حث السكرتير العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أمس تركيا واسرائيل علي تحسين علاقتهما من أجل استقرار الشرق الاوسط وعملية السلام، وذلك بعد قرار انقرة طرد السفير الاسرائيلي ردا علي تقرير للامم المتحدة اعتبر الهجوم الاسرائيلي علي اسطول الحرية وقتل تسعة نشطاء اتراك عملا مبررا. وقال بان إنه حاول مساعدة البلدين علي تحسين علاقتهما منذ الهجوم الذي قامت به البحرية الإسرائيلية علي أسطول مساعدات إنسانية متجه إلي غزة في مايو 2010 مما أدي إلي مقتل النشطاء الاتراك. واضاف ان "كلا البلدين مهمان جدا في المنطقة وتحسين علاقتهما وتطبيعها سيكون أمرا مهما جدا في حل مشكلات الشرق الأوسط بما فيها عملية السلام". وتفاقم التوتر في علاقات البلدين بعد ساعات من الكشف عن مضمون تقرير للمنظمة الدولية اعتبر أن الجيش الإسرائيلي استخدم قوة "مفرطة ومبالغا فيها" ضد أسطول الحرية الذي كان يحاول كسر الحصار البحري الإسرائيلي لقطاع غزة، بينما وجه اللوم لتركيا والنشطاء لمشاركتهم في عمل ادي الي وقوع قتلي. كما اعتبر ان الحصار الاسرائيلي علي غزة امرا قانونيا. وردا علي رفض إسرائيل تقديم اعتذار، قررت تركيا امس الاول طرد السفير الإسرائيلي في أنقرة وتعليق الاتفاقات العسكرية وإحالة قضية حصار غزة الي محكمة العدل الدولية. ومن جهتها ناشدت، الولاياتالمتحدة البلدين لرأب الصدع عقب توتر العلاقات بينهما، وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن الولاياتالمتحدة ترتبط بعلاقة صداقة قديمة مع كل من إسرائيل وتركيا، وأنها تأسف لأن البلدين عجزا عن التوصل إلي اتفاق حول تدابير لحل خلافهما قبل نشر تقرير الأممالمتحدة. كما دعت فرنسا إلي إنهاء الازمة بالحوار والتهدئة. ونددت ايران بشدة بالتقرير واعربت عن قلقها من ممارسة دولة الاحتلال نفوذا علي هيئة التحقيق التي أعدت التقرير. من جانبه، اعرب داني جيلرمان، سفير اسرائيل في الاممالمتحدة، عن اعتقاده بان القرار التركي بتخفيض التمثيل الدبلوماسي مع اسرائيل خسارة لكلا الجانبين. وقالت صحيفتا واشنطن بوست ونيويورك تايمز الامريكيتين ان طرد تركيا للسفير الاسرائيلي يزيد من عزلة تل ابيب ويضاعف من ويلاتها من الربيع العربي. في غضون ذلك، نقلت صحيفة "حريت" التركية عن مسئول تركي ان بلاده ستتخذ تدابير جديدة لمنع اسرائيل من اجراء تدريبات في شرق البحر المتوسط او تهديد وسائل النقل. ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية تركية ان سلاح البحرية التركي سينشط اكثر في شرق المتوسط وسيقوم بجولات في المياه الدولية. وقالت المصادر ان المخطط التركي هو ان ترافق سفن حربية تركية سفن الاغاثة المتجهة الي غزة في المنطقة الواقعة بين قبرص واسرائيل. وأضافت الصحيفة ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ينوي زيارة قطاع غزة قريبا لاظهار الوجه الحقيقي للحصار الجائر ضد القطاع. وفي تلك الأثناء، قال الوزير الاسرائيلي جدعون ساعر، ان اسرائيل لم ولن تعتذر عن الهجوم علي اسطول الحرية. واضاف ان تل ابيب لايمكنها الاعتذار عن "الدفاع عن مواطنيها وجنودها"، علي حد زعمه. ووصف كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات التقرير بأنه تقرير سياسي، وقال إنه يخالف القانون الدولي لان قطاع غزة لا يزال تحت سلطة الاحتلال الإسرائيلي.