اعتدت علي كروت معايدة في المناسبات؛ خاصة السعيدة، من أستاذي وأخي الأكبر صاحب الثقافة الواسعة والأخلاق الراقية الدكتور فوزي فهمي رئيس أكاديمية الفنون الأسبق ورئيس مهرجان المسرح التجريبي.. لسنوات لم يدخر جهداً في إنجاحه بالإعداد الجيد المنظم المنضبط والأطروحات المفيدة والترجمات التي تثري وتنير المكتبة المسرحية المصرية والعربية بالجديد المبهر من الثقافة العالمية.. والكاتب المسرحي المشهود له فنياً وجماهيرياً رغم قلة أعماله وهو الكاتب الأكثر تميزاً في شتي مناحي الحياة موضحاً ومفسراً لكثير من النظريات والمعادلات الإنسانية المتشابكة علي صعوباتها، فإذا به يفك ألغازها التي قد تستعصي علي كثيرين .. رسائله قطعة فنية رائعة من البلاغة المليئة بالمشاعر الفياضة من كاتب يقطر إنسانية وتصالحا مع الذات يعيش بحب عمله ينكب عليه بإخلاص ليقدم عصارة قراءاته وخبراته ومعاملاته التدريسية والتعاملية للقارئ المقدر المحب لما يقرأ، كتب أستاذي في أرق رسائله: "العزيزة سعاد كانت أمي رحمها الله تحتفي بفيلم الوردة البيضاء ولما سألتها أخبرتني أنه أول فيلم شاهدته. شاغبتها يوماً وأهديتها وردة بيضاء ومرت سنوات العمر ويوم رحيلها جلست إليها أبكيها وإذ بي أري وجهها وقد فك الزمن خطوطه فعادت شابة تماماً مثل صورتي معها وأنا طفل ولاحظت مظروفاً إلي جانبها فضضته فإذا به يضم خطاباتي إليها سنوات بعثتي وبقايا جافة للوردة البيضاء التي أهديتها لها ذلك كان متاع سفرها الذي اختزلت فيه كل حياتها".