وسط الاستعدادات المكثفة التي بدأت تقوم بها الأحزاب السياسية من أجل الاستعداد للانتخابات القادمة ظهرت دعوة أطلقها المهندس ابراهيم المعلم لتوحيد معظم القوي والأحزاب السياسية المؤثرة في الشارع المصري وذلك من أجل التوصل إلي قائمة انتخابية تحت اسم قائمة التوافق الوطني يتم خلالها إعداد قائمة موحدة للأحزاب من أجل تجنب الخلافات والتوترات التي قد تحدث خلال الانتخابات في هذه الفترة الحساسة.. وتم عقد اجتماع حضره ممثلون من مختلف القوي والتحالفات وكان من بينهم ممثلون عن تحالف الأحزاب المصرية وكتلة الأحزاب وكتلة الطريق الثالث وشخصيات مستقلة من بينها د. عمرو الشوبكي.. وأكدت مصادر أن خلافات شديدة دبت بين ممثلي القوي السياسية المختلفة بسبب اعتراض الإسلاميين والليبراليين علي التنسيق فيما بينهم خلال الانتخابات.. وقالت المصادر إن الفكرة أصبحت صعبة التحقيق بعد إصرار كل من الحاضرين علي رأيه وثقل حزبه وأعداد المرشحين الذين سيخوضون الانتخابات. وأكد د. رفعت السعيد رئيس حزب التجمع أن د. محمد أبو الغار كان ممثلاً عن الحزب والتحالف ولكن هناك مشكلة من الصعب التغلب عليها في الوقت الحالي وتتلخص تلك المشكلة في إصرار جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة علي أن يتصدروا أي قائمة انتخابية يتم الاتفاق عليها وهو ما يجعل صعوبة مشاركة حزب التجمع مع جماعة الإخوان المسلمين في أي قائمة انتخابية.. وقال السعيد إن الاجتماع في حكم الفاشل حتي الآن لأن هناك قوي سياسية تريد القفز علي السلطة بأي طريقة ممكنة.. وقال إن الحزب من الممكن أن يشارك الإخوان المسلمين في قائمة انتخابية في حالة واحدة فقط هي أن يتعاملوا مع الأحزاب كفصيل سياسي مثل باقي الفصائل المشاركة في القائمة. من جانبه حذر د. أيمن نور رئيس حزب الغد من صم الآذان عن الدعوة التي أطلقها ابراهيم المعلم وعدد من القوي السياسي لتكوين قائمة توافق وطني موحدة لخوض الانتخابات.. وأكد د. نور أن قائمة التوافق الوطني ضرورة ملحة في الوقت الحاضر ومن يتصور غير ذلك لا يعي حجم المخاطر والصعوبة التي تواجه إجراء الانتخابات القادمة في ظل المرحلة الحرجة التي تمر بها مصر الآن.. وقال نور إن التجربة المصرية مهددة الآن بسبب الخلافات التي ستنشب بين القوي السياسية المختلفة. وقال إنه يوجه الدعوة إلي كل من الليبراليين والإسلاميين لإعطاء اهتمامهم لهذه الدعوة والاتفاق علي هذه القائمة. وفي نفس السياق أكد المهندس باسل عادل عضو المجلس الرئاسي لحزب المصريين الأحرار أن الحزب أعرب خلال الاجتماع عن استعداده التام للانضمام لقائمة توافق وطني ولكن المشكلة تكمن في وجهة النظر التي يتحدث من خلالها حزب الحرية والعدالة.. وقال إن حزب الحرية والعدالة يصر علي عدم التعامل كفصيل سياسي عادي ضمن الفصائل المختلفة في القائمة وأن ممثليه خلال الاجتماع أكدوا أن الحزب لديه أسس ومبادئ لا تتفق مع هذه الدعوة بالرغم من أنها دعوة قومية من مختلف القوي الوطنية.. وأكد باسل أن السلفيين قرروا مقاطعة الاجتماع وهذه الدعوة من البداية لأنهم يحلمون مع الإسلاميين بالفوز بأغلبية المجلس القادم الذي لا يحتمل أي خلافات أو مشاكل بسبب المهام المنوطة به والتي ستحدد مدي نجاح التجربة المصرية.. وقال إنه في حالة حدوث توافق علي هذه القائمة ستمر الانتخابات في جو من الهدوء يساعد علي الاستقرار الذي نحتاجه بشدة الآن كما إنه سيساعد المجلس القادم والذي سيكوّن برلمانا توافقيا علي القيام بمهامه في وضع الدستور الجديد بأفضل شكل ممكن. وكان قد حضر الاجتماع المغلق د. مصطفي النجار عن حزب العدل وعصام سلطان وطارق الملط عن حزب الوسط ومحمد أبو الغار عن الحزب المصري الديمقراطي وشادي الغزالي حرب عن حزب الوعي وهاني سري الدين وأحمد سعيد عن حزب المصريين الأحرار ووحيد عبدالمجيد عن تحالف الأحزاب. من جانبه أكد د. محمد البلتاجي أمين عام حزب الحرية والعدالة بالقاهرة أن الحزب لن يتحدث حول هذه القائمة التوافقية قبل أن يتضح معالمها بعدها من الممكن أن يناقشها مع الأحزاب المختلفة مؤكداً أن الحزب مستمر في إعداد قوائم التحالف الانتخابية.. وقال محمد نور عضو اللجنة الإعلامية لحزب النور السلفي إن الحزب ليس لديه مشكلة في مناقشة أي فكرة مع أي تحالف تحقق مصلحة الوطن ولكن الحزب مازال لم يحدد موقفه حتي الآن في عملية الانتخابات وإذا ما كان سيخوضها مستقلاً أو مع قوائم التحالفات والتكتلات الانتخابية والسياسية.. وقال إن الحزب يتابع ما يجري الآن بصفته مراقبا حتي ان الحزب قرر الاستمرار في تحالف الأحزاب المصرية ولكن بصفة مراقب أيضاً دون التنسيق معهم في الانتخابات حتي الآن.