مشاكل المصانع المتعثرة مع البنوك تنتظر إسقاط فوائد الديون أصحاب المصانع: مهددون بالانقراض.. وشبرا تستوعب 100 ألف فرصة عمل جديدة الحال في منطقة شبرا الخيمة الأشهر في القاهرة الكبري في صناعة الغزل والنسيج؛ لا يختلف كثيرا عن الصناع في المحلة إن لم يكن أشد قسوة.. مئات المصانع أغلقت أبوابها وأخري تلهث سعيا وراء العمال حيث باتت العمالة المدربة عملة نادرة في هذا القطاع.. »الأخبار» رصدت في جولتها مصانع تحولت إلي عمارات سكنية وأخري غيرت نشاطها الصناعي وثالثة أرض خاوية لا تخلو من بقايا أثر لغزول وأقطان وماكينات كانت هنا تنسج وتصدح بالصوت شاهدة علي أجيال صنعت لهذا القطاع اسما بين دول العالم.. مشكلات مزمنة المشاكل ربما واحدة وإن اختلفت أولوياتها، فالأعباء واحدة والرؤية متباينة.. المهندس مصطفي شلبي، نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية التعاونية لأصحاب مصانع النسيج بشبرا الخيمةوالقاهرة الكبري، أكد أن القطاع يواجه تحديات بالجملة ومشكلات مزمنة، وأشار إلي أن المصانع التي كانت مسجلة بالجمعية 1097 مصنعا جميعها أغلقت ولم يتبق سوي 375 مصنعا تعمل بطاقة انتاجية لا تتخطي 40٪، فضلا عن مصانع أخري من المرجح أن تدخل دائرة التصفية خلال الفترة المقبلة. وأشار إلي أن التهريب أكبر معاناة يعاني منها الصناع والتي تضرب المنتج المحلي في مقتل، ويهدر علي الدولة نحو 4 مليارات جنيه سنويا علي الأقل، وطالب بتعديل قرار رئيس الوزراء رقم 1635 لسنة 2022 بشأن القواعد الخاصة بالاستيراد ونظام السماح المؤقت، إضافة إلي التوسع في زراعة الأقطان صغيرة ومتوسطة التيلة، فنحو 95٪ من استخداماتنا في الصناعة من هذا النوع، ونطالب بزراعة 500 ألف فدان علي الأقل. وطالب بحل مشاكل أصحاب المصانع المتعثرين مع البنوك وإسقاط فوائد الديون عن الشركات والمستثمرين وخاصة الصغار منهم، لذلك نتمني تشكيل هيئة عليا مستقلة لإدارة وحل مشاكل المهنة والتنسيق بين الوزارات المعنية، وإنشاء مراكز تدريب حقيقية للصناعات النسيجية، هدفها ضخ عمالة متدربة ماهرة لسوق العمل. فرص عمل وشدد المهندس شلبي علي أن مصانع شبرا قادرة علي استيعاب 100 ألف فرصة عمل جديدة وأكثر للشباب حال أرادت الدولة حقيقة حل مشاكل القطاع، وأشار إلي أهمية التوسع في صناعة البتروكيماويات لإحداث قيمة مضافة وخاصة في القطن والغاز، واقامة صناعات ضخمة لهذا الغرض. أسعار الخدمات عيسي الفقي، عضو مجلس إدارة الجمعية، وعضو غرفة الصناعات النسيجية باتحاد الصناعات، أكد أن قطاع الغزل والنسيج يعاني منذ الثمانينيات وكانت الطامة الكبري بتحرير القطن في عام 1994 وتوقفت شركات كبري بينها 5 شركات حكومية، وفي الوقت الراهن يصرخ كافة الصناع من ارتفاع أسعار الخدمات مياه وكهرباء وغاز، إضافة إلي ضرورة حماية المنتج المحلي من المستورد سواء بفرض إجراءات حمائية جديدة أو مواجهة التهريب الذي يهدر علي الدولة أموالا طائلة. وأضاف الفقي قائلا: نحن نطالب الرئيس السيسي بالتدخل لإنقاذ صناعة الغزل والنسيج في مصر، لسنا في حاجة لمصانع جديدة بقدر ما نحتاج لتدعيم وإنقاذ المصانع القائمة المهددة بالإغلاق سواء في القطاع الخاص أو شركات قطاع الأعمال العام، والقادرة علي توفير الالاف من فرص العمل الجديدة أمام الشباب، فقط نحتاج نظرة موضوعية لأحوالنا، وأضاف: مرحبا بالمستثمرين الأجانب في صناعتنا علي أرض مصر ونرحب بالجميع ولكن المستثمر المحلي هو الأبقي ولو توافرت له عوامل النجاح سيكون ذلك مؤشرا جيدا لكافة المستثمرين في الخارج للاستثمار في مصر. وقال: 13 مصنعا في شبرا الخيمة كانت لعائلتي، لم يتبق منها سوي مصنعي فقط، أجاهد للإبقاء عليه، فأبنائي يعملون فيه وغيرهم كثير، نحن نواجه منافسة داخلية شرسة مع منتجات مستوردة غير محملة بالأعباء التي نتحملها، نحن نرحب بإجراءات الإصلاح الاقتصادي ولكن من يحمينا من المنتج القادم من الخارج بأسعار تضرب صناعتنا وبجودة تفسد الذوق العام للمصريين وتضر صحتهم مثل ألياف البوليستر الرديئة التي تسبب العديد من الأمراض. وتابع: ينبغي مراجعة اسعار الطاقة ودعمها للمصانع التي تنتج للسوق المحلي، فضلا عن اعادة النظر في النسبة المرتفعة للتأمين علي العمالة بحيث لا تزيد علي 15٪، ومراعاة شرائح الضرائب للمصانع الصغيرة، وأضاف: المصانع الوطنية تحتاج حماية حقيقية واهتماما اكبر من الدولة أكثر من اي وقت مضي. عناصر حمائية أسامة الحوفي، المدير التنفيذي للجمعية، قال إن أصحاب المصانع الصغيرة والمتوسطة جميعا يناشدون الرئيس السيسي بالتدخل شخصيا لحماية هذه الصناعة الهامة قبل أن تنقرض وتصبح مصر مخزنا للسلع المهربة، وأضاف: علينا تشجيع المنتج المحلي ونعتبر ذلك قضية أمن قومي، ومفهوم الاقتصاد الحر لا يعني ابدا ان تترك الدولة سوقها الداخلي لآليات العرض والطلب دون عناصر حمائية تضمن المحافظة علي الهوية القومية لهذه الصناعة الاستراتيجية الهامة. وتابع: تتعرض الصناعة المحلية لإغراق سعري وكمي ومخالفة قواعد المنشأ وممارسات غير مشروعة في ادخال السلع الأجنبية وخاصة الصينية والتركية والهندية إلي الاسواق، الامر الذي ادي إلي اغلاق العديد من المصانع وخاصة في مجال الغزل والنسيج وادي إلي ضرر بالغ علي آلاف العاملين بهذه المصانع وضمهم إلي طابور البطالة. وطالب بأهمية التنسيق لزيادة المساحة المزروعة بالاقطان القصيرة والمتوسطة لإنتاج خيوط سميكة التي يحتاجها السوق المحلي بدلا من الاستيراد من الخارج ومواكبة التغيرات في الطلب العالمي والمحلي من الاقطان الطويلة، وتقديم دعم للمصانع التي تنتج للسوق المحلي، فالدعم الذي يصرف للتصدير يجب صرفه فقط للمصدر الذي يعتمد علي منتجات وخامات مصرية 100٪.