من المفترض أن تتم مناقشة الكاتب في مضمون ما يكتب ، وليس في نواياه المضمرة التي لا يعرفها أحد ، ولا في شخصه الذي لم يكن محلا للكتابة . لكنني وجدت أنه ممن علقوا علي سلسلة مقالاتي الأخيرة من تركوا الموضوع ، وتجاهلوا الوقائع تماما ، وتناولوا شخص الكاتب . بل إن واحدا منهم ، لن أشرفه بذكر اسمه في مقالاتي ، عايرني بعملي مع الفنان فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق ، ولما اتصل به الوزير اعتذر له . ثم عاد وتناول شخصي بما هو أسوأ رغم أنه لا يعرفني . من الغباء أن يتصور كاتب حين يسب كاتبا آخر أن الكاتب الآخر لا يستطيع أن يرد له الصاع صاعين . ولكن كل إناء بما فيه ينضح . ولن أتدني للغة البلطجية التي زاد انتشارها بعد يناير الماضي حتي علي صفحات الصحف . لي كتاب منشور منذ سنوات عن المعارك الفكرية التي امتاز بها النصف الأول من القرن العشرين في مصر اسمه " حيوية مصر " يمكن العودة إليه لمن يريد أن يتعلم لغة الحوار الثقافي الراقي حتي مع الخصوم . ثاني كتبي المنشورة اسمه " راية الخيال " تضمن جانبا مما دار بين السرياليين في فرنسا وبين خصومهم من عراك فكري وفني . ولا أتصور أن من هاجمني قد قرأ أيا من الكتابين . وقد سبتني أيضا إحدي القارئات في رسالة الكترونية بعملي الطويل مع الفنان فاروق حسني في وزارة الثقافة وسبته بالطبع . وعندما علق سمير فريد لأول مرة في " جريدة المصري اليوم " ابتعد عن وقائع ما ذكرته وركز علي عملي في وزارة الثقافة . وتساءل :"هل كان سمير غريب بعيدا عن الرئيس السابق وأسرته . وهل كانت المناصب التي تولاها من مدير صندوق التنمية إلي رئيس دار الكتب والوثائق رغم أنف الرئيس السابق وأسرته ؟ وهل اختراع هيئة باسم التنسيق الحضاري ليصبح رئيس هيئة ، وهو اختصاص المحافظات في مصر وكل الدنيا ، أمر لا علاقة له بالرئيس السابق وأسرته ، أم أن سمير غريب كان من معارضي النظام في حزب سري قام بالثورة " . رغم عتبي علي سمير فريد فيما كتب ، وهو حر فيه ، إلا أنني أشكره علي ما كتبه . عتبي لأنني كنت أتصور أن سمير يعرفني جيدا حتي من قبل عملي في وزارة الثقافة ، ونحن صحفيين ( شابين ) . وقد عمل معي وأنا مدير لصندوق التنمية الثقافية في لجان المهرجان القومي للأفلام الروائية الذي كنت أرأسه ، ثم عمل مديرا لمهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة عندما نظم الصندوق هذا المهرجان أيضا . ولن أتطرق إلي العلاقة الشخصية والأسرية التي كانت بيننا لأنها أمر يعنينا وحدنا. أشكر سمير فريد علي إثارته تساؤلاته التي تمنحني الفرصة لتوضيح لابد منه . هل يتصور أنني كنت في الدوائر القريبة أو البعيدة من الرئيس السابق والسيدة حرمه ؟ وهل يتصور أن الرئيس السابق أو السيدة حرمه اختارني شخصيا لشغل الوظائف التي توليتها ؟ وهل يتصور أن رئيس الجمهورية يعرف آلاف وكلاء الوزارات ورؤساء الهيئات في مصر أو يعينهم ؟ أنا لا أتبرأ من أحد أو من شئ . فليس في تاريخي إلا كل ما يشرفني . وفخور بكل ما كتبته ككاتب وبكل ما قمت به في وزارة الثقافة . وللحقيقة أذكر أن من اختارني للعمل في وزارة الثقافة هو فاروق حسني، هو الذي وقع طلبات إعارتي من مؤسسة أخبار اليوم لمدة 6 سنوات ، وكان عملي في البداية متسقا مع مهنتي وهو مستشار صحفي للوزير . بعد 3 سنوات تغيرت الإعارة لمستشار فني بعد أن زادت خبرتي بمهام الوزارة وأنشطتها ، ثم مديرا لصندوق التنمية الثقافية . عندما رفض الأستاذ إبراهيم سعدة رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم آنذاك تجديد الإعارة ، تدخل المرحوم الدكتور عاطف صدقي رئيس مجلس الوزراء وحاول الاتصال تليفونيا بإبراهيم ، فلم يرد عليه . فما كان من الدكتور عاطف إلا أن أصدر قرارا بتعييني علي درجة وكيل وزارة مديرا للصندوق . ولم تكن هذه الدرجة موجودة من قبل ، وهي الدرجة الوحيدة في صندوق التنمية الثقافية حتي الآن . إستأذن فاروق حسني الدكتور عاطف صدقي ، وكان فاروق عرفني عليه قبل دخولهما الوزارة ، ولم يستأذن عاطف صدقي الرئيس مبارك ، الذي لم يكن يعرفني ولا السيدة حرمه . كان الدكتور عاطف صاحب الصلاحية الأصيلة بصفته في تعيين وكلاء الوزارة . لو كان الرئيس مبارك تدخل في إعارتي لتم تجديدها بالطبع . وبالمناسبة أنا لم أطلب تعييني في أي منصب توليته في وزارة الثقافة . في الأسبوع الأول لرئاستي للهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية بادرت إحدي الصحف القومية بحملة شعواء علي تعييني . نشرت في قلب الصفحة الأولي عنوانا " قرار غريب لوزير الثقافة " . وخصصت للهجوم صفحتين داخل العدد . لو كانت لي علاقة بالرئيس السابق أو السيدة حرمه أظن أنه لم تكن تشن مثل هذه الحملة . وسمير فريد لا بد يذكر أنني رغم علاقتي بوزير الثقافة فقد أقالني من رئاسة دار الكتب بعد ثلاث سنوات من رئاستي لها . بمعني حكومي أدق لم يجدد لي في المنصب وتحولت بقرار من رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عاطف عبيد وبطلب مكتوب من وزير الثقافة إلي " مستشار أ " . فهل من أقالني هو الرئيس مبارك أو السيدة حرمه ؟؟ وظللت مستشارا حتي عينني وزير الثقافة مديرا للأكاديمية المصرية للفنون بروما ندبا بقرار منه لأنه ليست هناك درجة وظيفية لمدير الأكاديمية. وللتوضيح، إن شاء الله ، بقية .