادلي معاه موبايل في طرة بيأمر بيه!! طبعا الطفل لم يكن لديه معلومة وانما كان لديه تصور لما عليه قوة العادلي ورجاله، هذا التصور من الشارع المصري الذي استوعب جيدا قوة العادلي بعد فتح السجون واظهار مدي سطوته حينما قال الرئيس السابق مبارك فلينزل الجيش فقال العادلي: خللي الجيش يشيلها!! لم يكن العادلي يعمل وحده ولم تكن الميزانية التي تجاوزت 04 مليون جنيه شهريا لمكتبه تصل ليده وحده وانما كان هناك عدد كبير من المنتفعين باستراتيجية لا تقبل الجدل ومازالت تعمل حتي الآن. ان الأموال التي داخل مصر اكثر من الأموال المهربة وهي التي تستخدم الان بتخطيط يتنامي مع كل وقت ومازال البلطجية يتعايشون من خير البلد ولذلك يظهر تأثيرهم أعلي في كل فترة وتضرب الثورة بكل الطرق وفي حوار علي العربية ظهر أحد ثوار ائتلاف الثورة واسمه (حرب) وشرح جيدا كيف ان النظام مازال يعمل وبتخطيط دائم وقد كانت مكالمة العادلي التي عاتب فيها اللواء حسن عبدالحميد مكالمة كاشفة لم يستطيع فيها ان يكبح جماح غضبه ولم يكن حريصا علي عدم إظهار حريته في محبسه باستعمال الموبايل والذي قيل من قبل أنهم لا يستعملونه!! وربنا كشفهم. أعود لأول الثورة حينما كنا نتكلم بالتليفونات من من البيوت وكنت استقبل حوار السيدات الفضليات - وبعدين ياماما نعم.. إيه أخرة المظاهرات في التحرير فات شهر وشهرين والبلد متعطلة ويطلع عظيم الاقتصاد العالمي الدكتور أحمد جويلي ليقول ان الاقتصاد المصري منهار منذ سنوات واتذكر السفيرة العظيمة ميرفت تلاوي حينما اعلنت ان ال 14 مليار جنيه لزوم المعاشات اخذها بطرس غالي ليسد رمق الموظفين منذ عام 7002 والخزانة مفلسة والميزان هالك مع ان السيد الرئيس السابق كان يخطب في كل مناسبة ويعلن البنية الاساسية تأخذ الكثير ويعلن ان الاقتصاد المصري متوازن ويعلن الكثير. لم يشكر الناس العلي القدير علي هذه الثورةولم يصلي أحد منهم ركعتين لله ولم يقرأ احدهم آية الكرسي وياسين ليحفظ الله الثورة والثوار. حدث الزهق منذ الشهور الأولي والصقت بالثورة مشاكل المرور التي نعاني منها منذ عشر سنوات واصبحت المشاوير من اي مكان الي مصر الجديدة عذاب والي الهرم عذابين اصبح الناس الذين يسكنون اول الهرم يذهبون الي وسط البلد عن طريق الدائري. سدت الطرق في كل مكان.نري ان فلوس الفاسد وأسلوب العمل في ضرب الثورة كان شديد الحبكة وناس مصر الطيبين لديهم مقدرةعلي التصديق ولهذا كان حزب الثورة بنفس أساليب النظام السابق. الفتنة الطائفية.. ضرب الكنائس ثم الدخول علي اي اسلوب من اساليب الرفض ليكملوه بأسلوب يضرب الثورة والثوار.. وها هي مشكلة الجدار والدولة هي التي خلقتها وكتبت في الاسبوع الماضي انه جدار استفزازي وان الدولة استعملت اسلوب ساذج لابعاد الثوار بدهانه بألوان العلم وكذلك كتبوا عليه هتافات ضد اسرائيل ولكن الجدار كان شديد الاستفزاز وهدم الجدار وارد لكن ضرب مديرية أمن الجيزة كان شديد الوضوح لغباء النظام الفاسد وغباء الفساد حتي من صور البلطجية في التليفزيون. ماذا تفعل الناس في البيوت لا تشكر ابدا وكلهم يتهمون الثورة والثوار بتعطيل الأمور وهدم الاقتصاد وكأننا كنا نعيش في الجنة ورغد العيش.. والحرية السياسية وعدم الفساد السياسي!! أنا أرصد الأسعار جيدا لأن التجار تركوا احرارا يكوون الناس بالأسعار.. صندوق المياه هنا بتسعة عشرة جنيها وفي نفس الشارع باثنين وعشرين جنيها؟!! كيلو البطاطس بأربعة جنيهات هنا وثلاثة هناك وفي سوق الجملة بالعبور بجنيه ونصف!! نفس الحال في عام 7002 وحتي الفين وعشرة ولكن الفين واحدي عشر عام انكار الجميل وضرب الثورة في البيوت واعطاء الفرصة للفساد وبالصاق كل شئ سئ للشباب الذين ضحوا واستشهدوا ومازالوا يكافحون.. ولم أجد عنوان لمقالي سوي الآية الكريمة التي تقول : »لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم فإن عذابي لشديد«.. وها نحن نقترب من منتصف الشعر التاسع للثورة ومازالت نسوة في المدينة تعلن (وبعدين وآخرتها إيه؟) وكأنهم اعطوا خاتم سليمان للشباب ليغير الأحوال... إن كارثة مديرية أمن الجيزة خير لطمة بكل الناس ليشهدوا العذاب العظيم والذي مازال ينتظرهم ،فإن الفساد لن يترك المال السايب والمناصب المثمرة بالمال.. ولن يتركها بسهولة.. والفساد لديه جيش من المطالبين بالعودة فاحذروه. أيها المعلمون رفقا بالوطن (كاد المعلم أن يكون رسولا) مقولة حقيقية ولكن اجهضها فساد التعليم والذي جعل المدرس الخصوصي يثري علي حساب التلاميذ الغلابة والأسر التي اكثر غلبا.. كاد المعلم ان يكون رسولا لانه يعلم اكثر من سبعين طالبا في مكان واحد.. ولكن لعل الوقت ليس مناسب فأنتم الآن تضربون الثورة في مقتل استمروا هذا العام واحملوا مطالبكم بعد بدء العام الدراسي لا تضعوا الدولة في مأزق. ولماذا لم تضربوا منذ عامين او ثلاثة؟ هل الاضراب الآن لأن الدولة مثقلة بالمشاكل؟ لعلكم تفقدون جزءا من شرف الرسالة.. بهذا الموقف الذي تقفونه الآن؟ الرسل لا يضربون.. ولكنهم يضربون!!