عشرات القتلى والجرحى فى صفوف الحوثيين.. والمبعوث الأممى يأمل فى استئناف مفاوضات السلام الشهر المقبل دخلت قوات الجيش اليمنى، المدعومة من التحالف العربى مطار الحديدة الدولى غربى اليمن، اليوم، وذلك بعد نحو أسبوع من المعارك عند أطرافه، وتمكنت من السيطرة على المطار بالكامل، عقب معارك عنيفة مع المتمردين الحوثيين. وقال العميد رائد الحبهى، قائد «اللواء الأول عمالقة» إن «قوات الجيش سيطرت على مطار الحديدة كاملا»، مضيفا أن «قوات ألوية العمالقة تواصل تمشيط محيط المطار لتأمينه». ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية عن قائد جبهة الساحل الغربى العميد أبوزرعة المحرمى، تأكيده «سيطرة قوات الجيش الوطنى على مطار الحديدة الدولى كاملا، بعد معارك عنيفة ضد ميليشيا الحوثى الانقلابية». وقالت الوكالة إن قوات الجيش تتقدم من الجهة الجنوبيةالغربية لمطار الحديدة، فى عملية التفاف لتحرير مركز مديرية الدريهمى. وأضافت الوكالة أن مسلحى الحوثى «فروا باتجاه المدينة، وتمركزوا وسط الأحياء السكنية، متخذين من السكان دروعا بشرية». وذكر موقع «سبتمبر نت» التابع للجيش اليمنى، نقلا عن مصدر عسكرى، قوله إن قوات الجيش أحرزت أيضا تقدما ميدانيا باتجاه مركز مديرية الدريهمى، حيث تدور المعارك فى مناطق وادى نخل الرمان، القريب من مركز المديرية. وتزامنت المعارك مع غارات مكثفة لمقاتلات التحالف العربى الذى تقوده السعودية استهدفت مواقع وتجمعات متفرقة للمتمردين الحوثيين، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى فى صفوف الحوثيين. من جانبها، قالت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام) إن معارك اليوم «خلفت عشرات القتلى والجرحى فى صفوف ميليشيات الحوثى بينهم قيادات ميدانية خلال عملية اقتحام قوات المقاومة اليمنية لمطار الحديدة»، مضيفة أن «المقاومة اليمنية المشتركة أسرت العشرات من مسلحى الحوثى ممن كانوا يتحصنون خلف أسوار مطار الحديدة وداخل المبانى». وبحسب أحد سكان مدينة الحديدة، فإن الحوثيين، عمدوا إلى «قطع شوارع رئيسية فى المدينة بالسواتر الترابية وحاويات النفايات الفارغة»، مضيفا: «حفروا (المتمردون) خنادق فى الشوارع بعمق لنحو مترين». وتابع «الحركة فى المدينة اليوم تبدو شبه مشلولة». فيما ذكر شخص آخر من سكان المدينة أن «الوضع متوتر جدا جدا»، مشيرا إلى أن المتمردين «يمنعون أى شخص من استخدام هاتفه للتصوير فى الشارع، ويسألون المارة عن أماكن توجههم». فى المقابل، قال القيادى الحوثى محمد البخيتى، عضو المكتب السياسى للجماعة، إن «المعارك لا تزال تدور الآن جنوب المطار تحت غطاء جوى كثيف جدا لم يسبق له مثيل». ويبعد مطار الحديدة بنحو 14 كيلو مترا عن ميناء الحديدة الاستراتيجى الخاضع لسيطرة الحوثيين. ويأتى هذا التقدم بعد أن رفض الحوثيون تسليم ميناء ومدينة الحديدة بشكل سلمى. وكانت القوات الموالية للحكومة بدأت الأربعاء الماضى بمساندة التحالف العربى عملية عسكرية تحمل اسم «النصر الذهبى» بهدف اقتحام مدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر والسيطرة عليها. وتمثل السيطرة على مدينة الحديدة التى يسكنها نحو 600 ألف شخص، أكبر انتصار عسكرى للقوات الحكومية فى مواجهة الحوثيين، منذ استعادة هذه القوات خمس محافظات من أيدى الحوثيين فى 2015. وتبعد مدينة الحديدة نحو 230 كلم عن العاصمة صنعاء. إلى ذلك، أعرب مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولى، أمس، عن أمله فى أن تستأنف فى يوليو المقبل مفاوضات السلام بين أطراف النزاع فى اليمن. وأوضح دبلوماسيون لوكالة الصحافة الفرنسية أن جريفيث أبلغ أعضاء المجلس ال15 خلال جلسة مغلقة أن «كل الأطراف ملتزمون» باستئناف الحوار السياسى. وقال أحد هؤلاء الدبلوماسيين إنه «يعتزم نتيجة لذلك استئناف المفاوضات سريعا جدا، وسيكون أمرا مثاليا أن تعقد جولة أولى فى يوليو». ومفاوضات السلام بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين متوقفة منذ نحو سنتين. من جهته، قال دبلوماسى ثان إن المفاوضات ستعقد «فى اطار احترام سيادة واستقلال» اليمن، مع «التزام الأطراف الحفاظ على علاقات ودية» ورفضهم أن «يتم استخدام الأراضى اليمنية لشن هجمات»، مضيفا أنه سيتم إشراك «المجتمع المدنى» فى هذه المفاوضات وستكون هناك حصة «لا تقل عن 30% للنساء»، سواء فى المفاوضات أو فى الحكومة المفترض أن تنبثق عنها لاحقا. وأوضح الدبلوماسى أن المفاوضات سترمى إلى «إرساء عملية انتقال سياسى ترتكز على سيادة» اليمن، كما سيتم الاتفاق على «ترتيبات أمنية» و«مراجعة دستورية» وتحديد مسار انتخابى وإجراء «مصالحة وطنية».