ولا تزال اللعنة مستمرة بوادي الملوك بدأنا منذ العام الماضي استئناف أعمال الحفر بوادي الملوك الغربي عن طريق بعثة مصرية خالصة وذلك بحثاً عن مقابر جديدة بالوادي الغربي؛ خاصة أن أغلب الملوك قد دفنوا بالوادي الشرقي.. أما الوادي الغربي فيوجد به خمس مقابر فقط! وكان أول ملك يدفن في الوادي الغربي هو"أمنحتب الثالث"، باشا فراعنة الدولة الحديثة- وبعد ذلك قام ابنه "أخناتون" بحفر مقبرة في الوادي؛ لكنه لم يدفن بها نظراً لانتقاله إلي تل العمارنة. بعد ذلك كان "توت عنخ آمون" قد بدأ في عمل مقبرة لنفسه بالوادي؛ ولكن نظراً لوفاته بصورة مفاجئة فقد دفن في مقبرة بالوادي الشرقي. وبعد ذلك جاء الملك "آي" الذي تولي الحكم بعد وفاة الفرعون الذهبي - توت عنخ آمون- ليدفن في المقبرة التي كانت مخصصة لدفن "توت" وهي المقبرة التي تحمل رقم (23). وعندما بدأنا الحفائر بالوادي الغربي؛ وفي اليوم الأول اتصلت بي الدكتورة سليمة إكرام الأستاذة بالجامعة الأمريكية تخبرني أن الأستاذ أيمن - مدير عام وادي الملوك- قد مات فجأة بعد أن جاء في الصباح وتقابل مع مساعدي عفيفي رحيم وتناول مع البعثة القهوة؛ وعاد إلي مكتبه ليلاقي ربه رحمه الله. أعتقد الجميع أن هذه لعنة "توت عنخ آمون" وقلت لهم هذه المرة نحن بعيدون تماماً عن مقبرة "توت" ولكن كل العاملين معي اعتقدوا في وجود اللعنة وقد قال لي مساعدي صلاح الماسخ إنه مازال يذكر لعنة "توت" الأولي عندما وصلنا الوادي في المساء وقبل أن نخرج المومياء من المقبرة حدثت سيول في الوادي بشكل مخيف وغريب! وكنت وقتها أدلي بحديث للتليفزيون الياباني وقد حدث أن العاملين بالتليفزيون أخذوا يهرولون هربا من السيل وهم يقولون "لعنة توت عنخ آمون.. لعنة توت عنخ آمون". نعود إلي هيوارد كارتر عندما قرر أن يفحص مومياء الملك وقام بفتح التابوت عام 1925م وعندما عثر علي المومياء وجد أن القناع مثبت علي الوجه وعندما استطاع نزعه بعد تدمير المومياء تماماً؛ أرسل يحضر عالما متخصصا في الأشعة لكي يفحص المومياء بجهاز ال (-ray ولكن العالم مات وهو في طريقه إلي مصر.. وعندما قدم لي صلاح الماسخ تقريرا عن المنطقة التي يعمل بها وجدته يكتب في التقرير أن أحد العاملين الذين كانوا يعملون معه في الموقع مات بعد أن عاد لمنزله صعقاً بالكهرباء! ويعتقد صلاح أن هذه هي لعنة "توت" في الوادي المخيف الذي قرر "توت" أن يدفن فيه ولكن لوفاته المفاجئة دفن في مكان آخر.. وقد أصبح هذا الموضوع موضة عند العديد من الناس الذين يؤمنون باللعنة! كنت ألقي محاضرة بإحدي المدن الأمريكية؛ وبعد المحاضرة سألتني سيدة هل تؤمن بلعنة توت عنخ آمون؟ قلت لها لا.. وقالت أنها دخلت مقبرة "توت عنخ آمون" وفي المساء وهي بالفندق أحست بدوار غريب واستمر هذا الدوار عندها حتي اليوم التالي؛ وتقول أن السبب في ذلك هو دخولها مقبرة الملك الذهبي "توت عنخ آمون".. وتستمر القصص الغريبة التي لازمت كارتر وفريقه بعد الكشف وخاصة بعد موت اللورد كارنارڤون بحوالي خمسة شهور فقط بعد كشف المقبرة وقد فتح موت اللورد الباب علي مصراعيه لكي يعتقد الجميع في موضوع اللعنة.. التي تحدث في الوادي.