بالقطع نحن لا نتجاوز الواقع، ولا نتعدي الحقيقة، إذا ما قلنا، إننا أحوج ما نكون جميعا اليوم، للتحلي بروح العاشر من رمضان، تلك الروح التي دفعت بالمصريين جميعا للوقوف علي قلب رجل واحد، يؤمنون إيماناً راسخاً ومطلقاً، بأن الله سيقف بجانبهم، ولن يضيعهم، وسيمدهم بنصر من عنده، بعد أن أعدوا له ما استطاعوا من قوة وعتاد، وبذلوا أقصي الجهد لهزيمة الهزيمة، وعبور النكسة، وإزالة عار العدوان، وتحقيق النصر. نقول ذلك ونحن نسترجع ذكريات ووقائع هذا الانتصار التي تهل علينا صورته وملامحه ، في العاشر من رمضان من كل عام، مصحوبة بنسمات ملحمة العبور، حاملة معها عطر الشهادة، ومجد التضحية، دفاعاً عن الوطن، وذودا عن كرامته، ضد كل من تسول له نفسه المساس بحبة رمل واحدة، من أرضه المقدسة. ونقوله ونحن نستعيد في هذه الأيام المباركة، أحداث العبور العظيم، محملة بموجات هائلة من التضحيات البطولية الخارقة لأبناء مصر البواسل في العاشر من رمضان، الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن. وفي هذه الذكري تطل علينا من جديد إرادة الانتصار، وتلوح أنوارها الساطعة عبر بوابات الزمن، لتعيد إلينا وقائع وأحداث تلك اللحظات الخالدة في تاريخ مصر، التي بددت مرارة الألم، ومشاعر الإحباط، وغيابات اليأس، التي ألمت بنا جميعا في أعقاب فجيعة النكسة، ومرارة الهزيمة، وعار الاحتلال. ومع نسمات العاشر من رمضان التي هلت علينا بالأمس، يعاودنا الأمل اليوم، بأن تستعيد الأمة قوة إرادتها، وإيمانها الكامل بقدرة أبنائها علي حمايتها، واستعدادهم الدائم للدفاع عنها والتضحية بأرواحهم في سبيلها. وفي هذا اليوم نتضرع إلي الله عز وجل، أن يلهمنا الحق والصواب، وأن يعيننا علي تحقيق ما نصبو إليه من عزة، وكرامة، وتقدم، في ظل دولة ديمقراطية حديثة تسعي للحرية والعدالة وسيادة القانون.