لا أحد يجادل في حق أي بعثة دبلوماسية -حتي لو كانت لعدو- في ضمان سلامتها، لكن حتي لا يكون الحق »أعور«، فان علي الذين يكيلون الاتهامات للمصريين وثورتهم أن يتوقفوا لحظات لوضع عدة أمور محل اعتبارهم عند النظر لواقعة اقتحام السفارة الاسرائيلية. بداية، فإن اسرائيل ساهمت فيما يحدث ليس فقط باعتبارها كيانا استعماريا عنصريا، عبر ممارسة انتهاكات لكل الحقوق العربية منذ قيامها، فضلا عن ذلك لم تحترم معاهدة السلام مع مصر عندما انتهكت بنودها عشرات المرات عن عمد، وكان آخرها قتل جنود مصريين علي الحدود، مع الاصرار علي عدم الاعتذار رسميا، مما يفاقم من مشاعر الاهانة في مواجهة الاستعلاء والغطرسة. ثم ان الذين يتذكرون الآن في واشنطن وتل أبيب الاعراف الدولية، عليهم ان يكفوا عن تفعيل ازدواجية المعايير، فاما ان يتذكروها دائما، خاصة في ظل انتهاك اسرائيلي متواصل للمواثيق والحقوق، دون استثناء حتي لبيوت الله، وأولها المسجد الأقصي، أو أن يكفوا عن ممارسة الانتقائية الفاضحة في تقييم الأمور علي الجانبين. وإن خانتهم الذاكرة، فلا بأس أن يعودوا للمذاكرة، ففي القانون الدولي مبدأ يؤكد علي ألا تكون تصرفات المضار قد ساهمت في ضرره، والأعمي يري ان في كل تصرفات اسرائيل استفزازا يصعب تفادي ردود افعاله. ورغم ما تقدم فان السفارة ليست ميدانا للمواجهة، والحذر من المندسين من حسن الفطن.