يعتقد البعض أن عبارة »أشياء جميلة»، التي نطق بها هيوارد كارتر بعد أن سأله اللورد كارنارڤون السؤال الشهير: ماذا تري؟ هو ما حدث بالفعل قبل الدخول إلي المقبرة المكتشفه حديثاً! ولكننا عرفنا بعد ذلك ومن خلال ما كتبه كارتر في تسجيله لأحداث المقبرة حيث يقول: »في البداية لم أستطع أن أري شيئاً بسبب الهواء الساخن الهارب من الحجرة الذي كان يومض ويخبو لهيب الشمعة، لكن تدريجياً عندما اعتادت عيناي علي الضوء ظهر من الضباب بعض تفاصيل الحجرة: »حيوانات غريبة - تماثيل من الذهب تلمع؛ وفي كل مكان كان هناك وميض الذهب». وقد أضاف كارتر جملة رائعة عندما قال: »لقد كانت أكثر التجارب التي عشتها روعة ولا يستطيع واحد مثلي أبداً أن يأمل في أن يراها ثانية!». وبعد ذلك استقر اللورد كارنارفون وكارتر مع مصلحة الآثار وحددوا الافتتاح الرسمي للمقبرة بتاريخ 29 نوفمبر 1922م، أي بعد كشف المقبرة بحوالي 25 يومياً، وظل هيوارد كارتر لمدة عشر سنوات يكتشف ويرمم في القطع الأثرية التي عثر عليها، والتي وصل عددها إلي 5398 قطعة وجدها كارتر داخل أربع حجرات صغيرة، وعثر علي كل هذه القطع بطريقة مخزنة داخل هذه الحجرات، وقد استطاع كارتر أن يطلب معاونة العديد من علماء الآثار والمرممين والمصورين للعمل معه داخل المقبرة حتي أصبحوا بعد ذلك من المشاهير؛ لأنهم اشتركوا في الكشف عن أهم كنز أثري تم اكتشافه في القرن العشرين.. أما المساعد الأول لكارتر فكان اسمه والتر ماس، وكان من أهم من اعتمد عليهم كارتر، ولكن صحته لم تكن علي ما يرام؛ لذلك لم يجد أمامه إلا أن يترك الأقصر بعد عامين من الكشف عام 1924م، وتوفي بعد ذلك بعامين، وقد قام البعض باطلاق ما يعرف باسم »لعنة الفراعنة»، وقيل إن »ماس» مات بسبب اللعنة، وبعد ذلك جاء عالم كيميائي شهير وهو ألفريد لوكاس، والذي ألف أشهر كتاب في تفسير المواد التي كانت مستعملة في الصناعات والتي عثر علي أغلبها داخل مقبرة »توت عنخ آمون»، وهو كتاب »المواد والصناعات في مصر القديمة»، وقد عمل بعد ذلك مع الكيميائي الدكتور زكي إسكندر في الكشف عن مقبرة رئيس الجيوش من الأسرة 27 في منطقة سقارة، وعندما قاما معا بفتح التابوت وجداه أولاً مغلقاً تماماً وداخله مومياء راقدة علي جانبها وحولها مواد سائلة، وقاما بوضع السائل داخل زجاجة صغيرة وكتبا عليها »الحكومة المصرية»، ولا نعرف حتي الآن السبب في كتابة هذا الاسم علي الزجاجة، وعندما قامت هيئة الآثار بإقامة متحف لأول مرة للتحنيط في الأقصر قاموا بنقل هذه الزجاجة ووضعت داخل المتحف، وللأسف الشديد هناك بعض الناس الذين يعتقدون أن داخل هذه الزجاجة »الزئبق الأحمر»، وطبعاً ليس هناك أي شيء يعرف بهذا الاسم، وهذا الموضوع عبارة عن وهم يعتقد فيه بعض الناس، وأن من يحصل عليه يستطيع تسخير الجان وأن يصبح مليونيراً.... ليس هناك شيء اسمه الزئبق الأحمر؛ لكن هناك توت عنخ أمون والذي مازلنا معه نحكي قصة من قصص عظمة الحضارة المصرية.