ما أجمل ان تستقبل شهر رمضان المعظم وانت في رحاب البيت الحرام.. تطوف حول الكعبة الشريفة وتسعي بين الصفا والمروة مع ملايين المعتمرين الذين جاءوا من كل بقاع الارض ورغم اختلاف جنسياتهم ولغاتهم الا انهم في صلواتهم ودعائهم يتحدثون لغة واحدة.. يقرأون القرآن الكريم بالعربية ويدعون ربهم طالبين الرحمة والمغفرة بالعربية الكل لا يستطيع ان يمنع نفسه من ان تدمع عينه او يجهش بالبكاء لان المشهد مهيب فلا يسعك الا ان تقول »الله اكبر اللهم أعز الاسلام والمسلمين«. الاجمل وهو ما لم أصادفه في أية رحلة عمرة سابقة انني أديت صلاة فجر أول ايام الشهر الكريم امام الكعبة الشريفة بينما أديت صلاتي العشاء والتراويح بالمسجد النبوي الشريف بالمدينةالمنورة وهو ثاني الحرمين الشريفين بعد المسجد الحرام بمكة - المسجد النبوي له خاصية يتفرد بها بين جميع مساجد العالم فبمجرد دخولك إليه تشعر براحة نفسية لا حدود لها لان رسول الله صلي الله عليه وسلم مدفون فيه وهو الذي بناه بنفسه في السنة الاولي للهجرة وبمعاونة الصحابة الذين استكملوا فيما بعد مراحل انشائه وقد أقامه الرسول صلي الله عليه وسلم علي الارض التي بركت فيها الناقة التي حملته من مكة الي المدينة مع المهاجرين والانصار فاشتراها الرسول صلي الله عليه وسلم واختارها ليقام عليها مسجد يؤدي فيه المسلمون صلواتهم. تبلغ مساحة المسجد النبوي حاليا 98.5 الف متر مربع ويتسع لستمائة الف مصل بينما يرتفع هذا العدد الي مليون في موسم الحج وأشهر معالمه بالاضافة الي قبر الرسول صلي الله عليه وسلم المنبر الذي كان يخطب من فوقه والروضة الشريفة التي تفصل بين قبر الرسول صلي الله عليه وسلم ومنبره والتي تشهد زحاما لا يوصف عندما يتسابق المسلمون لاداء ركعتين فيها لانها روضة من رياض الجنة كما قال الرسول صلي الله عليه وسلم.