أظن عندنا ما يكفينا وأكثر من ألغاز وأحاجي سياسية وأمنية وحدودية.. ولسنا في حاجة لاستحداث الجديد منها والترويج لها.. لكن فلول الإعلام غير المسئول مازالت تمارس دورا خفيا في طرح الجديد منها لإلهائنا عن التفرغ لأولويات بناء الدولة المصرية الجديدة.. كأننا قد فرغنا من ممارسات شق الصف من بعض الجماعات السلفية ومناورات الإخوان وزعيق الليبراليين وتخويفهم لنا من مصير مجهول ينتظرنا لو لم نستمع لنصائحهم..! وما إن خرج المصريون قاصدين شقة السفارة الإسرائيلية ليعبروا عن غاضبهم علي مقتل أبنائهم من الجنود المصريين الأبرياء علي الحدود المصرية الإسرائيلية حتي اندفع شاب من وسط الجماهير الغاضبة وتطلع لشقة »السفارة في العمارة« الشاهقة الارتفاع وعزم وتسلقها حتي طال العلم الاسرائيلي المرفرف فوق العمارة ومزقه ورفع بدلا منه العلم المصري والفلسطيني..! ورأي كثيرون أن تسلق الشاب للعمارة وما فعله هو عمل بطولي..كأنه أنهي الصراع العربي الاسرائيلي وأخذ بالثأر من قتلة أبنائنا.. واندفع محافظ الشرقية وأعطي هذا الشاب شقة مكافأة.. ولا ندري بالطبع كيف تم توفير هذه الشقة.. وما الأساليب القانونية التي استند إليها صديقي المحافظ في مكافأة الشاب المتسلق..وهل يد المحافظ مطلقة الصراح في شقق المحافظة بلا ضابط ولا رابط..! وفجأة وسائل الإعلام إياها أطلقت لغزا جديدا.. بأن الشاب المتسلق للعمارة ليس "احمد الشحات" وان المتسلق الحقيقي للعمارة وممزق العلم الاسرائيلي هو الشاب "مصطفي كامل".. واشارت وسائل الاعلام اياها بأنه تم ابلاغ النيابة عن سرقة مجهود وبطولة الشاب "مصطفي كامل" ونسبها للشاب " أحمد الشحات" الذي تم مكافأته بالشقة والظهور في ندوة بنقابة الصحفيين وفي العديد من الفضائيات..! ولم تنس وسائل الإعلام إياها أن تلط احد الإخوان بأنه هو الذي قدم الشحات للفضائيات وكان يعلم تماما بأن المتسلق للعمارة الحقيقي هو الشاب "مصطفي كامل".. وفي الخفاء طمأن الداعية الاخواني الشحات قائلا له: إنه سوف يعوض مصطفي وانه لا يستطيع ان يتراجع ويصرح للفضائيات بان الفاعل الحقيقي هو مصطفي كامل حتي لا يظهر كاذبا امام المصريين ويبقي علي نقاء الفعل الثوري..! لكن لماذا يتعمد الاخواني اظهار الشاب الشحات في الفضائيات علي انه بطل قصة التسلق الحقيقي ويساهم في سرقة هذا الشرف من الشاب مصطفي كامل ..هل هناك ضغينة بينهما..ارجو من وسائل الإعلام إياها إخبارنا بحقيقة الصراع الخفي بين الاخواني والشاب مصطفي.. وهو لغز جديد نقضي فيه وقتنا! والآن ما موقف السيد محافظ الشرقية بعدما أثارت وسائل الإعلام هذه الحملة..هل يلتزم الصمت حيال منح الشقة لمن لا يستحقها أو علي الأقل من هو في موضع شك.. أم سوف يشكل لجنة تقصي حقائق لمعرفة من سيربح شقة المحافظ.. أم ربما يكفي السيد المحافظ علي الخبر ماجور ولديه ما يكفيه من مهام بالمحافظة.. والله المنتقم من الشحات لو كان كاذبا عليه وعلي المصريين..! ولو انه جاء في الاثر »الساكت عن الحق شيطان أخرس«.. أخشي أن تخرج جماهير محافظ الشرقية غاضبة تنادي" الشعب يريد معرفة من سيربح شقة المحافظ"..اظن أننا لسنا في حاجة لألغاز جديدة ويكفي مالدينا منها..الرحمة مطلوبة أيها الثوريون..!