نجحت قوات الشرعية اليمنية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية أمس في فرض سيطرتها بالكامل علي مطار الحديدة، وسط فرار العشرات من ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران بينهم قادة ميدانيين. جاء اقتحام القوات مجمع مطار الحديدة بعد معارك شرسة عند المدخل الجنوبي وسلسلة من غارات التحالف في سابع يوم لأكبر عملية عسكرية أطلق عليها »النصر الذهبي« بهدف تحرير المدينة بمطارها ومينائها الاستراتيجي. وتمكنت القوات من قتل العشرات من مسلحي الحوثي وأسر العشرات ممن كانوا يتحصنون خلف أسوار مطار الحديدة وداخل المباني، وسط تنفيذ الجيش عمليات تمشيط داخل المطار الذي سيساهم تحريره في تسريع عملية تحرير مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي. كما نجحت القوات في السيطرة الكاملة علي قرية «المنظر» غربي مطار الحديدة التي كانت تتحصن فيها الميليشيات في ضربات دقيقة وحاسمة أربكت صفوفها وأنهكت قدراتها العسكرية. وقامت الميليشيات بتلغيم أجزاء كبيرة من مطار الحديدة وقصفت أحياء المدينة. وأشارت مصادر ميدانية إلي أن الحوثيين فجروا عدة مباني داخل المطار قبل فرارهم. وبعد تضييق القوات الخناق عليهم، تحصن الحوثيون في الاحياء السكنية القريبة من المطار واحتجزوا مدنيين لاستخدامهم دروعا بشرية في محاولة منهم لنقل المعركة للاحياء السكنية. وأطلق الحوثيون قذائف باتجاه القوات اليمنية المشتركة من الأماكن السكنية. وتعمد الحوثيون قطع المياه عن سكان الحديدة وتحويل منازلهم إلي ثكنات عسكرية ومخازن للسلاح. وقامت الميليشيات بقتل عائلة كاملة بدم بارد. وكثف الحوثيون من تعزيزاتهم إلي مدينة الحديدة حيث نشرت المزيد من المقاتلين والقناصة علي الأبنية المرتفعة بالمدينة في انتهاك إنساني صارخ يهدد حياة المدنيين، وتشير المعلومات إلي أن الحوثيين دفعوا بنحو 6000 مقاتل خلال الأيام الماضية إلي الحديدة. كما قامت بحفر الخنادق في عدد من الشوارع وتحويلها إلي متاريس لمقاتليها. جاء ذلك في وقت دعا فيه التحالف العربي المجتمع الدولي إلي الضغط علي الحوثيين لإيقاف اعتدائهم علي اليمنيين. من جهته، أكد السفير الإماراتي لدي الكويت «رحمة الزعابي» عدم مشاركة أية قوات أجنبية من خارج دول التحالف في معركة تحرير المدينة قائلا : «إن كل ما يثار حول ذلك الأمر عار تماما عن الصحة». وبدوره، قال «ستيفان دوجاريك» المتحدث باسم السكرتير العام للامم المتحدة إن نحو 26 ألف شخص فروا من القتال وطلبوا الأمان في مناطقهم أو في مناطق أخري في محافظة الحديدة. وفي غضون ذلك، أعرب مبعوث الأممالمتحدة لدي اليمن «مارتن جريفيث» خلال اجتماع لمجلس الأمن عن أمله في أن تستأنف مفاوضات السلام بين اطراف النزاع في يوليو المقبل.