حدث نفس الشيء في مدينة فيلادلفيا الأمريكية؛ فقد قتل رجل زوجته وفي المحكمة أشار المحامي الذي يدافع عن القاتل إلي أن المتهم سافر إلي مصر واشتري تمثالا لتوت عنخ آمون ووضعه داخل المنزل وأن هذا التمثال هو السبب المباشر الذي جعله يقتل زوجته وطلب له البراءة وقامت المحكمة بانتداب داڤيد سيلڤرمان وهو أستاذ الآثار بجامعة بنسلڤانيا وسألته المحكمة عن حقيقة اللعنة وأشار إلي عدم وجود ما يطلق عليه اسم »لعنة توت». وعندما مات فرانسوا شامبليون - الذي استطاع أن يفك رموز الكتابة المصرية القديمة- أعلنت الصحافة أن موته بسبب لعنة الفراعنة!. علي الرغم من أن موت شامبليون حدث قبل كشف مقبرة »توت عنخ آمون» بحوالي مائة عام تقريباً. أما عن الأثريين الذين عملوا داخل مقبرة توت لمدة عشرة سنوات سواء في الحفائر والتسجيل والترميم فسوف نجد أن أرثر ماس مات عام 1928م ولم يكن مريضاً ولكن كارتر مكتشف المقبرة مات عام 1939م ومن قبله مات عالم الآثار الأمريكي هنري برستد عام 1935م وكذلك المرمم الكيمائي الفريد لوكاس الذي مات عام 1945م؛ بينما عاش عالم اللغة سير آلان جاردنر حتي عام 1983م. وماتت السيدة إيڤلين - ابنة اللورد كارناڤون - عام 1980م عن عمر يقارب الثمانين عاما. وقد سافر »توت عنخ آمون» لأول مرة لكي يعرض خارج مصر ووقع مهدي بيه رئيس مصلحة الآثار عقد سفر الآثار وكان أن صدمته سيارة خارج المتحف المصري في نفس اليوم ليقضي نحبه. وجاء صحفي ألماني وكتب كتابا باسم »لعنة الفراعنة» وذلك عام 1970م وأصبح هذا الكتاب من أهم الكتب التي نشرت في هذا الموضوع وعلي الغلاف كتب الآتي: »قابلت الدكتور جمال محرز رئيس مصلحة الآثار في فندق عمر الخيام بالقاهرة وسألته دكتور محرز هل تؤمن بلعنة الفراعنة؟. وهذه القصة قد حدثت بعد حوالي خمسة عقود من موت اللورد كارناڤون.. وأجابه دكتور محرز: »لقد كشفت عن العديد من المومياوات والمقابر ولم يحدث لي شيء حتي الآن..» وفي اليوم التالي مات جمال محرز! وبلاشك عندما تقرأ القصة تعتقد في وجود اللعنة ولكن الحقيقية أن جمال محرز كان عالم آثار إسلامية لم يحفر في حياته عن مومياء أو مقبرة وفي نفس الوقت كان مريضاً وكان الكل يتوقع موته. ومن الحوادث الطريفة أيضاً أن الرئيس جمال عبدالناصر قد أصدر قراراً لسفر آثار »توت عنخ آمون» إلي فرنسا وعارضه أثري في ذلك الوقت اسمه محمد إبراهيم وبعد اعتراضه مباشرة أصيب في حادث سيارة وهنا هل يمكن أن نرجع هذا الحادث والأمر الذي حدث إلي مهدي بك إلي لعنة »توت عنخ آمون» هل يمكن أن يستمر تأثير سحر المصريين القدماء في السحر إلي الآن؟! لا يمكن أن نصدق ما يقال عن وجود مقابر مرصودة! وللأسف استطاع بعض الفهلوية أن يوهموا الناس بهذه القصص حتي أن أحد السحرة تسبب في ذبح طفل بريء بدعوة فك الرصد؛ وفتح المقبرة ورغم كل هذه القصص وما قيل عن اللعنة إلا أن الصحف والسينما العالمية هيوليوود مازالت تنتج العديد من الأفلام التي تتحدث المومياء ولعنة الفراعنة؛ وآخرها فيلم توم كروز »المومياء».