مالك ال05 مليار دولار: »وارن بوفيت« الذي طالب الادارة الأمريكية والكونجرس بالتوقف عن تدليعهما وتدليلهما الأثرياء »السوبر« كان سباقا بنفسه، معلنا تخليه شخصيا عن »الدلع« الذي كان ينعم به - كأحد أغني أغنياء الولاياتالمتحدة- خلال العقدين الماضيين - وطالب وزارة الخزانة بسرعة تطبيق نظام ضرائبي جديد يهدف إلي زيادة النسب التي تستقطع من أرباح وعائدات الأثرياء بدءا بصغار المليونيرات ووصولا إلي كبار المليارديرات. صيحة: »كفي دلعا لأصحاب المليارات« التي اطلقها وارن بوفيت- منذ يومين- وجدت صدي رائعا تخطي الأطلنطي ويتردد حاليا في العديد من الدول الأوروبية التي أفزعها تدهور عملتها ال»يورو« نتيجة الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية. وكانت فرنسا أولي تلك الدول التي رحب أثرياؤها »السوبر« بدعوة »بوفيت« وتسابق بعضهم في إبداء الاستعداد لتقبل زيادة الضرائب التي تستقطع من أرباحهم السنوية. لم أكن أعرف الكثير عن »وارن بوفيت« صاحب الصيحة التي أصبحت حديث العالم في هذه الأيام كل ما كنت أعرفه عنه أنه يدير شركة أوراق مالية ناجحة، وأن صغار وكبار المستثمرين في شركته بيركشاير هثواي Berkshire Hathaway يثقون ثقة مطلقة في تعاملاته واقتراحاته ونصائحه، لأنها عادة تحقق لهم أرباحا، جعلت منه »أفضل وأنجح مستثمر في القرن العشرين«، وعندما بحثت في سيرته الذاتية- علي موقع »النت« للموسوعة الحرة: Wikipedia لهذا الملياردير العصامي بحق، وجدت فيها ما يستحق التوقف طويلا أمامه فالرجل يبلغ من العمر 18 عاما، عمل بالسمسرة والأسهم والسندات منذ 70 عاما، وكان عمره آنذاك 11 عاما! بعد هذا المشوار الطويل أصبح »وارن بوفيت« في عام 9002 أغني أغنياء العالم بثروة قدرتها مجلة »فوربس« ب26 مليار دولار، وقد تراجعت ثروته عام 0102 لتصبح 73 ملياراً، ثم عادت إلي الارتفاع خلال العام الحالي لتتخطي ال74 ملياراً ويتوقع ان تصل إلي 05 مليار دولار قبل نهاية 1102. ولد وارن بوفيت عام 0391، بولاية نبراسكا، كانت عائلته تدير متجرا للحبوب، وكان والده يعمل سمسارا في سوق الأسهم، وعضوا في مجلس النواب عن الحزب الجمهوري. في سن الحادية عشرة.. عمل »وارن بوفيت« في مكتب السمسرة- الذي كان يديره والده- حيث اشتري أسهمه الاولي، وعندما اصبح في الرابعة عشرة من عمره كان يجني 571 دولارا شهريا من توزيع صحيفة »ذي واشنطن بوست« كما اشتري ارضا زراعية في نبراسكا مساحتها 04 »أكر« مقابل 0021 دولار. بعد تخرجه من جامعة كولومبيا ذهب لكي يعمل في »وول ستريت« - بنيويورك- مخالفا نصيحة والده، ثم عاد بعد ذلك إلي اوهاما ليصبح سمسارا في مؤسسة والده ومدرسا لمادة التجارة في الصفوف المسائية، ثم حصل علي وظيفة براتب سنوي: 00021 دولار في شركة جراهام المتضامنة للاستثمار بنيويورك ، عاد »بوفيت« إلي بلدته ليؤسس شركته: »بوفيت أسوشيتس المحدودة« برأس مال 000501 دولار- جمعه من الاصدقاء وأفراد العائلة، أما هو فقد ساهم فيه ب001 دولار فقط - في وقت لاحق أسس »بوفيت« شركتين متضامنتين ليدمج الشركات الثلاث فيما بعد. تخطت ثروة »بوفيت« لأول مرة- حاجز المليون دولار، وفي نفس العام بدأت شركات »بوفيت« تشتري أسهم العديد من شركات الأوراق المالية الشهيرة علي رأسها: »بيركشاير هثواي« وفي عام 3691 أصبحت »بوفيت بارتنر شيبس« أكبر مالك للأسهم في »بيركشاير هثواي« وتولي وارن بوفيت ادارتها لتحقق أرباحا صافية سنوية فاقت ال01 ملايين دولار، وبالتالي - بسرعة البرق- تضاعفت ثروة وارن بوفيت لتبلغ - قبل نهاية الستينيات- 52 مليون دولار، ثم تتضاعف المرة بعد الأخري.. حتي وصلت عام 9002 إلي 26 ألف مليون دولار!