الملياردير الأمريكي »وارن بوفيت« 05 مليار دولار قرر أن يحتفل بعيد ميلاده الواحد والثمانين بطريقة مبتكرة فقد نشر أمس الأول مقالا في صحيفة »نيويورك تايمز« طالب فيه الإدارة الأمريكية بالتوقف عن »تدليعها«، وتدليلها، للأثرياء السوبر في الولاياتالمتحدة! أكد »وارن بوفيت« انه يدفع ضرائب عن أرباحه الطائلة السنة بعد الأخري أقل مما يدفعه العشرات من العاملين في مكتبه، وهو ما يثبت أن الحكومة مستمرة في تدليل ومجاملة الأثرياء السوبر وتظلم في الوقت نفسه الفقراء والبسطاء! وكشف ال»سوبر ملياردير« WARREN BUFFETT عن آخر اقرار ضرائبي حُوسب عليه يتبين منه أنه سدد لوزارة الخزانة ما طلبته منه ويقدر ب6 ملايين دولار فقط، أي ما يمثل 4.71٪ من دخله خلال السنة الماضية بعد الخصومات والاستقطاعات العديدة التي يحظي بها طبقا للقانون أصحاب الثروات الفلكية في الولاياتالمتحدة. نسبة ال4.71٪ من الدخل التي دفعها الملياردير تقل كثيرا كما يقول في مقاله عن النسب التي يحاسب عليها العاملون في مكتبه، حيث تتراوح تلك النسب بين 33 إلي 14٪ مما يكسبه هؤلاء سنويا! وأضاف »وارن بوفيت« قائلا: »إذا كنت تكسب مالك من استثماره في البورصة كما أفعل، ويفعل، العشرات من أصدقائي »السوبر مليارديرات« فإن نسبة ال71٪ كضرائب قد تقل أكثر فأكثر. أما إذا كنت تكسب مالك في عمل انتاجي صناعي/ زراعي/ تجاري فإن مصلحة الضرائب سترفع نسبة ما تستقطعه من دخلك وأرباحك لتزيد عما أدفعه ويدفعه من يكسبون المال من المال وحده«! ويبدي الملياردير الذي أحس الآن بعدما تخطي سن الثمانين بآلام وآمال العاملين الفقراء دهشته واستغرابه من أن النظام الضرائبي الأمريكي خلال سنوات الثمانينيات ومطلع التسعينيات لم يعرف »تدليع« و»تدليل« أصحاب الثروات السوبر، كما »تدلعهم وتهشكهم« الآن! وضرب »وارن بوفيت« مثالا علي ذلك بأن ال004 أمريكي الأكثر ثراء في البلاد كانوا يدفعون 2.92٪ من دخلهم ثم هبطت هذه النسبة خلال الفترة التالية والمستمرة لتصل إلي 5.12٪ فقط! لم يكتف صاحب ال05 مليار دولار بالدعوة إلي وقف تدليل ومحاباة الأكثر غني، وإنما تقدم للجنة التي شكلها الرئيس أوباما من أجل التوصل إلي حلول لانقاذ بلاده من العجز المالي غير المسبوق، مقترحا حلا اصلاحيا للنظام الضرائبي الحالي. يتلخص اقتراح »وارن بوفيت« بداية بعدم المساس بالنسب التي يحاسب عليها ضرائبيا 7.99٪ من الممولين الأمريكيين، ويتم زيادتها علي من يتخطي دخله السنوي المليون دولار، الذين يبلغ عددهم طبقا لعام 9002 نحو 388632 مليونيرا. كما تزداد النسبة أكثر عند محاسبة الذين يجنون أكثر من 01 ملايين دولار سنويا وقدر عددهم عام 9002 ب8728 محظوظا. أما المفاجأة في دعوة الملياردير مالك الخمسين مليارا فكانت في اعترافه بأنه وأصحابه نعموا طويلا جدا بالدلع والتدليل من »كونجرس« برلمان صديق، ومجامل، لأصحاب الملايين وجاء الوقت الآن لوقف هذه المحاباة نظرا للأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تعيشها الولاياتالمتحدة وكل الدول التي تدور في فلكها. وطالب »بوفيت« الإدارة الأمريكية بالجدية في التصدي للأزمة خاصة بالنسبة لتوزيع التضحيات علي الأكثر غني فالأقل. .. وللحديث بقية.