ذهب الزميل والصديق الطيب محيي عبد الرحمن في رحلته الأبدية التي نذهب إليها واحدا بعد الآخر.. محطات ننزل فيها كلما حان الوداع.. مات محيي وابتعد عن مساكن الذين ظلموا كما كان يحلو له أن يسمينا في قسم الديسك المركزي الذي انضم إليه تشريفا له علي كفاءته وقدراته المهنية والصحفية الكبيرة قبل نحو خمس سنوات. في ذلك التاريخ القريب.. كنا نعيد ترتيب البيت من الداخل وانتقل البعض منا إلي أقسام أخري وبدأنا في تطوير هذا القسم الذي يعتبر عصب العمل في »الأخبار» ورشحنا محيي في المقدمة لما يتمتع به من قدرة علي العمل وتحويل »الفسيخ شربات» وبدون مناقشة وافق فقد كان همه الأكبر هو أن يفعل كل ما يزيد من رفعة صحيفته. ظل محيي عبد الرحمن لسنوات يتولي شغل قسم الحوادث لخبرته الطويلة في هذا العمل وكنت تستطيع أن تميزه من عناوينه الجميلة المتوازنة.. كان محبا لعمله وكان يستطيع أن يميز بين الأحكام الصادرة من أروقة المحاكم فقد قضي سنوات طويلة في الالتحام بأقسام الشرطة والقضاء.. وعندما كنا نطلب منه المساعدة لم يكن يتأخر علينا أبدا.. كان يأتي إلينا بحفنة من تذاكر القطار يحملها بين يديه حيث كان يسافر يوميا إلي بنها حيث أهله وبيت العائلة.. وتستطيع أن تسمع الكثير من الحكايات الحلوة عنه فقد كان كريما بشوشا يمكنك أن »تطب» عليه في أي لحظة ولا يتأخر عن استقبالك وتقديم واجب الضيافة لك.. في أحد الأيام كان الزملاء في الأخبار يشيعون جنازة زميل قرب طنطا وفي طريق العودة اقترح أحدهم زيارة محيي في منزله الذي يطل علي طريق الإسكندرية الزراعي قرب بنها وحدث واستقبلهم بحفاوة بالغة وقدم لهم »ضيافة سوبر». رحم الله الأستاذ محيي عبد الرحمن وغفر له وخالص العزاء لأسرته وتلاميذه وكل محبيه. حمام واحد لا يكفي في مدرسة الجعفرية الابتدائية بالسنطة غربية.. حمام واحد للصبيان والبنات.. لا يوجد فاصل.. الولد يدخل مع البنت في وقت واحد أثناء الفسحة.. وواضح أن مديرية التربية والتعليم بالغربية لا تري عيبا في ذلك وتتجاهل أن هذا يحدث في مدرسة بقرية مازالت تعرف كلمة »العيب والأصول».. الحل بسيط جدا إذا كانت المديرية تنوي إصلاح غلطتها لكن المشكلة تظل في أن كل إدارة تلقي بالمشاكل في »حجر» جارتها حتي لا تتحمل المسئولية.. فعندما شكا أولياء الأمور قالوا لهم.. هذه شغلة الأبنية التعليمية في حين أن أولياء أمور التلاميذ لا يهمهم من يصلح الحال.. الأبنية أو المديرية.. هذه تقسيمات إدارية لا شأن لهم فيها.. فقط هم يريدون إصلاح الوضع المايل وهناك بدل الحل عشرة بشرط أن يتحرك أحد لاحترام آدمية التلاميذ. نحتاج إلي تعليم جيد وأخلاق جيدة.. والتلميذ الصغير عندما يجد مدرسته لا تحترمه ولا تحترم أقل احتياجاته فلن يحترم المدرسة أو المدرس وسيلجأ إلي أول توكتوك يقفز فيه وبلاها دراسة.. هي الوزارة عايزة كده فعلا ؟.. لا أظن يا دكتور طارق شوقي وأنت تخطو أول خطوة نحو تعليم جديد وجيد يعيد له هيبته ويضع بلادنا علي المسار الصحيح.