عُثر حتي الآن بوادي الملوك علي 64 مقبرة منها مقبرتان كشف عنهما بعد العثور علي مقبرة الملك توت عنخ آمون رغم أن البعض أعلن أن الوادي قد باح بكل أسراره، ومع ذلك فلايزال هناك العديد من الأسرار التي سوف تظهر قريباً بوادي الملوك. في الساعة الرابعة بعد الظهر يوم 24 نوفمبر 1922م، وفي حضور اللورد كارنارڤون وابنته الجميلة إيڤيلين هربرت، قام هيوارد كارتر بفتح فجوة في المدخل الثاني للمقبرة المبلطا ونظر بداخلها، وفي هذه اللحظة التاريخية كان يقف الي جواره اللورد كارنارفون يتصبب عرقاً ولم يكن لديه الصبر؛ لأنه يريد أن يعرف ماذا يوجد داخل المقبرة المكتشفه حديثا، وكانت اللهفة تبدو واضحة علي وجهه، وفي هذه اللحظة كان يريد أن يحطم الكتل الحجرية لكي يري بعينه ما تخفيه خلفها من كنوز المقبرة، ولكن هنا كان كارتر هو القائد الذي يعطي أوامره، وفي نفس الوقت يحافظ علي المقبرة وما في داخلها، وقام كارتر بإيقاد شمعة لكي ينظر من خلال الفتحة الضيقة ويشاهد ما في الداخل، وما إن فعل هذا انعكس ضوء بريق الذهب علي عينيه وهو يكاد لا يصدق ما تراه عيناه؛ ولذلك غرق في الصمت وكأنه نسي كل من كان من حوله؛ ولذلك سأله اللورد السؤال الشهير: ماذا تري؟ وكان رد كارتر مقتضباً: »أشياء رائعة..» هذه الكلمة هي الأشهر في تاريخ علم الآثار، بل هي الكلمة التي نجدها علي شفاة كل شخص يخطو الي وادي الملوك، أو يدخل مقبرة »توت عنخ آمون».. حتي وأنا في سن الشباب وأقف ليلاً بجوار القمة الهرمية التي تعلو الوادي وتقع مقابر الملوك أسفلها قلت في داخلي نفس الكلمة وتمنيت أن أكون أول مصري يحفر في وادي الملوك، وقد سمع الله سبحانه وتعالي دعائي وحققه لأكون أول مصري يعمل في وادي الملوك ويقود بعثة حفائر مصرية.. أن هذا بلاشك شيء محزن بالنسبة للأثريين المصريين الذين يتفرغون فقط للصراعات والنيل من بعضهم البعض وإرسال شكاوي مجهولة ضد بعضهم البعض، وفي نفس الوقت الخاسر هو الآثار وبالطبع هم أيضا؛ لذلك ظل العديد من الأثريين يؤمنون بل ويعشقون أن وظيفتهم الأساسية هي خدمة الأجانب وتقديم المساعدات فقط مقابل المال دون الاشتراك في العمل الأثري.. ونحمد الله أننا استطعنا أن نقدم برنامجا طموحا لتدريب الأثريين علي أسلوب الحفائر وتم حتي الآن تدريب حوالي 500 شاب علي أعلي مستوي، وأصدرنا قراراً بأن الذي يرافق البعثات الأجنبية لابد أن يكون حاصلاً علي شهادة التدريب علي الحفائر، وفي نفس الوقت أصدرنا قراراً للبعثات أن يكون الأثري المصري رقيبا علي البعثة ا في نفس الوقت، ويحصل علي مقابل مادي من البعثة عن طريق المجلس الأعلي للآثار، وبذلك انتهي العصر الذي كان الأثري يحصل علي المال من البعثة مباشرة في صيغة بقشيش أو إكرامية! أما الآن فأصبح قرارا من مجلس إدارة الآثار، ولدينا الآن أثريون علي مستوي عالٍ وأهمهم في رأيا هو الأثري عفيفي رحيم، الذي أصبح ينافس الأجانب، بل ويعتبر أهم وأفضل الحفارين الآن في مجال الآثار المصرية، وهناك العديد من شباب الأثريين منهم عصام شهاب، وأحمد الليثي، وعادل عكاشة، ورمضان البدري؛ ومحمد إسماعيل، ومحمد مجاهد؛ وصلاح الماسخ؛ وغيرهم، ولكن هنا يجب ألا أنسي بريق الذهب في عيون كارتر..