بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.. وباستحضار ما تحقق للمرأة المصرية من مكاسب وما حققته بجهدها ودأبها كثير ومهم ويبعث علي الاعتزاز ومع كل ذلك فما زالت المرأة عندنا مغبونة وما زال أمامها شوط كبير لتحقيق المساواة الكاملة ونيل كامل حقوقها وهذا لا يتحقق إلا بالخلاص من العقدة الذكورية الاستعلائية التسلطية ومن القوانين والمنظومة الإجتماعية التي لا تزال تصادر الكثير من حقوقها وتقيد حركتها وتعيق انطلاقتها. وعدد الاناث في مصر أكثر قليلا من الذكور فوفق أرقام الإحصاءات تتجاوز النسبة ال52٪ من عدد السكان مع ملاحظة أن زواج الذكور المصريين من الأجنبيات أكثر من زواج الإناث من أجانب.. ولا تزال الأفضلية للمواليد عند الكثير من العائلات للذكور طبقا للموروثات والعادات والتقاليد القديمة الخاطئة.. لكن من المهم الانتباه إلي أن نسبة الذكور تزيد علي الإناث في بعض الجامعات بينما تتفوق المرأة علي الرجل في كثير من مجالات وآفاق الإبداع علي اختلاف المستويات فالمهم هو الإنجاز والحضور النوعي و ليس العددي وهذا مؤشر إيجابي ويجسد الكثير من ملامح التحولات الاقتصادية والاجتماعية الإيجابية. كما أن نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل كبير و وفق الأرقام تجاوزت 55٪ و تجدر الإشارة إلي تميز المرأة وإبداعها وتصدرها القيادة في كثير من مواقع العمل و لدينا المرأة الوزيرة و رئيسة الجامعة وتفوقها وحضورها في المحافل والهيئات الدولية والإقليمية كما المحلية وقبل كل ذلك وأهم منه تفوق المرأة وبصمتها وقيادتها وعصاميتها في العائلة فالكثير من الأمهات صنعن بالصبر والكفاح والإرادة والتضحية والإيثار معجزات مشهودة ومشرفة علي صعيد وحدة العائلة وتجاوزن بتنشئة الأبناء والبنات وتعليمهم وتربيتهم وتأهليهم كل معوقات الفقر وقساوة المجتمع وسوء وغدر وإحباط الآباء وهؤلاء الأمهات القابضات علي جمر رسالة الأمومة يجب أن تكون لهن الصدارة وزمام الأمر في الدنيا كما الجنة التي تحت أقدامهن في الآخرة. ولعل ما يلفت النظر أن في سدة السلطة القضائية 42 من القضاة هن من الإناث في المحاكم الاقتصادية و محكمة الأسرة وفي السلطة الرابعة هناك الكثير من الزميلات المبدعات اللواتي أثبتن حضورا وإنجازا في الداخل والخارج وللمرأة حضور ومشاركة في كل المهن.. واليوم يصدر مجلس الدولة قراره بشأن الموافقة علي تعيين المرأة فيه والتدرج في مناصبه.. وفي رأيي لا يجوز أن يبقي محظورا علي المرأة أن تلتحق به ولا يجوز حرمانها من حق أصيل لها.. ويجب الانتصار للمرأة في وجه التمييز ضدها وهذا واجب الرجل قبل المرأة نفسها ويجب وقف ذبحها استنادا لموروث خاطيء وظالم.. والحديث عن حقوق المرأة يطول لكنه يجب أن يستمر وإلي أن تتحقق المساواة الكاملة وتزال أسباب التمييز علي أساس الجنس!